مانشيت

المقاومة تُصيب منزل نتنياهو في قيسارية بطائرة مسيّرة مع وصول منظومة «ثاد» / الاحتلال ينتقم من الضاحية ويمهّد لزيارة هوكشتاين لمقايضة وقف النار بالشروط / برّي يستقبل المبعوث الأميركي اليوم: الفرصة الأخيرة… ونتمسّك بالقرار 1701

كتب المحرّر السياسيّ

تدخل الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال على كل لبنان كجغرافيا وسكان وسيادة ومؤسسات أسبوعها الرابع، بوحشيّة أعلى وإجرام لا يوفر بشراً وحجراً، حيث صبّ جام غضبه على الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى محيط مطار بيروت، فدمّر عشرات البنى السكنية، انتقاماً لفشل جيشه في تحقيق أي تقدّم في عمليته البرية التي حشد لها خمس فرق هي تقريباً كل القوى القادرة على التحرّك، بعدما اضطر إلى إعادة فرقة ونصف إلى قطاع غزة مع تصاعد عمليات المقاومة، ولم يعُد من غطاء يمكن له أن يحجب الفشل العسكري إلا عبر المزيد من القتال والتدمير كما فعل ويفعل في قطاع غزة، بينما لا تزال المقاومة تحصر استهدافها بالمقار العسكرية بنيران صواريخها التي تزداد عدداً وقد قاربت الثلاثمئة أمس، ويتسع مداها وقد وصلت الى أطراف تل أبيب، بينما سجلت الطائرات المسيّرة الشديدة الدقة والموجهة بمعلومات استخبارية دقيقة، نجاحات بحجم إصابة مقرّ قيادة لواء جولاني الخلفية بحصاد قارب المئة بين قتيل وجريح، تليها الطائرة المسيّرة التي أصابت أول أمس منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيسارية شمال تل أبيب، حيث لا يبدو جنون النيران التي تستهدف الضاحية بصورة عشوائيّة بعيداً عن الانتقام من نجاح المقاومة بالوصول الى منزل نتنياهو، وما رتّبه ذلك من هدم كل أكاذيب فعالية الدفاعات الجوية للكيان في تأمين الحماية لمستوطنيه وهو يفشل في حماية حصنه الحصين المتمثل بمنزل رئيس الحكومة.
الانتقام من الضاحية ليس منفصلاً عن المشهد السياسي الذي يشهد اليوم حدثاً مرتبطاً عضوياً بالعدوان الإسرائيلي مع وصول المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت، بعدما مهّد لزيارته سياسياً بالحديث عن الحاجة لتعديل القرار 1701، وهو ما قالت مصادر متابعة إنه قد يتحوّل إلى عرض رسائل ضمانات متبادلة بين بيروت وواشنطن وتل أبيب وواشنطن يقترحها هوكشتاين مع استحالة تمرير طلب تعديلات لا تريح لبنان من خلال مجلس الأمن الدولي في ظل الموقف الروسي والصيني المتضامن مع ما يريده لبنان. ويأتي الجنون الناري على الضاحية لتزخيم مهمة هوكشتاين لتقديم عروضه بمقايضة وقف إطلاق النار بشروط تعديل ضمني عبر رسائل الضمانات المقترحة أو عبر تعديل علنيّ عبر قرار لمجلس الأمن الدولي للقرار 1701. ومهمة هوكشتاين كانت موضع تعليق لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصفها بالمحاولة الأخيرة للحلّ، مؤكداً أن هناك إجماعاً لبنانياً حول القرار 1701، وعلى أولوية وقف إطلاق النار.

فيما تستضيف فرنسا في العاصمة باريس يوم 24 تشرين الأول الحالي مؤتمر دعم لبنان 2024 الذي سيشدّد على تحقيق الحماية والإغاثة المباشرة للمدنيين، ودعم المؤسّسات اللبنانية قي مقدَّمها المؤسّسة العسكرية، يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا الأربعاء المقبل مع وفد مرافق يضم وزير الخارجية وسفير لبنان في فرنسا فقط للمشاركة في المؤتمر.
وفيما يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأراضي المحتلة غداً الثلاثاء، يصل الموفد الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم بعد غياب طويل حيث سيلتقي الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، وسيحمل “هوكشتاين معه كل الكلام عن تطبيق القرار 1701 كاملاً مع ما تحدّث به من تعديلات إضافية”، مصادر متابعة وصفت هذه التعديلات بأنها آليات تطبيق القرار. وأبرز التعديلات المطروحة هي في مهمة قوات اليونيفيل وإعطائها صلاحيّات إضافية تتيح لها مراقبة ومداهمة أي موقع مشبوه من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ومراقبة الحدود اللبنانية البرية والبحرية عبر نشر قوات أو أبراج مراقبة لضمان عدم تهريب السلاح الى الحزب.
إلا أن التعديل، كما تقول بعض المصادر الدبلوماسية المتابعة، ليس متفقاً عليه بعد بين أعضاء مجلس الأمن ولا سيما أن التعديلات تعني إقرار قرار جديد بحاجة إلى إجماع الأعضاء الدائمين وعدم رفع أي فيتو عليه.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن زيارة هوكشتاين هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول إلى حل، وهناك رغبة أميركية لوقف النار في لبنان قبل الانتخابات، وأنا مفوّض من حزب الله منذ 2006 وهو موافق على 1701.
وأكد بري رفض إجراء أي تعديلات على القرار 1701 بزيادة أو نقصان، وأردف “لديّ خطة لإنقاذ لبنان أعمل عليها، وليس صحيحاً أن إيران تعوق مسار خطتي لإنقاذ لبنان”. موضحاً بأن حكومة نجيب ميقاتي تواجه تحديات غير مسبوقة ‫وهي تقوم بواجباتها قدر الإمكان.‬
وأوضح بأن ترشيح قائد الجيش جوزيف عون يحتاج إلى تعديل دستوري وتوافق أكثر من 86 نائباً، وأنا لم أتحدّث يوماً عن انتخاب رئيس لبناني قبل وقف النار. لافتاً الى ان “إسرائيل” تدمر كل شيء في لبنان كما فعلت في غزة.
وشدّد على أن الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي الإيراني.
وتلقى بري اتصالاً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي تداولا خلاله بالأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان والمخاطر والتداعيات الناجمة عنه.
وأكد الوزير عبد العاطي المساعي المصرية وجهودها في سبيل التوصل لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، مؤيداً الموقف اللبناني الداعي لانتخاب رئيس توافقي لرئاسة الجمهورية.
إلى ذلك يتوجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في زيارة إلى بيروت اليوم، تستغرق يوماً واحداً لإجراء مباحثات مع القيادات اللبنانية؛ وقال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي إن زيارة الأمين العام إلي بيروت تستهدف التشاور مع القيادات اللبنانية حول سبل التعامل مع العدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان، والذي يستلزم الحد الأدني من التفاهمات اللبنانية، كما تهدف الزيارة إلى تشجيع التوصل إلي تفاهمات في ملف الشغور الرئاسي باعتباره أمراً بات يشكل أولوية هامة لاستكمال القيادات الدستورية في البلد بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبرى التي يمر بها.
وطالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أول أمس السبت، “إسرائيل” بتقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها، ودعا إلى بدء مرحلة انتقالية تسمح بعودة الرهائن في قطاع غزة. وقال أوستن: “نريد مرحلة انتقالية ونودّ أن تقلل “إسرائيل” بعض ضرباتها على بيروت ومحيطها”. وأوضح أنَّ “المجتمع الدولي ملتزم بالعمل مع الجيش اللبناني واليونيفيل لضمان أمن واستقرار لبنان”. وعن “اليونيفيل”، أكد أوستن أنه أثار “مسألة أمن اليونيفيل في لبنان مع وزير الدفاع الإسرائيلي، و”إسرائيل” أبلغتني بعدم وجود نية لاستهداف القوة”، مبيناً أن “دور اليونيفيل في سلسلة الغارات، مهم جداً وستواصل الاضطلاع بمهمتها”.
ورأى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه “ربما يتعيّن إعادة النظر في بعثة اليونيفيل، لكن وقف إطلاق النار هو الأولوية”. وأكد بوريل أن قوات اليونيفيل موجودة في لبنان بناء على تفويض من مجلس الأمن لا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش. وكانت أعلنت اليونيفيل، أن “جرافة إسرائيلية هدمت عمداً برج مراقبة وسياجاً محيطاً بموقع للأمم المتحدة ببلدة مروحين جنوبي لبنان”، مشيرة الى أن “انتهاك موقع للأمم المتحدة يُعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن 1701”.
وأعلنت قيادةُ الجيش استشهادَ ثلاثةِ عسكريين جرّاءَ اعتداءٍ إسرائيلي على آليتِهم العسكرية عند طريق عين إبل – حانين.
وجدّد أمس، الطيران الإسرائيلي المعادي غاراته على الضاحية الجنوبية وبعلبك – الهرمل، حيث قام باستهداف مراكز القرض الحسن في الشياح وبرج البراجنة وتحويطة الغدير وحي السلم والغبيري وحارة حريك. ونفّذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارات على بلدات طيردبا وباتوليه ومعركة وعيتا الشعب وحاريص وبرعشيت وشقرا وعيناتا وشيحين والزهراني وطيرحرفا والطيبة ودير سريان ومجدل زون وغيرها. فيما تعرضت مجدل سلم وبرعشيت لقصف مدفعيّ. وقام جيش العدو الإسرائيليّ بعملية تفجير واسعة في المباني في بلدة العديسة الّتي تُشرف على المستعمرات بمحاذاة الحدود مع “إسرائيل”، وكرّر العدوان ذاته في بلدتي ربّ ثلاثين ومركبا.
وشنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة، غارةً عنيفة استهدفت مبنى في حيّ المساكن الشعبيّة في ضاحية صور، مما أدّى إلى تدمير المبنى بالكامل، وتضرّر كبير في المباني المجاورة. كما نفّذت 14 غارة متتالية على الخيام استهدفت مختلف المناطق في البلدة خلال 15 دقيقة، منها الجلاحية والشاليهات ووادي العصافير وحيّ المسلخ القديم والمعتقل وغيرها.
ونفذت مسيرتان إسرائيليتان غارتين مزدوجتين استهدفتا منطقة مفتوحة في بلدة كفررمان، وتسببتا باندلاع حريق، واتجهت فرق الدفاع المدنيّ لإطفائه. كما أغار الطيران الحربيّ المعادي على منزل في بلدة دير أنطار في قضاء بنت جبيل، ما أدّى إلى أضرارٍ جسيمة من دون وقوع إصابات.
وتمّ أمس، انتشال جثتي شهيدين قضيا جراء غارة استهدفت منزلًا ودمّرته في البلدة منذ يومين. ثم جدد الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غاراته مستهدفًا للمرّة الثانية اليوم محلة مريصع في أطراف بلدة أنصار الجنوبية. كما ونفّذت مسيّرة إسرائيليّة غارةً بصاروخ موجّه مستهدفة بلدة عربصاليم. وفي البابلية، تم انتشال 4 جرحى جراء الغارة التي استهدفت منزلاً، وأفيد عن وجود 7 أشخاص تحت الانقاض.
وفي النبطية، نفذت طائراتٍ حربيّة إسرائيليّة سبع غارات على حي كسار زعتر في النبطية، مما أدّى إلى استشهاد 4 مواطنين وجرح آخرين. وفي قضاء صور أيضًا، شنّ العدو غارة على منزل في بلدة برج رحال، مما أدّى ألى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
وأشار مدير العناية الطبيّة في وزارة الصّحة العامّة الدكتور جوزيف الحلو، في حديث إلى وسائل إعلام محليّة، إلى أنّ المستشفيات الّتي أجرت تدريبًا مع وزارة الصحّة جاهزة لاستقبال الجرحى جرّاء الهجمات الإسرائيليّة كما الحالات العادية، ولكن هناك 5 مستشفيات و23 مركزًا صحيًّا خارج الخدمة لأسبابٍ أمنيّة.
في المقابل، وبعدما استهدفت المقاومة لأول مرة في التاريخ عقر دار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قيساريا بمسيّرة وصلت الى منزله من دون صفارات انذار، دوت أمس صفارات الإنذار في المطلة ومرغليون بإصبع الجليل والكريوت، شمال حيفا وفي المناطق المحيطة، وذلك بعد إطلاق صواريخ من لبنان على شمال الأراضي المحتلة. حيث تم اعتراض خمسة صواريخ في سماء حيفا. وأعلنت مستشفى زيف في صفد عن إصابة 4 أشخاص إثر القصف الأخير من ‎لبنان على منطقة روش بينا ومدينة صفد. وفي وقت سابق، ذكر الإعلام الإسرائيليّ بأن حزب الله أطلق أكثر من 170 صاروخًا منذ صباح أمس. وقال الحزب إنه استهدف برشقات صاروخية تجمعاً لقوات الاحتلال الإسرائيليّ في منطقة السدانة في مزارع شبعا المحتلة ومستعمرة يفتاح وتجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرات يعرا وشلومي وادميت وثكنة معاليه غولاني ووادي هونين غرب بلدة العديسة ومستعمرة كريات شمونة وتجمعين لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرتي كتسرين ويفتاح ومستعمرة المنارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى