لا وقت للبكاء… لا وقت للحزن
جمال محسن العفلق
كيف لمثلي أن يرثيك يا سيد المقاومة؟ وكيف للحروف أن تجتمع وكلّ الكلمات عاجزة عن وصفك وشكرك وتقديرك وأنت الذي أخترت الشهادة، لم تهرب ولم تحتم بالقصور وأنت من أنت رجل المواقف الصعبة وصاحب الابتسامة التي لا تنسى فكان لسانك يلهج بالصدق دائماً، عرفناك قائداً مقداماً فهل نرثيك؟
يا سيد يتحدثون عن الكرم ومن أكرم منك؟ قدّمت فلذة كبدك شهيداً وقدمت دمك فداء للكرامة الإنسانية.
يا سيد يتحدثون عن الشجاعة ومن أشجع منك؟ لم تهرب من الميدان وكنت تتابع الصغيرة والكبيرة وتواسي عوائل الشهداء وتناصر المظلومين.
يا سيد علمتنا أنه لا مكان للضعف ولا مكان للهزيمة في سبيل الحق وإعلاء صوت الحقيقة.
يا سيد علمتنا الصدق ومن أصدق منك؟ وأنت الذي وعدت ووفيت.
نسجوا عنك الحكايات وافتروا عليك وقالوا الكثير الكثير ولم يحترموا قداسة وعظمة الاستشهاد في سبيل الفكرة التي لا تموت ولكنهم نسوا أنك ربيت جيل كامل من أصحاب العقيد بالحرية والكرامة جيل ربما لا يملك اليوم أدوات القتل التي يملكها العدو ولكنها متجذر بالأرض، انتزعت الخوف من الصدور وزرعت الثقة والكبرياء فيه.
لا وقت للبكاء فالسير على دربك لا يكون بالعويل ولا بالحزن إنما بالعمل والصمود وقبول أمر الله العزيز القدير وأنت الذي علّمت الناس الصبر وأنه لا خضوع إلا للخالق.
كم هو ساذج من يعتقد أننا ننهار وننهزم ونخاف ونحن الذين أمنّا بالعدل والحق والتحرير والنصر.
كم هو ساذج ذلك الشامت الذي يعتقد أنّ طريق عمره نصف قرن تقريباً ينتهي بأطنان من الصواريخ.
لست على مذهبك ولكني على عقيدة إيمانك بحق المظلومين والفقراء وإعادة الحقوق المسلوبة.
لست على مذهبك ولكني على عقيدة دربك المعطر بالكرامة والإنسانية والشرف.
لست على مذهبك ولكني على عقيدة الوفاء والصدق الذي كنت تتميّز به وتعلمنا إياه.
فلا يبكي الرجال إلا على الرجال فاعذرنا إن نزلت دموعنا… ولا يشعر بفقد الشريف إلا الشرفاء، لهذا يا سيدنا كلّ أحرار العالم اليوم يباركون استشهادك وستبقى منارة تعلم الأجيال كيف يكون الرجال الرجال على طريق الحق والكرامة والحرية.