أولى

الكلمة والميدان… صنوان لا يفترقان

‭‬ رمزي عبد الخالق

الحرب الإعلامية هي في صميم المواجهة ضدّ العدو الصهيوني، تماماً كما هي الحرب في الميدان، وحين قال كبيرنا وشهيدنا الأسمى السيد حسن نصرالله إنّ الكلمة للميدان كان فعلاً يعني ما يقول، وهو كان على الدوام يعني ما يقول…
هناك ميدان الحرب العسكرية وهناك ميدان الحرب بالكلمة، وهما صنوان لا يفترقان، يسيران معاً، ويعبّر كلّ منهما بطريقته عن الآخر، خاصة أنّ ميدان الكلمة ينطق بما يحققه الميدان العسكري على أرض المعركة.
ولأنّ رجال السيد الشهيد يعرفون تماماً ماذا يريد منهم أن يفعلوا، خاصة إذا كان هؤلاء الرجال قد أمضوا في كنف السيد نحو نصف قرن من الزمن، ها نحن نرى الرجل الثقة مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف يصول ويجول في ميدان الكلمة، ويقود الإعلام المقاوم، وخاصة اللقاء الإعلامي الوطني، إلى حيث يجب أن يكون في طليعة المقاومين في هذه الحرب الوجودية، ثم ليفرض على جميع وسائل الإعلام التعاطي مع الحقيقة الناصعة الواضحة كما هي على أرض الواقع، بعيداً عن ادّعاءات العدو الصهيوني الزائفة والكاذبة والتي يحاول بعض الإعلام الخبيث ترويجها والبناء عليها كأنها هي الحقيقة!
نجح الحاج محمد عفيف نجاحاً لافتاً في هذه المهمة، وإذا كانت شهادتنا به مجروحة، فقد اعترف له بذلك كلّ الإعلام المحلي والعربي والعالمي الذي لبّى الدعوة وأتى إلى قلب الضاحية الجنوبية وجال على المواقع والمباني التي تعرّضت للقصف الهمجي الصهيوني بحجة وجود مواقع عسكرية لحزب الله تحتها أو بالقرب منها، وبعد المعاينة عن كثب تأكد لكلّ المشاركين في الجولة بقيادة الحاج محمد أنّ ما يقوله العدو ما هو إلا أكاذيب لا أساس لها، بينما الحقيقة الواضحة كالشمس هي التي شاهدوها وعاينوها ورأوها بأمّ العين وليس بإمكانهم إلا نقل هذه الحقيقة، حتى لو كانت رغبات وتوجّهات مؤسّساتهم تأمَل بغير ذلك…
هذه النجاحات في ميدان الإعلام، جعلت العدو الصهيوني يضيق ذرعاً بما يفعله الإعلام المقاوم، ولذلك لم يكن قد مضى 24 ساعة على الجولة الإعلامية في الضاحية حتى أرسل العدو طائراته لتدمّر المبنى الذي يقع فيه مكتب العلاقات الإعلامية. وهنا نشكر الله على أنّ المبنى كان خالياً من العاملين أو الساكنين فيه، وهو مبنى مدني بطبيعة الحال، مثل كلّ المباني التي تدمّرها آلة الإرهاب الصهيونية.
نقول للحاج محمد ولفريق العمل، ولسكان المبنى، الحمدالله على السلامة… وثقتنا لا حدود لها بأنّ رجال الله في ميدان الإعلام المقاوم سيبقون في ذروة التألّق والنشاط لمواكبة رجال الله في الميدان العسكري الذين يتعملقون ويقفون سدّاً منيعاً على تخوم فلسطين المحتلة في مواجهة جيش العدو ويذيقون ضباطه وجنوده مرارة الهزيمة ويجبرونهم على التراجع والتقهقر والفرار من أرض المعركة التي سنكون فيها المنتصرين كما وعدَنا شهيدنا وفقيدنا الكبير السيد حسن نصرالله…

رؤوس أقلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى