التغييرات الجيوسياسية آتية
فاديا مطر
برغم ما شهدته جبهة لبنان وفلسطين المحتلة في الأيام الماضية من تدمير ممنهج واغتيالات لشخصيات مقاومة مهمة قامت بها تل أبيب بدعم مطلق أميركي غربي، استعادت شخصية المقاومة حضورها الذي لم يفارق الجبهة وبزخم كبير حدّد الخطوط الحمر مجدّداً وبقلم الردّ الإستراتيجي في قلب الكيان الصهيوني، فالردّ القوي من إيران واليمن وعمق محمور المقاومة كان رسالة واضحة بكثير من الدقة والقوة في معادلة جيوسياسية متجدّدة نالت المُحدّدات الغربية بكلّ مكوناتها في أهمّ منطقة تشهد كباشاً مميتاً بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى…
الردّ الإيراني شكل ترسيماً مهماً للحدود التي حاولت «إسرائيل» بمعونة التيار الأميركي الغربي والمطبّع تغييرها بقوة النار والتدمير والإستهدافات التكتيكية التي كان أكثرها خطراً اغتيالات القادة الشهداء وفي مقدّمهم سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله، وبرغم المحاولة المحدودة والفاشلة لتسلل بري في الجنوب اللبناني أمس من قبل حفنة من الكومندوس الصهيوني، يتقدّم المشهد نحو تسطير جديد لمنطقة الجنوب اللبناني والشمال الفلسطيني تحديداً، وهي ستكون الخطأ القاتل إذا ما استمرّت بتكرار مدعوم أميركياً وغربياً، مما سيجعل الردّ الإيراني مُعيداً لمشهد الأول من تشرين الأول الحالي لكن بقوة أكبر من منظومة فادي 4 و5 وغيرها من المنظومات الصاروخية الإيرانية الردعية، وبذلك ستكون واشنطن ومن معها قد كتبت حرباً شاملة إقليمية، وستكون المقاومة بكلّ محورها قد كتبت بقلم النار «سنجعل ليلكم سرمداً» فهل من يُحسن القراءة ليلاً؟!