ميقاتي أمام مجلس الأمن: للضغط على «إسرئيل» لوقفِ عدوانها على كلّ الجبهات
أكّدَ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في كلمة له خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن ليل أول من أمس «أنَّ لبنان ضحيّة عدوان إسرائيليّ إلكتروني سيبراني، جوّي وبحريّ، وقد يتحوّل إلى عدوان برّي بل إلى مسرح لحرب إقليميّة واسعة، وآمل أن أعودَ إلى بلدي متسلّحاً بموقفكم الصريح الداعي لوقف هذا العدوان واحترام سيادة بلدي وسلامته».
وقال “جئنا لنؤكّد حقّ لبنان في الاستقرار والأمان والسيادة والدفاع عنها”، مشيراً إلى أنَّ “عدد الشهداء المدنيين في ارتفاع والمستشفيات أصبحت غير قادرة على استقبالِ مزيدٍ من الجرحى”.
وأضاف “نحن اليوم في لبنان نواجه انتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة اللبنانيّة وحقوق الإنسان عبرَ الممارسات الوحشيّة للعدوّ الإسرائيليّ بحقِّ دولتنا وشعبنا اللبنانيّ، من خلال استباحة سيادته عبر إطلاق طائراته ومسيراته في سمائه، وقتل المدنيين فيه شباباً ونساءً وأطفالاً، وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح في ظلّ ظروف إنسانيّة قاسيّة. هذا عدا عن بثّ الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين وذلك على مرأى من العالم كلّه من دون أن يرفَّ لهم جَفن».
وتابعَ “ما نشهدُه اليوم هو تصعيدٌ غير مسبوق، مع اللجوء إلى وسائل وآليّات جديدة ولا سيّما الإلكترونيّة لإلحاق الأذى بأبناء شعبي. إنَّ المعتدي يزعمُ أنَّه لا يستهدفُ إلا المسلَّحين والسلاح ولكني أؤكد لكم أن مستشفيات لبنان تعجُّ بالجرحى المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال. أمام ذلك يبقى السؤال: من يضمنُ عدم حصول هكذا اعتداءات على دول أخرى إذا لم تُتّخذ إجراءات رادعة وعقابيّة حاسمة بحقّ المُعتدي؟ من يكفلُ لنا كدولة لبنانيّة أو أيّ دولة أخرى سلامة غذائها ومائها وأيّ مواد تدخل أراضيها من أيِّ ضرَر؟”.
وأشارَ إلى أنَّ “هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن تاريخ طويل من النزاعات والانتهاكات التي عاناها لبنان منذ عقود. وقد شكّلت الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على الأراضي اللبنانيّة انتهاكاً صارخاً لسيادتنا الوطنيّة وحقوقنا كدولة عضو في الأمم المتحدة”.
وأردف “إنَّ هذا الوضع ليس جديداً، فلبنان مرَّ بفتراتٍ طويلة من التوتُّرات والاعتداءات التي كانت تهدِّد استقرارَه وسلامة مواطنيه. لكنّ لبنان يبقى عصياً على كلّ التحديات واللبنانيّون واجهوا ويواجهون بشجاعةٍ كل الاعتداءات على كلّ حبّة من تراب الوطن”.
واوضح “أننّي أتحدث باسم لبنان، ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديمِ عرضٍ مفصّل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجّرَ البشر ودمّر الحجر، فذلك مثبت للرأي العام العالميّ بالصوت والصورة. إنّما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحلٍّ جدّي يقومُ على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقفٍ فوريّ لإطلاق النار على كلّ الجبهات وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا”.
وإذ أكّدَ التزامَ الحكومة اللبنانيّة القرار 1701، طالبَ مجلس الأمن “بالعمل الجاد والفوريّ لضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، ووقف الانتهاكات التي تتكرّرُ يوميّاً”، كما أكّدَ “ضرورة وقف العدوان الإسرائيليّ على غزّة بشكل فوريّ، لأنَّ تداعيات ما يجري هناك تنعكسُ بشكلٍ مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة وهي لن تقفَ عند حدوده وإنّما قد تشمل كلَّ الشرق الأوسط إن لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة. إن عدم التوصل إلى حل، من شأنه أن يجعلَ الأمور أكثر تعقيداً. فاستمرارُ هذا العنف لن يؤدّي إلاّ إلى المزيد من التصعيد، وهو ما لا يخدمُ مصلحةَ أيّ جانب”.
ومن جهة أخرى، واصلَ ميقاتي لقاءاته الديبلوماسيّة في نيويورك، في إطار السعي لوقفِ العدوانِ “الإسرائيليّ” على لبنان.
إلى ذلكَ، أعلنَ المكتبُ الإعلاميّ لميقاتي أنّه “يجري التداول بخبرٍ مفاده “أنَّ دولة الرئيس وقّعَ مقترحَ اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن والوسيط الأميركيّ آموس هوكشتاين”.
وقال “إنَّ هذا الكلام غير صحيح على الأطلاق ونذّكرُ بما كان أعلنه دولة الرئيس فورَ صدور النداء المشترَك بمبادرةٍ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا وبدعمٍ من الاتحاد الأوروبيّ وعددٍ من الدول الغربيّة والعربيّة، لإرساء وقفٍ موقَّتٍ لإطلاق النار في لبنان، حيث قال دولة الرئيس بالحرف: نُرحّبُ بالبيان وتبقى العبرة في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدوليّة”.