لعبة إعلامية وخلافات مفتعلة
– يرمي بنيامين نتنياهو في السوق الإعلامية معادلتين، وتردّدها من ورائه وسائل إعلام غربية وعربية، الأولى صنعها نتنياهو ومن خلفه الوحدة 8200 وشاركتها غرفة العمليات الإعلامية التي تشغلها المخابرات الأميركية وتحرك عشرات وسائل الإعلام ومئات الإعلاميين، وجوهرها سردية ممتدة من يوم طوفان الأقصى، تتحدث عند كل مفصل عن خلاف أميركي إسرائيلي.
– نسمع أن واشنطن تعارض دخول مجمع الشفاء الطبي ثم توافق، وأنها تعارض دخول رفح ثم تقول أنها تحققت بأن لا خطر على المدنيين، ويُقتل المدنيون وتقول واشنطن لم نجد أي جرائم حرب، وتقدم واشنطن مشروعاً لوقف النار وتعارض تل أبيب فتخرج واشنطن وتقول إن المشكلة هي حماس، ورغم ذلك يجب أن نصدق ان هناك خلافاً أميركياً إسرائيلياً؟
– تصاب تل أبيب بالذعر من قصف حيفا فتتقدم واشنطن بمعادلة وقف قصف بيروت مقابل وقف قصف حيفا، ونسمع أن واشنطن ضغطت على تل أبيب لتحييد بيروت.
– تخشى تل أبيب مخاطر رد إيراني مدمّر على أي عدوان يشنه الكيان ضد إيران، فإن قصفت منشآت نفطية عليها الاستعداد هي وواشنطن، لما هو أعظم، إغلاق هرمز مطروح أمام واشنطن، وتدمير كل موارد الطاقة الإسرائيلية مطروح أمام تل أبيب، وأن استهدفت منشأة نووية تتحسب واشنطن لاحتمال إعلان إيران امتلاك برنامج نووي عسكري يُربكها ويُحرجها ولا تستطيع معه شيئاً، وتخشى تل أبيب من دمار شامل، فيخرج النص الإعلامي يتحدث عن خلاف أميركي إسرائيلي لأن واشنطن تضغط لمنع استهداف منشآت نفطية ونووية.
– إذا امتنعت تل أبيب عن استهداف منشأة نفطية أو نووية، ستكون الصورة هي أن واشنطن منعت تل أبيب، وعبر هذه اللعبة تمنح “إسرائيل” صورة القوة القادرة رغم أنها مذعورة، وتُحرَم إيران من صورة قوتها وردعها، وتظهر واشنطن قوة خير لا قوة شر، رغم أن من تقتلهم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال هم ضحايا واشنطن التي تقدم المال والسلاح والحماية.
– تنعقد طاولات نقاش عبر الفضائيات وعلى صفحات الصحف تكثر المقالات وتدور كلها حول كذبة سخيفة لا يجب أن يصدقها عاقل عنوانها الخلاف الأميركي الإسرائيلي، لكن الكثيرين تم التلاعب بعدادات عقولهم لتقبل ذلك والتداول به، لأن وظيفة الإعلام المبرمج غسل الأدمغة و إعادة برمجتها.
التعليق السياسي