الأمان واليقين…
عبير حمدان
نحتاج عمراً لندرك أنك لم تعُد هنا، وأنّ المنابر تشتاق إلى فصل المقال الذي تلقفته السماء.
نحتاج زمناً من الصبر الطويل والكثير من الأيام لنمسح عن قلوبنا وجع الغياب.. وهل تشفى القلوب من نزفها وشوقها إلى ملهمها وقائدها؟
قد تستكين نفوسنا لأنك سيدنا لم تغب بل انك هنا تفرد يديك ملء الفلك وتظلّلنا براية النور الذي سيشقّ الظلام عبوراً إلى التحرير الكبير ..
وأنت سيدنا تسكن بين سطور الوغى حيث يكتب أبناؤك ملاحم التصدي عند كلّ تلة ووادي وبين تلك الصخور التي تشبه صلابتهم وبأسهم…
سيدنا نثق أننا سنراك على مشارف القدس حيث الصلاة بلا قيود تلفظ المحتلّ وتزهر من مبسمك جنات من البحر الى النهر ومن الجنوب الى البقاع… وسنرى أجيالاً ترفع عن ضاحيتك ضيم الركام…
لم تغب لأنك النبض في قلوب الصابرين ولأنك الضحكة في عيون المؤمنين بالقضية..
ولانك الآيات البيّنات،
لم تغب لأنك الصدق في زمن المتخاذلين الزائلين ولأنك الأمان واليقين…
نحتاج عزماً لا يلين كي نحوّل القهر إلى بنادق والدمع إلى سيل من نار يحرق القاتل.. وندرك أنّ طيفك الشعاع الذي ينير الطريق اليوم وغداً وفي كل حين…
شهر على العروج نعاهدك سيدنا أننا ثابتون وكلنا ثقة بالنصر المبين…