الأعلى صوتاً شخير ذوي القربى !
عمر عبد القادر غندور*
ليس هيناً على النازحين من الجنوب الى بيروت والإقليم والجبل والشمال، انتشارهم على مراكز الإيواء في المدارس والشقق، بعد ان هجروا قراهم وبلداتهم ووسائط عيشهم، بفعل الهجمات الجوية والقصف الصهيوني الذي لا يوفر حجراً ولا شجراً.
وأنا بحكم معرفتي بهؤلاء الجنوبيين الطيبين الموزعين على مراكز الإيواء وأفقرهم يملك منزلاً يحيطه دونم او دنمين من الأرض التي ولد فيها وأمضى عمره في رعايتها يعطيها من عمره وعرقه وتعطيه من خيراتها وثمارها، ويجد نفسه في زمن «الصمت الأكبر» نازحاً من بلده ينشد الأمان وبالكاد يجده!
وإذ تواصل «إسرائيل» عدوانيتها وبأحدث وسائل القتل والتكنولوجيا على مسمع ومرأى من العالم «المتحضّر» الذي تقوده الولايات المتحدة بـ»حِرفية» منقطعة النظير، وتواصل سياساتها المتناقضة لفرض وقائع تسعى الى فرضها بالخداع والكذب، وهي تغضّ النظر عن جرائم «إسرائيل» في غزة والضفة الغربية ولبنان، وتدّعي أنها تريد وضع حدّ لهذه المذابح، بينما هي تغطي هذه الأنشطة لا بل تموّلها وتقترح وقف إطلاق النار لثلاثة أسابيع، وقال المندوب «الإسرائيلي» أبلغ جميع المجتمعين في نيويورك انّ العملية في لبنان لن تتوقف وانّ لدى «إسرائيل» اعتراضات كثيرة على الاقتراح الأميركي !
في الوقت الذي تقدّم فيه الولايات المتحدة مساعدة بحوالي 9 مليارات دعماً للمجهود الحربي !
ووسط هذا الوضوح في مسار هذه الحرب التي تتعاظم تفجيراتها، ويتعاظم شخير هذا العالم العربي والإسلامي الذي يغط في سبات عميق وهو أقرب الناس والمعنيين بهذه المظلومية التي تُبكي الحجر! ولا يرقبون في اخوانهم وأبناء جلدتهم الّا ولا ذمة، وحسبهم قول الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ( 38 ) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير (39) التوبة».
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي