أخيرة

دبوس

سنجوس خلال الديار

 

حينما توضع أمام هذا العدو مسألة بقائه في كفة الميزان، مع خسرانه للشارع العالمي، وتحطّم سرديّته التي نجح في إقناع الناس بها على مدى ثلاثة أرباع القرن، والإدانة من قبل المحاكم الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، إذا ما وضع كلّ ذلك في كفة ميزان، وبقائه في الكفة الأخرى، فسيختار، ومن دون تردّد، بقاءه واستمرار كينونته، ولذلك فلقد وصل منظّروه الاستراتيجيون الى خلاصة مؤداها انّ الطريقة الوحيدة للانتصار في حرب ضدّ مجاميع مقاتلة، وعلى استعداد للقتال حتى النهاية، في الأنفاق، وفي الشوارع، وبين البنايات، بالجسد وبالعظم وبالدم، مقابل أعتى ترسانة عسكرية في العالم، وبحوزتها اكثر التكنولوجيات تطوّراً…
هي الإبادة الجماعية، والتدمير المطلق لكلّ شيء، وجعل الحياة مستحيلة لكافة الأحياء، وتدمير البنية التحتية من خلال استعمال القوة الماحقة، وكمية النيران المعادلة لمضاعفات القنبلة النووية، خاصةً أنّ هنالك تجارب سابقةً خاضتها دول عظمى ضدّ منظمات شعبية تخوض حرب العصابات، وخرجت مهزومةً فيها، وفي واقع الحال فإنّ لهذا العدو اليد الطولى في المقدرة على التدمير، وكمية النيران والتفجير، وتكنولوجيا القصف والقتل عن بعد… هذا ما وصل اليه منظرو الكيان القاتل الاستراتيجيون، ولكننا نملك الثقة المطلقة بمحور المقاومة، وبقيادات هذا المحور، ونعلم تماماً بأننا سنجد طريقنا الى هزيمة هذا العدو الدموي، ونعلم انّ طريقنا سيكون معمّداً بغزير الدماء، وبعشرات الآلاف من الشهداء، ولكننا في النهاية سنفوز، ونحن متمسكون بالهدى الربّاني وبرجاله الربّانيون الحسينيّون، والذين سيذيقون هذا العدو الأمرّين، وسينتزعون الظفر في النهاية، وسيجوسون خلال الديار، كما أتى وعد الله في القرآن، الذي لا مبدّل لكلماته.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى