القرض الحسن: مؤسّسة إنسانية في وجه العدوان
د. حسان الزين
القرض الحسن هي مؤسسة إنسانية، وُجدت من أجل مساعدة الناس وتيسير أمورهم، ولحلّ مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية. إنها صرحٌ يهدف إلى تقديم العون لمن هم في حاجة، ويدعم بناء مجتمع متكامل يواجه الصعوبات والتحديات التي تعترض حياة الناس اليومية. ورغم هذا الدور النبيل، فإنّ العدو لا يتوانى عن استهداف كلّ مؤسسة تسهم في بناء مجتمعنا، وتعمل على حل مشاكلنا. فكما يسعى إلى تدمير بنيتنا التحتية، فإنه يستهدف أيضاً كلّ ما يدعم استقرار الناس وصمودهم.
وليس العدو وحده من يتحمّل هذه المسؤولية؛ هناك أيضاً الإعلام المدعوم من أعداء الإنسانية، والذي يمكن وصفه بـ “أيتام 8200”، في إشارة إلى الوحدة الاستخبارية «الإسرائيلية» التي تلعب دورأً كبيرأً في الحرب النفسية والمعلوماتية. هؤلاء الإعلاميون، سواءً كانوا يعلمون أم لا، يساهمون في دعم العدو من خلال ترويج الأكاذيب، وتشويه المؤسسات التي تخدم الناس، مما يقدّم خدمات جليلة للعدو. إنهم شركاء في قتل أطفالنا، وتدمير بيوتنا، وتكثيف مشاكل أهلنا عبر نشر الإحباط والخوف.
في هذا السياق، يجب أن يكون موقف الحكومة والناس واضحاً وصريحأً. لا بدّ من الوقوف بحزم أمام هذه الهجمات، سواء كانت عسكرية أو إعلامية، ويجب أن يكون الردّ مؤثرأً وهادفأً في الدفاع عن مؤسّساتنا التي تقف في وجه العدو وتسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
نحن بحاجة إلى وعي جماعي يدرك أهمية هذه المؤسسات، ويدرك أنّ الهجوم على “القرض الحسن” وغيره من المؤسّسات ليس هجومأً على مجرد مبنى أو منظمة، بل هو هجوم على صمودنا وعلى حقنا في الحياة الكريمة. فكما دافعنا عن أرضنا وشرفنا، يجب أن ندافع عن مؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية، لأنها تمثل جزءاً من صمودنا الوطني.
فلنكن على قدر التحدي، ولنثبت أنّ الوحدة والتكاتف هما السلاح الأقوى في مواجهة العدو وأعوانه.
انّ هدف العدو من ضرب هذه المؤسسة هو إضعاف القوى التي ستساهم ببناء قرانا وبيوتنا ما بعد الانتصار. وهو دليل على انّ أهداف العدو ليست عسكرية بحتة بل اقتصادية ومالية، فالإتكال على الله وعلى رجال الميدان في وجه الإعلام الأصفر والمأجور والنذل والفاجر والحقير وفي وجه العدو… فهل ستذهب المقاومة إلى ردّ المثل بالمثل، فالأيام والليالي بيننا والميدان هو الكفيل بالردّ الهادف والحكيم والحاسم…