أولى

صواريخ حيفا وطبريا

– لم تعلن المقاومة أنها استهدفت مدينة حيفا أو مدينة طبريا، ولا قالت إنها بدأت بتفعيل معادلة المدنيين مقابل المدنيين، بل قالت إنها استهدفت قواعد عسكرية في منطقتي حيفا وطبريا، لكن تساقط صواريخ المقاومة في المدينتين وسقوط إصابات بين المستوطنين بفعل ذلك لا يمكن أن يقرأ في الكيان باعتباره مجرد خطأ تقني، والمقاومة معروفة بدقتها في التحديد والتسديد.
– فليفهم الكيان وليفهم معه مستوطنوه عندما يسمعون أن المقاومة تستهدف قاعدة عسكرية، أن صواريخها قد تسقط على رؤوسهم، وأن هذا الإجرام والتوحّش والهمجية في استهداف العمق السكاني في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع لا يمكن أن يبقى دون رد، ولو غير معلن.
– يكونون حمقى وأغبياء إذا لم يفهموا أن المعادلة تمّ تفعيلها، وأن حيفا مقابل الضاحية وطبريا وسفوح الجولان مقابل البقاع، وسائر مستوطنات الشمال مقابل قرى وبلدات الجنوب عمقاً بعمق، وأن المقاومة تركت تل أبيب مقابل بيروت، التزاماً بأن لا يتسبب قصف تل أبيب عقاباً على قصف الضاحية بمنح الذريعة لقصف بيروت، وبقيت معادلة المطار مقابل المطار والميناء مقابل الميناء والكهرباء مقابل الكهرباء.
– هذه الصواريخ المباركة تقول إن المقاومة تسترد إمساكها بزمام المبادرة وتتجاوز الأيام الصعبة وتداعياتها، وتقول إن مرحلة جديدة تبدأ، وإن ليل المعاناة في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب لن يطول، وإن المقاومة التي وعدت بأنها تحمي أهلها عادت تحمي أهلها، وهي على الجبهة تحمي بصدور مجاهديها شرف الوطن وتسطّر أعظم البطولات.
– توقيت الصواريخ يقول إن سنة مضت على طوفان الأقصى، وإن السنة الثانية تفتتحها معادلة جديدة، وعلى قيادة الكيان أن تُحسن الفهم وإقامة الحسابات خارج خطاب التبجّح المتعالي، والميدان يقول إن الجبهة البرية عصيّة، وهو الآن يقول إن العمق بالعمق والمدنيين بالمدنيين.
– صواريخ السنة الثانية تتزامن مع التعثر الإسرائيلي في تنظيم الضربة على إيران، بسبب متاعب القواعد الجوية وتضررها بعد الضربة الإيرانية، وتراجع قدرة الدفاعات الجوية في التعامل مع الصواريخ الإيرانية والتي سيكون موعد عودتها قريباً فور تنفيذ الرد الإسرائيلي.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى