البيان الأميركي مناورة
– اسمياً نحن أمام بيان أميركي عراقي يعلن الاتفاق على إنهاء مهمة قوات التحالف التي تقودها واشنطن في العراق في ايلول عام 2025 وفي سورية في أيلول 2026، وهو بيان أميركي لأن طلب إنهاء المهمة عراقي. وهذا هو الجواب الأميركي على الطلب.
– قبل أسابيع صرّح مسؤول عراقي بأن اتفاقاً توصل اليه الضباط التقنيون الأميركيون مع نظرائهم العراقيين بمضمون البيان ذاته. واضاف أن واشنطن اعتذرت عن تحويل الاتفاق الى صيغة رسمية موثقة لأنها أمام انتخابات رئاسية من جهة ولأن المنطقة تمر بظروف خطيرة من جهة مقابلة، والبيان هو تأكيد لتجنب واشنطن إبرام اتفاق، لأن الجانب العراقي معلوم الصفة والهوية وهو الحكومة بشخص رئيسها محمد شياع السوداني، لكن لا جانب أميركياً معلوم بالمقابل، والبيان ليس الا مسودة يملك أي مسؤول في الإدارة التي تنتجها الانتخابات الرئاسية إنكار وجوده، لأن لا صفة رسمية للنص والاتفاقات لها آلية تعبر من الوزارة المعنية وهي هنا وزارة الدفاع والوزير ثم البيت الأبيض، وإلا فالموجود هنا هو مجرد اقتراح للضباط التقنيين يعود للوزير الأخذ به أو رفضه فما بالك بالرئيس؟
– المواعيد المقترحة تؤكد أن مصير الالتزامات عائد للإدارة الجديدة، وأنه ببساطة لن يكون هناك أي خطوة عملية نحو الانسحاب قبل الانتخابات الرئاسية، التي يمكن أن تسفر عن قرار باعتبار الانسحاب خطوة متسرّعة فتعدل المبدأ أو المواعيد.
– الإصرار على إصدار البيان يأتي من الجانب الأميركي، لأن هناك طلبات مقابل الإصدار، والطلبات تتصل بمطالبة الحكومة العراقية الضغط على قوى المقاومة لوقف عملياتها ضد القوات الأميركية على قاعدة أن الاتفاق قد تمّ، والاتفاق هو مجرد مسودة قابلة للتمزيق والرمي في سلة المهملات، وفي كل وزارة أميركية عشرات المسودات المشابهة التي لا يقيم لها أحد اعتباراً طالما أنها لم تبرم وفق الأصول التي يقتضيها إبرام الاتفاقات واحترام الحكومات المعنية بها على الضفة المقابلة.
– البيان محاولة أميركية لشراء الوقت بتمرير الوقت الفاصل عن تولي إدارة جديدة في واشنطن دون عمليات للمقاومة على القوات الأميركية، وليس إعلان نيات أميركية صادقة بالانسحاب.
التعليق السياسي