الاحتلال يرد بمزيد من الإجرام على جولة هوكشتاين ورفض لبنان للشروط / بري أكد أن الفرق بين لبنان والكيان هو في صدق التمسك بالقرار 1701 وتطبيقه / المقاومة تستدرج دبابات الاحتلال ومشاته إلى خراج عيتا وتكبّده الخسائر… فينسحب
كتب المحرّر السياسيّ
جولتان سياسية وميدانية كان لبنان مسرحاً لهما، بين عاصمته وجنوبه، ففي بيروت كانت جولة التفاوض الدبلوماسي بين رئيس دبلوماسية المقاومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس دبلوماسية الحلف الأميركي الإسرائيلي أموس هوكشتاين، بينما كان الجنوب على موعد مع منازلات مفتوحة كانت أبرزها على جبهة عيتا الشعب، حيث استدرجت المقاومة جيش الاحتلال إلى خراج بلدة عيتا الشعب فتوغل بدباباته ومشاته إلى خط المنازل الأمامية، حيث كانت المقاومة بانتظاره فكبّدته خسائر جسيمة وأجبرته على الانسحاب.
جنون الاحتلال على الضاحية الجنوبية ليلاً عكس حجم الغيظ الإسرائيلي من أجوبة لبنان المفعمة بالشعور بالثقة والقوة، على طروحات هوكشتاين المخففة عن الشروط الإسرائيلية والهادفة لبناء رأس جسر تفاوضيّ، تحت سقف القرار 1701 كمظلة مطاطة قابلة للتعديل ضمناً، بتسميات مختلفة حملها كاقتراحات مثل الآليات التنفيذية والضمانات المتبادلة، والتفسيرات والشروحات، فسمع من الرئيس بري كشفاً بالوقائع المبنية على قراءة متأنية للقرار 1701 تظهر أن الكيان لم يلتزم بالقرار، وأنه اليوم لا يريد اعتبار القرار أساساً لتنظيم الوضع عبر الحدود، ما يعني أن البدء من اعتبار لبنان والكيان متساويين بالتزام القرار في غير مكانه. وشرح بري كيف أن احتفاظ الاحتلال بالجزء اللبناني من بلدة الغجر التي احتلها عام 2006، باعتبارها الأرض الوحيدة التي تفرد نص القرار بالإصرار على الانسحاب منها، وبقيت مزارع شبعا عالقة تحت الاحتلال، رغم نص القرار على تكليف الأمين العام للأمم المتحدة إيجاد حل للنزاع حولها، وقد فعل الأمين العام السابق بان كي مون ذلك وقبل لبنان لكن الكيان رفض وعطل كل الحلول، إضافة للانتهاكات الجوية والبحرية آلاف المرات، ما جعل لبنان يتمسك بتطبيق مرن للقرار لا يضغط على المقاومة التي تشكل ورقة قوته الوحيدة أمام ما يفعله الكيان، وهو لولاها لفعل الكثير أكثر، ورغم ذلك بقيت المقاومة ملتزمة بالامتناع عن المظاهر المسلحة جنوب الليطاني، وبقي الأمن هناك مسؤولية الجيش اللبناني واليونيفيل، والحكم على الوضع الراهن يجب أن يبدأ بفرضية ماذا لو طبقت “إسرائيل” القرار كاملاً وبلغنا مرحلة الوقف النهائي لإطلاق النار، ونفذ لبنان مزيداً من الالتزامات بناء على ذلك، هل كنا الآن أمام ما يحدث؟
في الحصيلة طلب بري من هوكشتاين الحصول على التزام واضح من الكيان باعتماد القرار 1701 أساساً لتنظيم الوضع عبر الحدود بلا زيادة ولا نقصان، وعندها نذهب إلى وقف إطلاق النار، وفقاً للبيان الفرنسي الأميركي ونبحث بكل ما يلزم لضمان التطبيق.
وأشار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري الى أن «عدم تطبيق القرار 1701 هو سبب احتدام واستمرار النزاع»، مضيفًا «بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكّن من حلّه وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان. الوضع خرج عن السيطرة وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين»، وفق تعبيره.
وتابع: “ملتزمون حل النزاع في لبنان وفقًا للقرار 1701 ولكن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيًا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة”، مضيفًا “القرار 1701 نجح في وقف الحرب عام 2006 وهدفنا الوصول إلى اتفاق شامل يشمل تطبيق القرار”.
ولفت إلى أن “المجتمع الدولي ملتزم إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني ولن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما إمكانيّة تطبيقه”، لافتًا إلى أن “إدارة الرئيس جو بايدن تتطلع لضمان أن يكون هذا هو الصراع الأخير في لبنان لأجيال قادمة”.
وأردف “أميركا تريد إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، ونعمل مع لبنان و”إسرائيل” للوصول إلى صيغة تضع حدًا للنزاع القائم”، لافتًا إلى أنّ الأمور يجب أن تختلف عن السنوات الـ18 السابقة، وبالتالي يجب تطبيق القرار 1701.
بدوره، قال الرئيس بري: “اللقاء كان جيداً والعبرة في النتائج”.
وبعد مغادرة هوكشتاين لبنان، أشارت وزارة الخارجية الأميركية الى أن وزير الخارجية انتوني بلينكن توجَّه إلى “إسرائيل” ودول أخرى في الشرق الأوسط من أجل خفض التصعيد في المنطقة.
ولفتت الخارجية الأميركية الى اننا لا نريد أن نرى ضربات يومية على بيروت، ووقف إطلاق النار في غزة سيصبّ في مصلحة الفلسطينيين وسيؤدي إلى دولة فلسطينية خالية من العنف.
وبعد هوكشتاين حلّ أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ضيفًا على رئيس مجلس النواب الذي تزامن وصوله مع اجتماع الرئيس بري بهوكشتاين لينضمّ وفق المعلومات إلى الاجتماع لدقائق في سياق الدردشة، قبل أن يجتمع منفردًا مع الرئيس برّي على مدار ساعة تقريبًا.
وبعد اللقاء، لفت أبو الغيط إلى أنّ “القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيًا وفي أسرع وقت ممكن ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفيل في جنوب لبنان”، وتابع: “أكدت أولويات محدّدة أهمها وقف إطلاق النار فورًا وانتخاب رئيس للبلاد”.
ورأى أنه من المحزن أن نرى “عدم اتّخاذ مجلس الأمن الدولي ردًا رادعًا على اعتداء “إسرائيل” على “اليونيفيل””، مضيفًا “من الضروري أن يحصل لبنان على ضمانات بأن لا تعاود “إسرائيل” هجماتها، كما نرفض أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية”.
وأفادت مصادر إعلامية بأن “الموفد الأميركي أموس هوكشتاين باق في منصبة لثلاثة أشهر على الأقل بناء على طلب من نائبة الرئيس الأميركي المرشحة للرئاسة كامالا هاريس”.
وأشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” إبراهيم الموسوي، الى أن “هوكشتاين يتحدث علناً عن تعديلات على الـ1701، وحزب الله معني بالميدان وملف المفاوضات موكل إلى رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّم الرسالة الصحيحة إلى الموفد الأميركي”. ولفت الموسوي، الى أن “ما قاله بري حول أولوية وقف إطلاق النار هو مبدأ أساسي، والعبرة دائماً في الخواتيم، كما قال الرئيس بري وما سُرِّب بشأن شروط إسرائيلية يعتبر أن “إسرائيل” انتصرت”. وذكر أن “ما زلنا في بدايات المعركة والعدو ليس في موقع المنتصر وسواعد المجاهدين دليل كافٍ حول قدرات المقاومة، صليات الصواريخ تعبّر عن مدى سيطرة المقاومة وقدرتها على تحقيق أهدافها والوصول إليها”.
وأردف “لن نسمح للإسرائيلي بأن يكون في موقع إملاء الشروط علينا وعلى وطننا، والأيام المقبلة ستكشف مزيداً من قدرات المقاومة وهو ما سيكون له الأثر في إظهار ميزان القوى الحقيقي”.
وتابع “العدو سيصدم أكثر فأكثر من قدرات المقاومة وتخطيطها وطول أناتها وطريقة تعاطيها مع الأهداف وفقاً لتوقيت معين”، مضيفاً “”إسرائيل” في حالة صدمة كبرى لأن الاغتيالات التي طالت المقاومة كانت لتعجز أي منظمة عن الوقوف على قدميها”.
بدوره، أشار النائب علي فياض، في حديث لـ”الجزيرة”، الى أن “العدو لم يحقق أي إنجاز ميداني خلال الـ15 يوماً الماضية، وأولويتنا وضع حد للعدوان والوصول إلى وقف لإطلاق النار”، داعياً “الجميع إلى عدم الاستعجال في قراءة الوضع الميداني”.
وأكد أن “حزب الله تمكن من ترميم كل هيكليته القيادية وبنيته الميدانية، والعدو استنفد بنك أهدافه ولم يعد لديه ما يفعله وهو في معضلة الآن”، مضيفاً “أي قرار للعدو بالتوغل براً سيضعه تحت نار المقاومة التي ستلحق به خسائر كبرى”.
وتابع “استراتيجية المقاومة تقوم على استنزاف العدو وعدم السماح له بالاستقرار”، مشدداً على أن “فترة المقبلة ستشهد مزيداً من الأداء النوعي من جانب المقاومة”.
ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية معركتهم البطوليّة في وجه قوات الاحتلال الصهيوني، وتمكنت وحدة الدفاع الجوي بِإسقاط مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 900، واستهدفت قاعدة بيت هلل بِصلية صاروخية، وتجمعًا لقوات العدو في موقع المالكية بصلية صاروخية، وثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل بصلية صاروخية.
واستهدف مجاهدو المقاومة موقع (2222) في جبل الشيخ بصلية صاروخية. وشنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على ثكنة “يفتاح” وأصابت أهدافها بدقة، وقصفوا قاعدة “غليلوت” التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي “تل أبيب” بصواريخ نوعيّة.
نشر الإعلام الحربي في “حزب الله”، مشاهد من “عملية استهداف المقاومة الإسلامية تجمّع لجنود جيش العدو الإسرائيلي قرب موقع راميا على الحدود اللبنانية الجنوبية”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى دوي انفجار في تل أبيب الكبرى بدون صفارات إنذار. بدورها، لفتت إذاعة جيش الاحتلال الى دوي انفجار قويّ في منطقة غوش دان دون صفارات إنذار.
وأفادت هيئة البثّ الإسرائيلية، بأن “عمال ميناء حيفا تلقوا رسائل باختراق منظومات الميناء وأنه سيتعرض لهجوم صاروخي”.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري، الى ان العملية البرية جنوب لبنان ستنتهي بعد أسابيع ليعود سكان الشمال لمنازلهم.
بدوره، ذكر مسؤول إسرائيلي لـ “تايمز أوف إسرائيل” بأن مدير الموساد يسعى لاتفاق ينهي حرب غزة ولبنان وإطلاق الأسرى الإسرائيليين.
الى ذلك، أفادت سكاي نيوز نقلاً عن مصادر إسرائيلية، بأن الجيش أبلغ المستوى السياسي أنه يحتاج لبضعة أسابيع لإنهاء العمليّات في لبنان.
في المقابل وسع العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، واستهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى بيروت الحكومي من جهة الجناح، وذلك بالرغم من عدم توجيه تحذير مسبق، ما أدّى الى سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى. كما استهدف العدو منطقة الأوزاعي ما أدّى الى سقوط إصابات.
وكان جيش الاحتلال وجّه تهديداً جديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: حارة حريك، برج البراجنة والحدث، والأوزاعي والليلكي. وبعد أقل من ساعة، استهدف الطيران الإسرائيلي الضاحية الجنوبية.
وكان المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري، أن “”إسرائيل” لن تضرب مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت”، على الرغم من مزاعم سابقة له بأن حزب الله يستخدمه لإخفاء الأموال تحته.
وشدّد النائب فادي علامة على ان المزاعم الإسرائيلية عارية من الصحة بشأن مستشفى الساحل، لكننا اضطررنا للإخلاء. ولفت علامة في حديث تلفزيوني الى ان مستشفى الساحل لا علاقة له بالأحزاب، وأدعو قيادة الجيش للكشف والتأكد من عدم وجود أي أنفاق تحته.
وكان العدو ارتكب سلسلة مجازر في عددٍ من القرى في الجنوب والبقاع.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارات للعدو الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية والتي استهدفت فرفاً إسعافية أدت إلى الحصيلة الدامية التالية:
– استشهاد مسعف من كشافة الرسالة الاسلامية في البابلية.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وتضرر سيارة إسعاف في بئر السلاسل.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية وإصابة اثنين آخرين بجروح وتضرر سيارة إسعاف في خربة سلم.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية في دير الزهراني.
– تضرّر سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية في عنقون.
ولفت البيان الى أن وزارة الصحة العامة تشجب إصرار قوات الاحتلال على ضرب القوانين الدولية والأعراف الإنسانية عرض الحائط مستهدفة الطواقم الطبية والصحية وتكرر مناشدتها المجتمع الدولي والشخصيات الدبلوماسية التي تزور لبنان العمل على إيقاف هذا المسلسل المريع والطويل لجرائم الحرب.