أخيرة

دبوس

سنذيقهم مرارة الإنكسار

 

«إذ جاؤوكم من فوقكم، ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وتظنّون بالله الظنون، هنالك ابتلي المؤمنون، وزلزلوا زلزالاً شديداً».
لقد مررنا بتجارب كهذه التجربة التي نمرّ بها الآن عبر التاريخ، وكان الصبر والجلد والإيمان والصلابة هي العناصر التي ستحدّد مصير المعركة، لديهم جبال من السلاح القاتل، ولكن كلّ سلاح الكون لن يجدي فتيلاً إذا كان حامله ترتعد فرائصه من شدة الخوف والجبن والهلع، علينا ان نكيل لهم ضربات ماحقة بالذات تجاه العنصر البشري، حتى تمتلئ ذاته هلعاً وذعراً، لأنّ الهزيمة تبدأ هناك داخل نفوس هؤلاء الأوغاد المتشبّثين بالحياة، والطالبين للنجاة والسلامة، لا يفلّ نتاج هذا العقل الشيطاني الآبق، إلّا العظم والدم واللحم والروح الفيّاضة.
لا أرى في ما يحدث إلّا الكيد الربّاني، لقد انتفخ وانتشى هذا النتن وصال تيهاً وعربد، وتفاقم الكبر والغرور في رأسه الذي سيقوده الى الفخ الإلهي، وهو الظنّ المخاتل في ذاته المريضة، بأنه لا يفعل شيئاً إلّا ويخرج منه فائزاً، وسيدفع بجيشه إلى تخوم الجنوب اللبناني، وهناك ستكون المقتلة، وهناك سيُصار إلى طحن جيشه كما يطحن الدقيق، وسيقوم بتقييم ذاته بأكثر بكثير مما يستحق، وسيقوم بتقييم أعدائه بأقلّ بكثير مما يستحقون، وسيذهب به كلّ هذا المخاض إلى مهاوي الردى، مصطحباً بيده كيانه المارق، وشعبه الشاذ…
في واقع الحال هي فرصة تاريخية لمحور المقاومة، لتلقين هذا الكيان اللقيط درساً لن يتمكّن من تذكّره أو نسيانه لأنه سيكون درس ما قبل الزوال، وبمعيته كلّ هذا الغرب الفاجر، بكلّ قدراته المالية والتقنية والتسليحية، وحثالة الأعراب الذين سيبدأون بالتساقط واحداً تلو الآخر كأحجار الدومينو.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى