أخيرة
دردشة صباحية
التواصل بين فلسطين والشام
يكتبها الياس عشي
مرّ ألفان من الأعوام دون أن ينقطع التواصل بين فلسطينَ مسقطِ رأس السيّد المسيح وبلاد الشام، ولا بين القدس ومعلولا، ولا بين المسجدين الأقصى والأموي، ولا بين قانا الشاهدةِ على أوّل أعجوبة صنعها الناصري وقانا الشهيدةِ لمرّتين بعد أن غزاها البرابرة، وقصفوا أطفالها! ألم يفعلوا من قبلُ يوم أمر هيرودس بذبح أطفال بيت لحم؟
وشاء المعلّم (هكذا كان يناديه تلاميذه الإثنا عشر) أن يزور معلولا، فزارها ودخل إلى أماكن العبادة فيها، وتعرّف على ناسها، وتسلّق قممها، حتى إذا اكتملت الجموع جلس في وسْطهم، وأعاد على مسامعهم عظة الجبل بلغة آرامية ما زالت معلولا تتحدث فخورةً بها:
«كنت جائعاً فأطعمتموني، وعرياناً فكسيتموني، ومريضاً فعدتموني، وسجيناً فزرتموني».