الصواريخ الإيرانية تزلزل كيان الاحتلال وتسقط التشكيك بموقف إيران وتبدّد نشوة نتنياهو
حسن حردان
ردّت إيران ـ الثورة على جرائم الاحتلال باغتيال رمز المقاومة القائد الكبير امين عام حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، واللواء في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، وزلزلت مئات الصواريخ الإيرانية (الفرط صوتية) كيان الاحتلال وأصابت العمق الصهيوني، ولا سيما تل أبيب الكبرى وأوْقعت خسائر كبيرة لم يُعرف حجمها بعد، وشلّت كلّ مناحي الحياة وحركة الطيران والقطارات.. خصوصا أنّ ثمانين بالمئة من الصواريخ أصابت أهدافها بدقة حسب متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني..
على أنّ الضربة الصاروخية عكست، حسب كلّ الخبراء، فشلاً استخبارياً “إسرائيلياً”، من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم إدراك قادة العدو لمدى جدية القيادة الإيرانية في الردّ وبقوة على تماديهم في عدوانهم وارتكاب الجرائم واغتيال القادة وانتهاك الأمن القومي الإيراني والمسّ بهيبة الجمهورية الاسلامية، والتهديد المستمر بالاعتداء على إيران..
هذا التطور قلب المشهد رأساً على عقب، بعد أن نجح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في تحقيق عدد من “الإنجازات التكتيكية” باغتيال قادة كبار في المقاومة في بيروت وطهران، وأعلن الحرب على كلّ أطراف محور المقاومة، وبات يشعر بنشوة النصر وراح يتحدث عن حلمه بفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد وتنصيب نفسه ملكاً عليه.. وجاء تساقط الصواريخ الإيرانية على الكيان المحتلّ ونجاحها في ضرب أهداف حيوية ومواقع عسكرية في مدن الاحتلال في تل أبيب الكبرى والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وغيرها..
ليشكل ضربة قاسية وقعت كالصاعقة على رؤوس قادة العدو، وأدت عملياً إلى تحقيق جملة من الأهداف دفعة واحدة:
الهدف الاول، بدّد نشوة النصر “الإسرائيلية” ومعها الإنجازات التكتيكية التي حققها نتنياهو في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد نجاحه في اغتيال قائد المقاومة سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله..
الهدف الثاني، أسقط موجة التشكيك التي روّج لها على نطاق واسع من قبل العدو الصهيوني وأدواته المأجورة والمعادية للمقاومة، بتخلي إيران عن حزب الله وعقد صفقة مع واشنطن على حسابه، والزعم انّ إيران ليس لديها الاستعداد للردّ على اغتيال هنية في قلب طهران، وهي لن تثأر لاغتيال سماحة السيد، لأنها لا تريد التورّط بحرب إقليمية تؤدّي إلى إحداث تدمير في إيران إلخ… ولهذا فإنّ هذا الردّ القوي من طهران وجّه أيضاً صفعة قوية لكلّ هذه الشائعات وأعاد تأكيد متانة التحالف بين إيران وأطراف محور المقاومة، وأكد انّ إيران لا يرهبها التهديد الإسرائيلي الأميركي بالحرب الإقليمية.. وهي تملك الجرأة والشجاعة والإرادة على الردّ والذهاب إلى أبعد من الردّ لمنع كيان العدو من تحقيق أهدافه.
الهدف الثالث، وضع حدّ لمناخات الإحباط واليأس والانهيار في معنويات أوساط واسعة من جمهور المقاومة، حيث أدّى الردّ وصور تساقط الصواريخ عل مدن العدو في فلسطين المحتلة إلى إعادة رفع المعنويات وإحداث موجة واسعة من الابتهاج على الصعيد الجماهير التي كانت تنتظر ان يدفع العدو ثمن ما ارتكبه من جرائم واغتيال لقادة المقاومة..
على أنّ هذا الرد الإيراني، لا يعني انّ المقاومة في لبنان لن تثأر لقائدها الرمز وسيّدها الذي شكل المثال والقدوة والنموذج لجميع المقاومين، الذين أعلنوا في رسالة بالأمس عهدهم ووعدهم وقسمهم لسيدهم الشهيد بالاستمرار حتى تحقيق آماله وأهدافه، وتوعّدوا العدو المتغطرس بما كان يردّده سماحة السيد، “الأيام والليالي والميدان بيننا تلقانا رماة ماهرين، من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب”.. متوعّدين، بأن “القاتل لن يسلم من بأسنا وثأرنا”.. ولهذا فإنّ قصف المقاومة مدينة تل أبيب صباح أمس بعشرة صواريخ من نوع “فادي 4” إنما كان عينة صغيرة من الردّ المنتظر.
انطلاقاً مما تقدّم يمكن القول إنّ ما حصل من ردّ إيراني، وما ينتظر من ثأر المقاومين لسيدهم ورمزهم الشهيد سماحة السيد، إلى جانب ردود قوى المقاومة من اليمن والعراق، يؤكد انّ مشهد الزهوّ والانتصار الذي خيّم على قادة العدو ومستوطنيه قد تلاشى سريعاً، وانّ مأزق الكيان عاد من جديد إلى الواجهة، ويؤكد انكشافه أمام صواريخ قوى محور المقاومة، وانّ منظومات دفاعه الجوي لن تستطيع حمايته.. وانّ الحرب جولات، وكما يستطيع كيان العدو أن يوجه ضربات لدول وقوى المقاومة، فإنّ الأخيرة أيضاً تملك قدرة الردّ وتوجيه الضربات الموجعة له.. ولهذا ليس بمقدور العدو تغيير توازن القوى وفرض مشيئته وتحقيق أهدافه التي يحلم بها…