الوطن

أعلن مسؤوليّة المقاومة عن استهداف منزل المجرم نتنياهو / محمد عفيف للعدوّ: النار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد قصف الشمال والعمق سيتواصل وتزداد قوّته نوعاً وكمّاً

أعلن مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف مسؤوليّة «المقاومة الإسلاميّة» الكاملة والتامّة والحصريّة عن عمليّة قيساريّة واستهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيليّ المجرم بنيامين نتنياهو. وأشار إلى أنّنا «لا نزال نقصف حتّى الآن قواعد العدوّ العسكريّة وثكناته ومعسكراته وتجمعات جنوده وهو يردّ بقتل المدنيين»، مؤكّداً أنّ «قصف الشمال والعمق الصهيونيّ سوف يتواصل وتزداد قوّته نوعاً وكمّاً مع الوقت والنار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد».
جاء ذلك في مؤتمرٍ صحافي عقده عفيف في «روضة الحوارء زينب» في الغبيري بالضاحية الجنوبيّة لبيروت، استذكر في مستهلّه شهداء «المقاومة الإسلاميّة» المدفونين في الروضة، لا سيما القادة منهم: أسد المقاومة والرجل ذو البأس الشديد السيد محسن، وصخرة الجنوب الشامخة الحاج أبو الفضل، والقيادي اللامع والعقل الاستثنائي الحاج عبد القادر، والعالم الرباني سماحة الشيخ نبيل قاووق، وأخويَّ اللذين ترافقنا طويلاً في خدمة السيد (رضوان الله تعالى عليه) حارس السيد والذي لم يُرَ قط إلا مبتسماً الحاج نبيل وظلّ السيد وكاتم أسراره الحاج جهاد رحمة الله تعالى عليهم أجمعين».
كما توجّه إلى الشهيد يحيى السنوار بالقول «يا يحيى خذ الكتاب بقوّة واضرب بعصاك المُسيّرات تتهاوى، سلامٌ عليك وعلى إسماعيل وعلى شقيقيك فتحي الشقاقي ويحيى عيّاش، سلامٌ عليك ما أجمل صورتك ميتاً وما أعظم بندقيتك حيّاً، عاش بطلاً وصار أسطورة».
ودان بشدّة «الانحياز إلى جانب المجرمين القتلة وإلى جانب بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال من قبل MBC وشريكاتها وأخواتها وبنات جلدها»، مضيفاً «لو أرادت «القناة الثانية عشرة الإسرائيليّة إعداد تقرير عن الشهيد يحيى السنوار لكان أكثر إنصافاً».
وتابع «أن تصف الشهداء بالإرهابيين فأنت الإرهابي، أن تمجد القاتل وتدين المقتول وتصفهم بالأشرار أنت ومحطتك وقناتك التلفزيونيّة هم الأشرار».
وتوجّه إلى وسائل الإعلام المحرّضة على المقاومة بالقول «إنّ حريّة الإعلام لا تمنحكم الحصانة بالتحريض ولا الشراكة بالقتل، توغلون في الدم الحرام وتسمّون ذلك حريّة إعلام. تنفخون في الفتنة من كلّ أبوابها وتسمّون ذلك حريّة إعلام. تعطون إحداثيّات للعدوّ عندّ كل مفترق وفي كلّ إتجاه وتسمّون ذلك حرية إعلام. إنّ أنموذج تقاريركم عن القرض الحسن يا أبواق المصارف والمال الحرام أسوأ نماذجكم، لو تبقّى بكم قليل من الخجل ولكن هيهات هيهات».
وأضاف «أعرف ما يغضبكم، أن تسطر المقاومة الإسلاميّة أروع ملاحم البطولة في رامية والقوزح وعيتا الشعب وتلحق الهزيمة المذلّة بالعدوّ وتحرق دباباته وتقتل جنوده فتغمضون أعينكم بأيديكم وتقولون لم نر. وأن تشاهدوا الصواريخ تسقط في حيفا وما بعد حيفا وفي تل أبيب وضواحيها ويعترف بها العدوّ فتضعون أصابعكم في آذانكم، وتقولون لم نسمع، وأن تنظروا وتستمعوا إلى النازحين، أهل الوفاء والشرف وأهل المقاومة والإيمان الحقّ والمشرّدين من بيوتهم المهدّمة بفعل العدوان وهم يقولون: فداء المقاومة، هون عليّ ما نزل بي أنه في عين الله، ثم لا تصدقّون. وأن تعلموا وبشهادة العدوّ أنّ حزب الله استعاد عافيته وجزءاً كبيراً من قدراته وسيطرته الميدانيّة في الجبهة ولا تصدقون. هذا هو الواقع الذي لم ولن تخفيه الإضاءة في الاستوديوات والوجوه الكالحة والكومبارس التلفزيونيّ المدفوع الأجر، وتصريحاتكم المملّة والمكرّرة التي لا يصدقّها أحد حتّى جمهوركم وأنصاركم».
وشدّد على أنّ «الولايات المتحدة شريك كامل الشراكة في العدوان على لبنان وشعبه وهي من تمدّه بالسلاح والذخائر بما فيها الفوسفوريّة والعنقوديّة وربّما الإشعاعيّة، وهي من تمدّ في عمر العدوان وهي المسؤولة الأولى عن المجازر البشعة التي تطال شعبنا ولن يغيّر وصول موفدها إلى بيروت من القول أنّ أميركا هي أمّ الإرهاب، وإنّ الأفكار التي طرحها لم تكن سوى استطلاع أوّلي بالنار لموقف المقاومة على وقع المجازر والدماء». وقال «ثقتنا بدولة الرئيس نبيه برّي تامّة وكاملة ونؤكد موقفه القاطع، لا مفاوضات تحت النار وما لا يؤخذ بالنار لا يعطى بالسياسة».
وأشار إلى أنّ «قصف العدوّ الجنونيّ مساء الأحد في الضاحية الجنوبيّة وعلى امتداد الوطن والذي طال خصوصاً مراكز القرض الحسن لا مبرّر له على الإطلاق، إلاّ رغبةً في المزيد من القتل والتدمير، والهدف واضح كما قال مسؤول إسرائيليّ هو التأثير في الثقة المتبادلة بين حزب الله ومجتمعه»، مؤكداً «أنّ مؤسّسة القرض الحسن هي مؤسّسة مدنيّة بحتة مرخّصة بحكم القانون، وخدماتها تطال جميع اللبنانيين ولها فروع في أغلب المناطق اللبنانيّة».
وتابع «أقول باسم إدارة مؤسّسة القرض الحسن أنها قد تحسّبت لمثل هذا العدوان واتخذت احتياطاتها كافّة وأنها ستقوم بكلّ ما هو واجب وضروريّ للإيفاء بالتزاماتها تجاه المودعين والمستفيدين».
وقال «يقول وزير الحرب الصهيونيّ غالانت أن لا مفاوضات إلاّ تحت النار، هذا مفهوم، فهل أجريتم يوماً مفاوضات في غزّة إلاّ تحت القتل والتدمير والمجازر؟ هل كنت تعتقد أنّنا سنضع أيدينا خلف رقابنا ونوقع لك وثيقة استسلام؟ هل كنت تعتقد أنّنا سنرفع الأعلام البيضاء المذلّة؟ هل بلغ بك الخيال والجموح حدّاً أن تحلم بمستوطنات صهيونيّة على أرض الجنوب أو دويلة عميلة على غرار ما مضى من زمن؟ جوابنا لك أنّ النار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد».
وفي ما يتعلّق بقضيّة الأسرى الذين يحتجزهم العدوّ حاليّاً، قال عفيف «أعلم أنّ العدوّ ليس لديه التزام بأخلاقيّات الحروب والمواثيق الدوليّة ولكنه يتحمّل مسؤوليّة الحفاظ على حياة الأسرى وصحتهم، ونطالب الصليب الأحمر الدوليّ بالتأكد من ذلك»، مضيفاً أنّ «مقاتلينا الأسرى شديدو الإيمان وأهل عقيدة وإخلاص، وهم انخرطوا في صفوف المقاومة بهذا الوعي واليقين، وبالتالي فما يُنتزع من الأسرى من تصريحات وأقوال تحت الضغط لا قيمة له على الإطلاق وهو يخالف القوانين الدوليّة، ولا ينبغي أن يؤثّر في معنويّات أهلهم الشرفاء وإخوانهم المجاهدين». وطالب وسائل الإعلام ولا سيّما وسائل التواصل الاجتماعيّ بعدم الخوض في هذا المجال والحفاظ على خصوصيّات عائلاتهم.
وشدّد على أنّه «لن يطول الوقت حتّى يكون لدينا أسرى من جنود العدوّ وقد كنّا في مرحلة ما خلال الأيّام الماضية قريبين من ذلك، وعندها وبعد الحرب ستكون هناك مفاوضات غير مباشرة لاستعادة أسرانا، ذلك أنّنا قوم لا نترك أسرانا في السجون».
وعرض للمجازر الوحشيّة للعدوّ الصهيونيّ في المدن والقرى. ودان «بكلّ شدّة تصريحات وزيرة الخارجيّة الألمانيّة التي تبرّر للعدوّ الصهيونيّ قتل المدنيين، والعدوان الأميركيّ البريطانيّ على اليمن الشريف»، مؤكّداً أنّ «تضحيات إخواننا اليمنيين ستبقى خالدة في التاريخ وفي ذاكرة الأحرار الشرفاء في العالم».
وشدّد على «أنّ منظومة الإمرة والسيطرة تعمل على أكفأ وجه في المقاومة والسيطرة بالأسلحة والمديات والأنواع والتنسيق المتزامن للعمليّات وخطوط الدعم العسكريّ واللوجستيّ، عادت إلى ما كانت عليه، ويوجد من المقاتلين الأكفّاء أعداد تفوق حاجة الجبهة وطبيعة المناورة القتاليّة في الميدان».
وأوضح «أنّ المعدّل اليوميّ للعمليّات الهجوميّة والدفاعيّة في تصاعد مستمرّ، ما معدّله 25 عمليّة يوميّاً، ولكن نحن نعتبر قصف كريات شمونة على سبيل المثال بعشرات الصواريخ هو عمليّة واحدة في ميزان الحسابات الرقميّة، وقصف تل أبيب وضواحيها بالمُسيّرات أو الصواريخ النوعيّة هو عمليّة واحدة في ميزان الحسابات الرقميّة».
وأشار إلى أنّ «العدوّ تكبّد خسائر جسيمة في الأرواح والدبّابات»، مؤكّداً أنّنا «لا نزال نقصف حتّى الآن قواعد العدوّ العسكريّة وثكناته ومعسكراته وتجمعات جنوده وهو يردّ بقتل المدنيين» وقال «قصف الشمال والعمق الصهيونيّ سوف يتواصل وتزداد قوّته نوعاً وكمّاً مع الوقت».
ولفت إلى أنّ «المقاومة الإسلاميّة تعلن عن مسؤوليّتها الكاملة والتامّة والحصريّة عن عمليّة قيساريّة واستهداف منزل مجرم الحرب وزعيم الفاشيّة الصهيونيّة نتنياهو»، مشدّداً على «أنّ عيون مجاهدي المقاومة ترى وآذانهم تسمع، فإن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرّة فإنّ بيننا وبينك الأيّام والليالي والميدان». وتابع «معركتنا طويلة وطريقنا طريق ذات الشوكة والمصاعب» و»منازلنا وبيوتنا في البقاع الأشمّ والضاحية العظيمة والجنوب المقاوم ليست من حجارة وطين، بل هي الأمن والروح والكرامة، ستعودون، فالجنوب هو الحياة ولا حياة من دون الجنوب، وقطعاً سننتصر»…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى