يوم رابع من فشل الاحتلال بالتقدم وعدد الإصابات صار بالمئات… واشتعال الجليل / الخامنئي خسارة نصرالله موجعة لكن المقاومة لن تهزم …وعراقجي في بيروت / المقاومة العراقية تستهدف لواء جولاني في الجولان المحتل والإصابات بالعشرات
كتب المحرّر السياسيّ
أعلن جيش احتلال مقتل اثنين من جنوده وإصابة أكثر من 20 آخرين جراء انفجار طائرة مسيرة أطلقتها المقاومة العراقية، واستهدفت قاعدة لقواته شمالي الجولان السوري المحتل فجر الأربعاء الماضي. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن 24 جندياً أصيبوا في الهجوم، منهم اثنان في حالة خطيرة. ويأتي الاعتراف الإسرائيلي بعدما أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” أول أمس الأربعاء أنها هاجمت بالطائرات المسيّرة 3 أهداف في 3 عمليات منفصلة شمالي الأراضي المحتلة خلال ساعات الفجر. وقالت في بيان إن الهجوم يعد “استمراراً لمقاومة الاحتلال ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”. وقالت مصادر متابعة لعمليات المقاومة العراقية إن مناخاً جديداً بين قيادات المقاومة حول زخم العمليات ونوعها يحكم مرحلة ما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي ينظر إليه قادة المقاومة بصفته الأب الروحيّ الذي كان يرعى فصائل المقاومة ويساندها وكان قادتها يأنسون لنصحه في الكثير من الشؤون كأخ أكبر.
في طهران، تحوّلت خطبة الجمعة إلى مناسبة لتأبين خاص أراده الإمام علي الخامنئي لسيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله، واصفاً الاستشهاد بالفاجعة، معبراً عن الحزن والألم لفقدان هذه الشخصية البارزة الاستثنائية في تاريخ العرب والمسلمين، وقال الإمام الخامنئي إن إيران لن تتوانى عن أداء واجبها، كما فعلت في دفاعها المشروع الذي نفذ قبل أيام، مدافعاً عن حق المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى كترجمة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية، واصفاً مساندة لبنان لهذا الحق بالدفاع المشروع الذي يستحق التقدير. وخاطب الإمام الخامنئي قوى المقاومة في لبنان وفلسطين خصوصاً داعياً الى المزيد من الصبر والصمود لأن استشهاد القادة لا يسبب التراجع ولا الهزيمة بل يزيد المقاومة قدرة على تحقيق النصر، واعتبر أن إجرام كيان الاحتلال عائد الى الدعم الذي يحظى به من الأميركيين وعدد من دول الغرب.
في الجنوب، تواصلت محاولات جيش الاحتلال التقدم في بلدات العديسة وكفركلا ومارون الراس وعيتا الشعب دون جدوى، متكبداً المزيد من الخسائر، وقد بلغت إصاباته المئات بعد أربعة أيام من المحاولات الفاشلة، بينما تساقطت الصواريخ بالمئات على شمال فلسطين المحتلة وتداولت وكالات الأنباء صور الحرائق تشتعل في كل أنحاء الجليل، وقد تحدّث عن أوضاع الجبهة ضابط ميدانيّ في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، فقال “إن الصور التي نشرها جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان تمّ تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، حيث كما يعلم الجميع أن بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود، وأنه بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث”. وأضاف الضابط الميداني “لقد حاول جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي عصر الجمعة، وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية، ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقًا، وبنداء لبّيك يا نصر الله، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية عددًا من العبوات (بعضها زُرِع الخميس) واشتبكوا مع ضباط وجنود النخبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخيّة، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يُصَب حمل قتيلًا أو جريحًا وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة”. وقال ختاماً “مجاهدو المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدّون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ”.
وشدد الإمام السيد علي الخامنئي أن “السيد حسن نصر الله كان الراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين، وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم، لقد كان للمناضلين على طريق الحق سنداً ومشجعاً”، مشيراً الى أن المقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها”.
وفي كلمة له خلال مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان قال الخامنئي: “ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرّة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- في صلاة جمعة طهران”، وتابع: “نحن جميعاً مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز؛ وإنّه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة، لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه بشخصيته الحقيقة وروحه ونهجه وصوته الصادح سيبقى حاضراً فينا أبداً”. وتابع الإمام الخامنئي:
وتوجّه الإمام إلى الشعب اللبناني قائلاً: “أعزائي يا شعب لبنان الوفي، يا شباب حزب الله وحركة أمل المفعم بالحماسة يا أبنائي، هذا أيضاً طلب سيدنا الشهيد اليوم من شعبه وجبهة المقاومة، فالعدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله، وعمد الى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على الذئب الدموي”.
وأضاف: “الدمار سيعوّض وصبركم وثباتكم سيثمر عزّة وكرامة، فالسيد – أي السيد الشهيد نصر الله- العزيز كان طوال 30 عاماً على رأس كفاحٍ شاق، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة، فحزب الله هو حقاً شجرةً طيبة”، مؤكداً أنّ “حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزّة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً في سبيل خدمة مصيرية للمنطقة بأكملها، أما السلوك السفاح والوقح لهذا الكيان تجاه المناضلين ناجمٌ عن الطمع بتحقيق هدف السيطرة”.
بدوره، أشار قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي الى ان الصهاينة يعتقدون أنّهم دمروا حزب الله باغتيال أمينه العام وبقية القادة، لكنّ الميدان يقول إنّ حزب الله أقوى ويكبّد العدو يومياً خسائر فادحة.
ولفت موسوي في حديث لقناة “المسيرة” اليمنية، الى اننا “فقدنا شخصية مهمّة لكنّ هذا لا يعني أنّنا سنتقاعس بل ستعزز دماء الشهيد من قدراتنا، والأعداء سيدفعون ثمناً باهظا على هذه الجريمة، وإذا ارتكب العدو أي حماقة بالرد على علمية “الوعد الصادق2 ” فإنّنا سنرد عليهم وسنوجّه لهم ضربة أقوى وبمستوى أكبر”.
ولليوم الرابع على التوالي واصلت المقاومة تصديها لعمليات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي الى الداخل اللبناني، ملحقة خسائر فادحة في صفوف الضباط والجنوب عبر كمائن محكمة وقصف تجمعاتهم في المستوطنات القريبة، فيما واصلت بالتوازي إطلاق صليات الصواريخ المختلفة الى معظم مستوطنات الشمال.
وأعلن حزب الله تفجير ثلاث عبوات ناسفة بالقوات المتقدمة، ومن ثمّ اشتبك المقاومون معهم وأوقعوهم بين قتيل وجريح، كما اشتبك المجاهدون مع جنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون.
وأقر جيش الاحتلال بـ”مقتل 12 ضابطاً وجندياً منذ بدء العملية العسكرية في جنوب لبنان قبل 4 أيام”.
كما أعلن حزب الله أن مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا الكريوت شمال حيفا برشقة صاروخية، وقاعدة إيلانيا برشقة صاروخية، واستهدف أيضاً مرابض مدفعية العدو في جنوب كريات شمونة بصلية صاروخية، وكذلك استهدف ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه مما أدىّ إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح. بالاضافة الى ذلك، قصف “الحزب” مستعمرة كرمئيل بصليّة صاروخية.
وأعلن جيش الاحتلال، اننا “رصدنا خلال الساعة الأخيرة 70 صاروخا أطلقت باتجاه الجليل الأعلى سقط بعضها بمناطق مفتوحة”. وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي، بأن “صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء وجود رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في منزله هناك”.
وفي السياق، اشارت القناة 12 العبرية الى رشقة صاروخية انطلقت من لبنان نحو الجليل، وصافرات الإنذار دوت في عدد من المستوطنات في الشمال قرب الحدود مع لبنان. ولفتت القناة 12 الإسرائيلية الى اندلاع حرائق في منطقة شلومي بالجليل الغربي نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان.
وزعم وزير حرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “حزب الله يتلقّى ضربات قاسية”، مدعياً أنّ “لدينا المزيد من المفاجآت في جعبتنا، بعضها قد حدث بالفعل”.
كما زعم غالانت بعد زيارته الحدود الشّماليّة حيث أجرى تقييماً للوضع مع كبار مسؤولي جيش الاحتلال، أنّ “العمليّة ستستمر حيثما كان ذلك ضروريّاً، لتدمير جميع البنى التّحتيّة الّتي خطّط “حزب الله” منها لتنفيذ هجمات وأنّنا سنحقّق حقيقة أنّنا في نهاية المطاف سنعيد المواطنين إلى منازلهم بأمان كما وَعدنا”.
من جهة مقابلة أشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” الى أن الخسائر التي يلحقها المقاومون بقوات الاحتلال أكثر بكثير مما يعلن عنه جيش العدو واعلامه”، لافتة الى أنه لم تتمكن أي فرقة من فرق وألوية النخبة في جيش الاحتلال من الدخول الى أي قرية في الجنوب وفي حال تمكنت من التسلل بضعة كيلومترات فتكون عملية استدراج الى نقطة المكمن، وهذا ما يحصل كل يوم وكل ساعة”، وأضافت المصادر أن معنويات الجنود والضباط منهارة رغم كل الأسلحة المتطورة والتغطية من الطائرات الحربية والمسيرات والمروحي، إلا أن مجاهدي المقاومة يمسكون بدفة الميدان وزمام الأمور وسيحصدون كل يوم عشرات وربما مئات القتلى والجرحى حتى يدرك العدو أنه لن يستطع تحقيق أهدافه في العملية البرية”.
وفي سياق ذلك، كشف ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أنّ الصور التي نشرها اليوم (أمس) جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان تمّ تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، (حيث كما يعلم الجميع أنّ بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود)، بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث”. وأضاف: “حاول جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي عصر الجمعة (أمس)، وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية، ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقاً، وبنداء لبّيك يا نصر الله، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات (بعضها زُرِع بالأمس) واشتبكوا مع ضباط النخبة وجنودها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يُصَب حمل قتيلاً أو جريحاً وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة”.
وأكد الضابط الميداني أن مجاهدي المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ.
الى ذلك، واصل العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان، فنفذ الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن 3 مسؤولين إسرائيليين قولهم “إنّ الغارات استهدفت اجتماعاً لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين الذي كان في أكثر الملاجئ عمقاً، طالب الجيش الإسرائيلي صباحا سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء، إلا أن حزب الله لم يصدر أي أنباء عن هذه الغارة، في حين تعرضت بلدة رميش الحدودية للمرة الاولى لاعتداء اسرائيلي بطائرة مسيرة. كما طالت الغارات بلدات يارون، تول، عيتا الشعب، كفرصير، كوثرية السياد، الغسانية وغيرها. وأفيد عن سقوط 4 شهداء من الهيئة الصحية الاسلامية بعد استهدافهم بغارة من مسيرة قرب مستشفى مرجعيون الحكومي الذي أقفل ابوابه أمس.
وتجدّد القصف الإسرائيلي أمس على الضاحية الجنوبية، ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين متتاليتين مستهدفاً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي – الحدت حي الجامعة. واستهدفت غارة اسرائيلية شوارع المريجة ما أدى الى استشهاد احد المسعفين ووقوع إصابات لأشخاص اثناء تفقدهم المحلة.
وفي بعلبك، شن الطيران الحربي 3 غارات على بلدة طاريا، استهدفت إحداها منزلا بمحاذاة الطريق الرئيسية داخل البلدة، وأدت أخرى الى قطع الطريق العام الذي يصل البلدة بأحيائها الشمالية. واستهدفت الغارات الاسرائيلية مع ساعات الفجر الأولى منطقة غرب بعلبك، ما بين بلدتي بوداي وشمسطار، مرورا ببلدة طاريا. وشن الطيران الإسرائيلي غارتين على محيط بلدة جنتا وسلسلة غارات على بلدتي علي النهري وصبوبا. فيما إستهدفت مسيرة إسرائيلية شاحنة في البيادر في قضاء زحلة.
وأعلنت لجنة الطوارئ حصول 153 غارة في 24 ساعة، وبعد طلب العدو الإسرائيلي إخلاء مستشفيات مرجعيون وحاصبيا ومرجعيون وميس الجبل، تعرض حرم ومحيط “مستشفى الشهيد صلاح غندور” عند دوار صف الهوا في مدينة بنت جبيل لسقوط 4 قذائف مدفعية اسرائيلية. وافيد عن وقوع 15 اصابة في صفوف الكادر الطبي والممرضين، والصليب الأحمر اللبناني يفاوض مع اليونيفيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر للدخول إلى المستشفى. وذكرت مصادر طبية لـ”البناء” أن لا وجود لحزب الله ولا لأسلحة ولا أنفاق أو خنادق لحزب الله في مستشفيات الجنوب التي يطلب العدو الإسرائيلي إخلاءها قبل استهدافها، نافية أن تكون قد دخلت إصابات الى هذه المستشفيات لعناصر من الحزب، ومؤكدة أن جميع الشهداء والجرحى الذين وصلوا الى المستشفيات هم مدنيون وليسوا عسكريين.
ولفتت أوساط ميدانية لـ”البناء” الى أن العدو يتذرع بوجود أسلحة وعناصر وجرحى للحزب في المستشفيات أو في المؤسسات الصحية والطواقم الطبية ليبرر تدمير المنازل وقتل المدنيين لتفريغ الجنوب والضاحية والبقاع من السكان لتدمير بيئة وشعبية المقاومة وتدفيعهم ثمن خياراتهم بالوقوف الى جانب المقاومة، وتأليبهم على حزب الله الى جانب تحويل النزوح الهائل الى مناطق أخرى لا سيما بيروت والشمال الى قنبلة ضاغطة على الحزب للاستثمار عليها في المفاوضات. وأشارت الأوساط الى أن العدو لا يوفر البشر والحجر ويرتكب جرائم حرب وابادة ما يستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الضغط على حكومة الاحتلال لوقف مسلسل هذه الجرائم.
وعلمت “البناء” أن الجيش الإسرائيلي طلب من قوات الطوارئ الدولية (اليونفيل) منذ إطلاق العملية البرية إخلاء مراكزها في القرى الحدودية والمغادرة الى مناطق أخرى بذريعة تعرضها للقصف خلال العمليات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وقوات حزب الله، إلا أن قيادة قوات الطوارئ العاملة في لبنان رفضت ذلك ملوحة بأنها ستخلي مراكزها نهائياً وتغادر خارج لبنان اذا في حال تعرضت لإطلاق نار اسرائيلي.
دبلوماسياً، حطّ في بيروت وزير الدبلوماسية الايرانية في بيروت وجال على كبار المسؤولين. وفور هبوط طائرته اعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في منشور على منصة “إكس”: “هبطنا الآن في مطار بيروت الدولي، وفدنا الذي يرأسه وزير الشؤون الخارجية عراقجي ويضم اثنين من نواب البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر، سيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى”. وأشار، إلى أن “طهران ستقدَّم 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية إلى لبنان، كجزء من المساعدات الإنسانية الإيرانية، مؤكداً أن موقف بلاده في التضامن مع الشعب اللبناني الباسل ثابت، وعلى المنطقة بأكملها أن تدرك خطورة ما يواجهه لبنان وتداعياته على مستقبل الشعوب”.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوزير الايراني، وعرض معه الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وفي خلال الاجتماع عبّر الوزير الايراني عن حرص بلاده على لبنان ودعمه في وجه العدوان الاسرائيلي. وقال” ان ايران ستقوم بحملة ديبلوماسية لدعم لبنان وطلب عقد اجتماع لـ”منظمة المؤتمر الاسلامي”.
كما زار وزير خارجية ايران عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء، قال عراقجي: “وجودي في بيروت في ظل الظروف الصعبة خير دليل على أنّ ايران تقف وكما كانت دائماً الى جانب حزب الله وهي تدعم الشيعة في لبنان والشعب اللبناني بكامله. وأكد أننا نقف الى جانب لبنان والمقاومة وواثقون من أنّ جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل كما فشلت في الماضي والشعب اللبناني سيخرج منتصراً. وشدد على أننا ندعم مساعي وقف إطلاق النار شرط تحقيق مصالح الشعب. واوضح ان لا خطط لدينا لمزيد من الهجمات على إسرائيل إلا إذا تهورت. وافيد ان عراقجي سيلتقي عددا من النواب في السفارة الإيرانية”.
الى ذلك، رأى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن تقاعس واشنطن عن إدانة الغزو البري الإسرائيلي للبنان بأي شكل من الأشكال، يدل على أنها تشجع فعليا حليفتها على توسيع منطقة العمليات العسكرية.