أخيرة
دردشة صباحية
أسطورة اللسان… والعرب
يكتبها الياس عشّي
جاء في الأساطير:
أنّ أحد الآلهة قد تميّز برجاحة العقل، ونبل العاطفة، وقوّة الجسد، وعمق الحكمة، وكثرة الكلام؛ وأنه، لصفاته هذه، ملك القلوب، فأحبّه الجميع، وبوّأوه مركز الصدارة في مملكة السماء.
وكالعادة، تقول الأسطورة، حسده الآلهة الآخرون، فتآمروا عليه، وقرّروا اغتياله، والتخلص منه.
استدرجوه إلى أعلى سماء، فأوْلموا له، ثمّ دسّوا السُّمَّ في طعامه فمات.
وخوفاً من أن يعود ويحيا من جديد، رمَوه من أعلى سماء إلى الأرض، فتبعثرتْ أعضاء جسده في أرجائها، بحيث سقط قلبه في فرنسا، وعقله في إلمانيا، ويداه في اليابان، وأمّا لسانه فسقط عند العرب.
تذكرت هذه الأسطورة وأنا أراقب اليوم مشهد العالم العربي وهو يتفرّج، ويتكلّم، ويقف وراء المنابر، وينظّر، فيما النساء والشيوخ والأطفال تغتالهم «إسرائيل» بدم بارد!