العراق وفرضية الحرب المفتوحة المقبلة
محمد حسن الساعدي
يبدو من خلال المعطيات على الأرض أنّ الأوضاع على الجبهة العسكرية تسير نحو التصعيد، وأنّ الكيان «الإسرائيلي» وبدعم من الدول الغربية سيذهب الى حرب مفتوحة مع الدول التي تدخل في محور المقاومة والتي منها العراق، حيث من المرجح ان تبدأ «إسرائيل» بشنّ هجمات على العراق خصوصاً بعد مقتل جنديين إسرائيليّين بطائرة مُسيّرة أطلقتها الفصائل العراقية يوم الجمعة الماضي في منطقة الجولان المحتلة في سورية.
هجوم الفصائل المسلحة زاد بشكل كبير من احتمالية تعرّض العراق ودخوله في الصراع مع الكيان الصهيوني وبصورة مباشرة، ومن خلال التقارير والتحليل نجد انّ الجميع مستعدّ لمثل هذه المواجهة، وانّ الفصائل المسلحة تتعامل مع الأمر على أنه أمر واقع وحتمي، بل ذهبت الى أبعد من ذلك فقد أبلغت الحكومة العراقية بأنها لن تسكت إذا ما تمّ استهداف معسكرات الحشد الشعبي في العراق، وأنها ستلجأ الى استهداف المصالح الأميركية في العراق وخارجه.
الكيان «الإسرائيلي» يستعدّ بالفعل لاتخاذ مثل هذه الإجراءات ضدّ العراق ومعسكرات الحشد الشعبي، خصوصاً بعد استهداف ميناء الحديدة اليمني، إذ صرح وزير الحرب «الإسرائيلي» أن النيران يمكن رؤيتها في جميع إنحاء الشرق الأوسط، وأنها تبحث عن الردّ المناسب سواءً رداً مباشراً أو غير مباشر ولكنها ستتحرك بكلّ تأكيد.
التقارير الخبَرية تتحدّث انّ الكيان الصهيوني سيذهب الى استهداف المنشآت النفطية والطاقة والموانئ في العراق، كما حدث في اليمن، وقد يحصل شيء مماثل في العراق، أما في المواجهة الداخلية فإنّ التصعيد في الهجمات يشير الى التحوّل في الحرب بين «إسرائيل» وحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، حيث قاد الصراع الذي بدأ بين «إسرائيل» وحماس الى المواجهة مع حزب الله، وانّ العراق بات في مواجهة مباشرة مع الكيان «الإسرائيلي» والذي قد يؤدّي الى أن يكون ساحة حرب مفتوحة، خصوصاً أنّ العصابات الإرهابية المموّلة أصلاً من الغرب قد تهدّد استقراره وأمنه.
الأشهر المقبلة ستكون قاسية على الشرق الأوسط، كما أنها ستحدّد ما إذا كان التصعيد سيستمرّ في الشرق الاوسط وسط تكهّنات انّ العراق سيكون هدفاً مقبلاً لـ «إسرائيل»، أو أنّ هذا التغيير سيشكل نقطة تحوّل إيجابية على الشرق الأوسط بشكل عام، وأما تحليلاً فإنّ المنطقة ستذهب الى مسارين:
الأول: إما ستكون باتجاه التصعيد وكسر شوكة «إسرائيل» من قبل محور المقاومة وتحقيق انتصار يقف عنده الجميع.
الثاني: فتح الحوار مع إيران وإعادة فتح الملف النووي واحتواء الأزمة من قبل الغرب، والتأسيس لشرق أوسط جديد سلمي ومعاصر.
المسار الثاني بحسب رؤية الغرب يبدو أكثر واقعية وانْ كان مستحيلاً، خصوصاً أنّ محور المقاومة بات أكثر قوة وتماسكاً من السابق، وانّ هناك متغيّرات في الخطط العسكرية والاستراتيجية، ولكن في نفس الوقت على محور الممانعة ان يقف قليلاً ليعيد ترتيب أوراقه جيداً، وأن يقرأ الواقع جيداً وأن هناك حرباً جديدة دخلت هي حرب (الالكترونيات) وانّ هناك عدم تكافؤ بين «إسرائيل» ومن يقف خلفها من العالم، وبين محور المقاومة وبإمكانيات عسكرية محدودة، ولكن في المجمل انّ أصل المواجهة بين المحور وتل أبيب ومن يقف خلفها يعتمد على بسالة وقوّة لا يمكن لأساطيل الغرب أن تكسرها مهما تعقدت الأرض او اغتيل قادة وانهم قادرون على إدارة المعركة بحنكة ودراية وفهم عال واقتدار…