مانشيت

طهران تعيد فتح مطاراتها مع تراجع خطر العدوان لتعثر قواعد العدو ودفاعاته الجوية / غارات الاحتلال تستخدم اليورانيوم والقنابل العنقودية الضخمة في قصف الضاحية / صواريخ المقاومة تُصيب حيفا وطبريا والدفاعات تفشل في اعتراضها… وإصابات

كتب المحرّر السياسيّ

أعلنت طهران إعادة فتح مطاراتها بعدما كانت قد أقفلتها ليل أمس حتى السادسة صباح اليوم، تحسباً لتنفيذ كيان الاحتلال عدواناً على إيران رداً على الرد الإيراني على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية واغتيال القائد الشهيد السيد حسن نصرالله. وقالت طهران إن قرار فتح المطارات جاء بعد التحقق من أن الأجواء الإيرانية آمنة، وهو ما ترافق مع إشارات توحي بتعثر التحضيرات الإسرائيلية لتوجيه ضربة لإيران، حيث التنسيق والتشاور بين واشنطن وتل أبيب لتداعيات العدوان على إيران مع قرار إيراني بردّ أشد قسوة، والتهديد باستهداف القواعد والمصالح الأميركية والمخاوف من إقفال المضائق البحرية وتعطل تجارة النفط العالمية، لكن ذلك تزامن مع الاجتماعات العسكرية التقييمية التي أجرتها القيادة العسكرية للكيان مع قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية مايكل كوريلا، وما رافق هذه الاجتماعات من تسريبات نقلتها وسائل إعلام الكيان عن تعثر ناتج عن الأضرار التي لحقت بالقواعد الجويّة ومدرجاتها من جهة، وفشل الدفاعات الجوية من جهة أخرى، كحصيلة تقييم لنتائج الضربة الإيرانية.
في لبنان كان استمرار الغارات الجوية الوحشية والإجرامية في استهداف الضاحية يكشف المزيد من الوقائع عن استخدام ذخائر من اليورانيوم وقنابل عنقودية عملاقة تنفجر على مراحل وتشعل الحرائق، وكانت الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب أمس، على موعد مع عشرات الغارات التي لا وظيفة لها إلا المزيد من القتل والتهجير والتدمير.
المقاومة التي سجلت في جبهة الجنوب الأمامية مزيداً من الإنجازات في إحباط محاولات الاختراق والتقدم في كل الجبهات، تحدّث أحد ضباطها المدنيين عن حصيلة اليومين الأخيرين من المواجهات مؤكداً سقوط 25 قتيلاً و130 جريحاً في صفوف جيش الاحتلال، بينما كانت صواريخ المقاومة تواصل استهداف شمال فلسطين المحتلة وحشود جيش الاحتلال، لكن الحدث كان في سقوط عدة صواريخ في مدينتي حيفا وطبريا وسقوط عدد من الإصابات في أبنية المدينتين، رغم إعلان المقاومة عن استهدافها قواعد عسكرية قريبة، وهو ما قرأ فيه المعلقون في القنوات التلفزيونية العبرية تفعيلاً غير معلن لمعادلة المدنيين بالمدنيين، ورداً غير مباشر على استهداف الضاحية الجنوبية.

يستمر العدو الإسرائيليّ بشنّ غاراتٍ عنيفة على الضاحيّة الجنوبيّة للعاصمة بيروت ومدن الجنوب والبقاع وبلداتهما، فضلًا عن محاولاته المستمرة للتوّغل بريًّا في بعض المناطق الحدوديّة. وكان وزير الحرب الإسرائيلي ادعى ليل أمس أن «الليلة» ليل أمس ستكون الأعنف على الضاحية منذ بدء جبهة الشمال وسنقضي على الحزب في بيروت بنسبة مئة في المئة.
