أولى

الخط البياني لمواقف هوكشتاين

قبل أسبوع تماماً وقبيل توجّهه إلى بيروت قال المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إن القرار 1701 ليس كافياً لضمان الاستقرار على حدود لبنان الجنوبيّة، وإن هناك حاجة الى آليات تنفيذية وإضافات وضمانات، وربما تعديلات ليصبح القرار إطاراً صالحاً لضمان الاستقرار.
مع وصول هوكشتاين إلى بيروت كشفت وسائل الإعلام الأميركية عن مضمون تعديلات طلبها كيان الاحتلال على القرار 1701 وتسلمها هوكشتاين وتتضمّن حرية حركة طيران الاحتلال في الأجواء اللبنانية وحرية تنظيم دوريات برّية داخل الأراضي اللبنانية على عمق معين للتحقق من عدم وجود أي تهديد لأمن الكيان في هذا الشريط وتكليف اليونيفيل بصلاحيات مختلفة في مسؤولية الأمن في منطقة جنوب الليطاني حتى حدود الشريط الأمني الذي يحتفظ الاحتلال بخصوصيّة فيه مع ضمان تفكيك بنى المقاومة في منطقة جنوب الليطاني.
بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري قال هوكشتاين إن الالتزام بالقرار 1701 ليس كافياً لأن المطلوب تطبيق القرار، موحياً أن لبنان يتحمل مسؤولية عدم تطبيق التزاماته ما سمح للاحتلال بالتنصّل من القرار، مقدماً ما جرى بعد طوفان الأقصى بصفته الخرق الأهم للقرار الذي تسبّب بالحرب، لكن التراجع في نبرة هوكشتاين عن تعديل القرار جاء بعدما سمع من الرئيس بري رفضاً لأي بحث بتعديل القرار أو إخضاعه لأي إضافات، وتأكيداً على أن المشكلة كانت دائماً في عدم تنفيذ الكيان التزاماته في القرار، مع تنفيذ لبنان أغلب التزاماته خصوصاً لجهة غياب المظاهر المسلحة جنوب الليطاني، وارتباط الباقي بتطبيق الكيان التزاماته وعلى رأسها الانسحاب من الأراضي اللبنانية وفي مقدّمتها بلدة الغجر ومزارع شبعا ورأس الناقورة، ووقف انتهاك الأجواء اللبنانية ومياه لبنان الإقليمية ليتسنى الانتقال إلى ما ينص عليه القرار من انتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف نهائي لإطلاق النار.
أمس، تحدّث هوكشتاين عن جانب كان يتفادى الحديث عنه، وهو المسؤولية الإسرائيلية عن عدم تطبيق القرار، وهو للمرة الأولى يساوي بين لبنان والكيان في المسؤولية عن عدم التطبيق، وذلك ليس معزولاً أبداً عن ما يقوله الميدان، حيث تتفوّق المقاومة وتثبت قوتها وحضورها، وحيث نزيف الحرب الذي يدفع إلى الدعوة لوقف إطلاق النار لم يعد مطلباً لبنانياً فقط، فما يتكبّده جيش الاحتلال وما تظهره المقاومة من قدرة على تهديد عمق الكيان، خصوصاً في ظل الفشل العسكريّ في تحقيق أي تقدّم، جعل رئيس الأركان في جيش الاحتلال يتحدّث عن إمكانية إنهاء الحرب، وجعل مسؤولاً كبيراً في جيش الاحتلال يقول للقناة الثانية عشرة إن العملية البرية سوف تنتهي خلال أسبوع، وكان وزير الحرب سبقهم جميعاً بالحديث عن إنهاء العملية البرية ليس لأنها حققت أهدافها بل لأنها تحولت الى كارثة.
الخط البياني لمواقف هوكشتاين يتحرّك على إيقاع الميدان.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى