العالم على وشك التغيير
مقتطف من مقالة نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية الروسية أوليغ كاربوفيتش، في «إزفيستيا»
لم تشهد الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أي مفاجآت. فمرة أخرى، أصبح من الواضح لأي مراقب محايد أن المنظمة التي أُنشئت عقب الحرب العالمية الثانية للحفاظ على السلام والأمن غير قادرة على الحدّ من التوتر العالمي.
وبطبيعة الحال، فإن سلسلة خطابات وزير خارجيتنا سيرغي لافروف في نيويورك تايمز… وقد تحدث بصراحة عن الدور غير البناء للأمين العام، الخاضع للنفوذ الغربي، والحالة العامة الناجمة عن سنوات عديدة من الجهود الغربية لتقويض النظام العالمي.
وفي ما يتعلق بالقضية الأوكرانية، فقبل عامين يتساءل ممثلو الجنوب العالمي عن الاستفزازات الإعلامية الأميركية والأوروبية، واليوم، يرى شركاؤنا أن تكتيكات نظام كييف المتمثلة في تحويل أوكرانيا إلى أرض محروقة لإرضاء أسياده في واشنطن تشكّل حلقة في سلسلة واحدة مع الأحداث في الشرق الأوسط، حيث سيناريو «الفوضى القابلة للإدارة» بدأ يُنفّذ من جديد.
ويتطلّب الأمر تفكيراً وشجاعة من زعماء العالم لعكس مسار هذا الانزلاق نحو الهاوية. ولكن، للأسف، الطبقة السياسيّة الغربية غير قادرة على النظر إلى الصورة بموضوعيّة والبدء في إنقاذ الأمم المتحدة نفسها، التي تشهد أكبر أزمة في التاريخ. ومن الواضح أن هذه المهمة ستكون شأن الأغلبية العالمية. فمن المقرّر أن تُعقد قريباً قمة مجموعة بريكس، وهي التي ستكون قادرة على تعزيز هذه المنظمة الدوليّة القوية. والدول المشمولة فيها مهتمة أكثر من أي دول أخرى بإقامة نظام عادل على الساحة العالميّة وحل التناقضات التي أدّت إلى الاضطرابات الحالية.