هذا وأعلن حزب الله في بيانٍ له أنّه نفذ يوم السبت، 17 عملية ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وتضمنت عمليات التصدي لمحاولات التوّغل البريّ وعمليات استهدف الحزب فيها مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيليّ ومستوطنات في الشمال.
وقال حزب الله في بيان إنه “استهدف بقذائف المدفعية، محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا”، فأجبرها “على التراجع وأوقع فيها إصابات مؤكدة”. كما أعلن الحزب أنه يواصل استهداف تجمعات جنود العدو في المناطق الحدودية والجليل الأعلى.
وأعلن أنه تصدّى لقوة إسرائيليّة في حرش يارون وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح. كما بثّ حزب الله صورًا أظهرت استهدافه تجمع الكريوت المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا. كما قصف بالصواريخ تحركًا لجنود إسرائيليين في مستعمرة المنارة، مشيرًا إلى تحقيق إصابات مؤكدّة. ودوّت صفارات إنذار في كريات شمونة ومرغليوت والمنارة وكفار بلوم بإصبع الجليل للتحذير من سقوط قذائف صاروخيّة. وأضاف الحزب “هاجمنا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة قاعدة شمشون واستهدفنا أماكن تمركز ضباطها وجنودها”.
وأعلن حزب الله، في 4 بيانات منفصلة، استهداف تجمّعات لقوات إسرائيلية من موقعي المنارة وشلومي بصليات صاروخية، وبحسب البيانات المقتضبة الصادرة عن الإعلام الحربي للحزب، فإن آخر هذه الهجمات نفذت “أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة فجر الأحد، كما تم استهداف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شلومي بصلية ‏صاروخية.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال أنّه “يستمر في نشاطه المركّز في جنوب لبنان؛ وقوات الفرقتين 36 و98 عثرت على مواقع إطلاق، وفتحات أنفاق، ومبانٍ عسكرية ووسائل قتالية ودمّرتها، سلاح الجو أغار على أكثر من 150 هدفًا بتوجيه من القوات البرية”.
ونفذ الطيران الحربيّ للعدو الإسرائيلي عشرات الغارات على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الشويفات، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانيّة عن أعداد المصابين كالتالي: “4 شهداء حصيلة الغارات الإسرائيليّة على محافظة الشمال، وشهيدان و30 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة جبل لبنان، و9 شهداء و14 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة النبطية، و5 شهداء و38 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة الجنوب، و3 شهداء و9 جرحى حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة البقاع، وأربعة شهداء وإصابة عشرة آخرين بجروح في الغارة التي شنها العدو على بلدة كيفون. كما سقط عدد من الشهداء والجرحى في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة الخماسية”.
وفي السياق نفسه، زار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاعدة الفرقة 36 على الحدود مع لبنان، وزعم نتنياهو أن عناصر الجيش الإسرائيلي “عبر الحدود، يقومون بتفكيك البنية التحتية التي أعدّها حزب الله لمهاجمة بلداتنا”. كذلك تحدّث نتنياهو، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد أن كان الأخير قد دعا، السبت، إلى الكفّ عن تزويد “إسرائيل” بأسلحة، قد تستخدمها في حربها على قطاع غزة. جاء ذلك بحسب ما أفاد بيان صدر عن مكتب نتنياهو، الذي ادعى أن “الإجراءات الإسرائيلية ضد حزب الله، تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان، لصالح الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة برمّتها”. ووفق البيان ذاته، فقد اتفق نتنياهو وماكرون “على تعزيز الحوار بشأن هذه المسألة، خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي طلب القدوم إلى “إسرائيل””.
أشارت وزارة الخارجية الأميركية في تصريح تعليقاً على القصف الإسرائيلي على لبنان، الى ان الضغط العسكري يتيح الدبلوماسية في بعض الأوقات، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى سوء تقدير.
ولفتت الخارجية الاميركية إلى أنه لـ”إسرائيل” الحق في تعقب أهداف حزب الله، لكن ينبغي عدم استهداف البنية التحتية المدنية، واردفت “نواصل التشاور مع إسرائيل وهدفنا التوصل إلى هدنة في لبنان لإتاحة المجال للدبلوماسية”.
وتستعد فرنسا للدعوة إلى مؤتمر دولي هدفه توفير المساعدات للنازحين والمؤسسات اللبنانية ومنها الجيش، ودعم الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية. ويجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات مع الإدارة الأميركية والدول العربية الصديقة لهذه الغاية.
وجدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المطالبة “بتطبيق القرار 1701 كاملاً لوقف الحرب، وبإلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها على لبنان وخروقاتها المتكررة”، مشدداً في المقابل على “أن عدم تنفيد النداء الدولي الذي وافقت عليه عشر دول لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، يضع صدقية هذه الدول على المحك”.
وفي حديث الى قناة “سكاي نيوز عربية” قال ميقاتي: في كل الاتصالات الدولية التي حصلت، كان هناك تضامن كامل مع لبنان وتشديد على تطبيق القرار 1701 وحتى قبل أسبوع صدر نداء دولي وافقت عليه عشر دول دعا الى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً. والمؤسف أن هذا النداء بقي من دون تطبيق مما يضع صدقية هذه الدول على المحك، لا سيما أن نتنياهو لا يقيم أي اعتبار للمجتمع الدولي، مع العلم أن القرار صدر نتيجة محادثات موسعة وبموافقة نتنياهو قبل ان ينقلب على موقفه.
وقال: رهاننا كان ولا يزال على الحل الديبلوماسي الذي يوفّر المزيد من القتل والتدمير.
أضاف: نحن ننادي بتطبيق القرار 1701، ولا حل سواه، ويجب ان يكون تطبيقه كاملاً بدءاً بوقف العدوان الإسرائيلي والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية. وفي المقابل نحن مستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب لكي يكون تطبيق القرار كاملاً.
وقال: الحل في تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، الذي يؤدي الى التعاون الكامل بين الجيش وقوات اليونيفيل لكي تكون المنطقة آمنة. الرئيس نبيه بري يجري الاتصالات اللازمة ايضاً، ويمكننا القول إنه اذا تم الالتزام بوقف اطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، فسيتوقف أيضاً من الجانب اللبناني.
وقال: الجيش مستعدّ لتعزيز وضعه من ناحية العديد فوراً، ولكن ليس عنده العتاد اللازم، لذلك نحن بحاجة الى بعض الوقت لتعزيزه بالعتاد. وفي الانتظار فنحن نشدد على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملاً.
وردا على سؤال عما اذا على تواصل مع حزب الله قال: ليس عندي تواصل مباشر، والرئيس نبيه بري هو الذي يجري الاتصالات المناسبة. ومن هذا المنطلق كان تشديدنا، الرئيس بري وانا، ومن ثم في البيان المشترك مع وليد جنبلاط، على الالتزام بتطبيق القرار 1701.
وقال: إن المساعدات الضرورية لإغاثة النازحين بوشر توزيعها وفق تصور واضح يضمن حسن وصولها الى أهلنا. وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية التركية هاكان فيدان تم خلاله البحث في الوضع الراهن في لبنان، لا سيما على الصعيد الإنساني وإغاثة النازحين من المناطق التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي.
واستقبل رئيس الحكومة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي أكد أن “الزيارة هي للتعبير عن التضامن مع لبنان في هذه الظروف العصيبة، ودعم الجهود الإنسانية لمساندة النازحين اللبنانيين”.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن المعلومات عن ضربات إسرائيلية أصابت “منشآت صحية وطواقم استشفائية” في لبنان “تثير قلقاً بالغاً”. وكتب لامي على منصة “اكس”: “على جميع الأطراف التزام القانون الإنساني الدولي”، وذلك بعدما اعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان وقف عملها، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من ازدياد الهجمات على فرق الرعاية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى