أولى

المقاومة تواصل استعادة زمام المبادرة: صواريخها تشلّ الكيان

حسن حردان

استعادة المقاومة زمام المبادرة من خلال البدء بتنفيذ استراتيجيتها، بتوجيه الضربات النوعية الموجعة لكيان العدو وجيشه، ومنظومته الأمنية، فبعد نجاح القوى الجوية للمقاومة بتوجيه ضربة موجعة ومؤلمة للواء غولاني باعتراف قائده، فقد ملايين الصهاينة نعمة الأمن والاستقرار وأدخلتهم صواريخ المقاومة إلى الملاجئ، لا سيما في العمق الصهيوني في غوش دان، مما أدّى إلى إضعاف معنوياتهم وثقتهم بقدرة جيشهم على حمايتهم، بعد أن شهدت هذه المعنويات فترة من الارتفاع إثر نجاح العدو في اغتيال قادة في المقاومة.. وتبيّن للقاصي والداني، وللعدو والصديق، انّ المقاومة قوية ولم تضعف او تتراجع قدراتها ولا عزيمتها وتصميمها على خوض المعركة، وتلقين العدو دروساً قاسية في القتال البري، وان الروح المعنوية لرجال المقاومة مرتفعة جدا، ولديهم الإيمان والقناعة بالقدرة على إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال وإحباط أهدافه. حيث أدت العملية النوعية ضد لواء غولاني، وقتل وجرح أكثر من مائة ضابط وجندي من أفراده بضربة واحدة، ومن ثم قصف ما يناهز الـ 200 مدينة ومستعمرة في فلسطين المحتلة إلى التأكيد على أمرين مهمّين:
الأمر الأول، هشاشة الأمن الصهيوني، وعدم قدرة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية على منع وصول صواريخ ومُسيّرات المقاومة إلى أهدافها في اي نقطة في فلسطين المحتلة.
الأمر الثاني، قدرات المقاومة، والتصاعد الملحوظ في ضرباتها رداً على الجرائم والاعتداءات الصهيونية ضد اللبنانيين، ورداً على اغتيال القادة في المقاومة.
على أنّ هذه الضربات للمقاومة أدت حسب المراسلين الصحافيين من الداخل الصهيوني إلى إحداث تداعيات سياسية عكست بداية زعزعة في المواقف السياسية المتشددة للمنظومة العسكرية والسياسية التي بدأت تتحدث عن إمكانية تسوية وانْ بشكل خجول، بعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة لجيش الاحتلال في البر والجو، وعلى مستوى الكيان المحتل برمته حيث أدّت صواريخ المقاومة إلى شلّ الحياة في معظم أنحاء فلسطين المحتلة..
ومن المهمّ لفت النظر إلى انّ هذا التحوّل في ردود المقاومة القوية، جاء مباشرة بعد الإطلالة الثانية لنائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وإعلانه إتمام ملء جميع الفراغات في جميع مواقع المقاومة التي شغرت نتيجة استشهاد العديد من القادة، والتأكيد بأنّ حزب الله استوعب نتائج الضربات التي وجهت له، وانّ منظومة القيادة والسيطرة والتحكم لم تصب بأي خلل، وانّ المعركة باتت معركة من يصرخ أولاً، والمقاومة لن تصرخ، مما أشر إلى أنّ المقاومة باتت على أتمّ الاستعداد للردّ على جرائم الاحتلال وخرقه لكلّ القواعد والخطوط الحمراء، ولا سيما الردّ على اغتيال القادة وفي الطليعة القائد الرمز السيد الشهيد حسن نصر الله: الأمر الذي يدلّ على ما يلي:
أولاً، استعادة المقاومة زمام المبادرة وتطبيق معادلاتها الردعية، بقوة وعزم، في مواجهة خرق العدو لكلّ الخطوط الحمراء،
ثانياً، تأكيد على انّ المقاومة تملك القدرات والإمكانيات على خوض معركة طويلة، وتوجيه الضربات القوية لكيان العدو، وتنفيذ أوامر القيادة ما يؤكد سلامة وفعالية منظومة القيادة والسيطرة..
ثالثاً، قدرة المقاومة على جعل كيان الاحتلال في حالة من الاستنزاف المستمر، ورفع كلفة اعتداءاته، وهو ما أكدته المقاومة من خلال قصفها أكثر من 194 مدينة وبلدة في فلسطين المحتلة وإدخال ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وشلّ الكيان..
رابعاً، إدخال الكيان في حالة من الشلل وانعدام الأمن والاستقرار، يؤدي إلى جعل المستوطنين يعيشون في ظلّ الخوف والهلع، وإضعاف معنوياتهم، نتيجة استمرار سقوط صواريخ المقاومة، وعجز منظومات الدفاع الجوي الصهيونية عن توفير الحماية لهم، وانكشاف عدم صدقية ادّعاء وزير حرب العدو يوآف غالانت بتدمير ثلثي قدرات حزب الله الصاروخية، حيث جاءت الردود القوية للمقاومة لتؤكد انه ليس صحيحاً، وإنما هو للاستهلاك ويندرج في سياق ادّعاء تحقيق الإنجازات العسكرية، التي تكذبها مواجهات الميدان وفشل جنود الاحتلال المستمر في تحقيق أي تقدم ذي قيمة في المناطق الحدودية من جنوب لبنان، واستمرار سقوط الصواريخ على مدن ومستعمرات العدو في كلّ فلسطين المحتلة، وزيادة نزوح اعداد كبيرة من المستوطنين من الشمال إلى العمق الصهيوني هرباً من استمرار تساقط صواريخ المقاومة على كلّ الشمال الفلسطيني المحتلّ.. فيما الازدحام في مطار بن غوريون يؤشر إلى مغادرة أعداد كبيرة من المستوطنين عائدين إلى البلدان التي جاؤوا منها..
النتيجة انّ المقاومة نجحت، وبصواريخ معدودة، في إدخال كيان الاحتلال في حالة من الشلل، وتعطيل حركة الطيران والقطارات والحركة في كلّ الشمال وكلّ مناطق الوسط، ايّ مناطق المركز الأكثر حيوية بالنسبة للكيان، بما يؤشر إلى أنّ كلّ الغارات الجوية الصهيونية والقصف العنيف الذي نفذه طيران العدو، الأحدث في العالم، لم يتمكّن من إضعاف القدرات الصاروخية للمقاومة، ولا منظومة مُسيراتها الفعّالة والقادرة على المناورة والوصول إلى أهدافها، كما حصل بضرب قاعدة لواء غولاني..
من هنا نستطيع القول إنّ المقاومة انتقلت من تلقي الضربات وتكبّد الخسائر، إلى الردّ بقوة على العدو وعلى نحو متصاعد، بالشدة والعمق، بما يجعل كيان العدو تحت نار المقاومة ويتكبّد الخسائر الفادحة أيضاً، بعد أن التقطت قيادة حزب الله أنفاسها واستوعبت الخسارة الكبيرة التي تعرّضت لها، الأمر الذي أكد انّ المقاومة قوة متماسكة لا تسقط او تنهار باغتيال قادتها، بل تقوى وتزداد عزماً على مواصلة مسيرة شهدائها.. وانّ من راهنوا على ضعف الحزب وانهيار معنوياته أصيبوا بالخيبة…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى