أولى

النهوض الاستثنائي للداخل

– منذ معركة سيف القدس وما فعله فلسطينيّو الأراضي المحتلة عام 1948، وما مثله من تهديد سياسيّ بانتفاضة دقت أبواب قادة الكيان وأمنه، وضعت مؤسسات الأمن في الكيان ثقلها لقمع أيّ احتمال لحضور فلسطينيي الداخل في المواجهات التي جاءت بعد سيف القدس، وظهر ذلك جلياً خلال سنة من طوفان الأقصى، ومصاعب إطلاق تحرّكات تضامنيّة مع غزة بوجه حرب الإبادة في مدن الداخل وبلداته، رغم المحاولات الحثيثة لذلك واشتعال المشاعر بين فلسطينيي الـ 48.
– هذا الكبت المتمادي لم يلبث أن وجد طريقه للانفجار عبر عمليات فردية بطوليّة ينفذها الفلسطينيون في الداخل ضد الاحتلال ومستوطنيه، مع تركيز ذكي مدروس على جنود جيش الاحتلال. واللافت في هذه العمليات اعتمادها على إمكانات بسيطة، مرة نزع سلاح شرطي بطعنة سكين، ومرة بطعن مجنّدة وإطلاق النار من سلاحها.. وأمس كان الحدث الضخم من صناعة الشاب الفلسطيني رامي ناطور “نصرالله”، حيث حصيلة عملية دهس نفذها بشاحنته كانت 50 إصابة منها 15 بحال الخطر.
– بدأ المعلقون في قنوات التلفزة العبرية يسألون وزير الأمن ايتمار بن غفير عن النتائج التي يحصدها الكيان من سياساته الدموية والشديدة العنصرية بحق الفلسطينيين، فهل يبدو المستوطنون أشدّ أمناً مع قبضته الوحشية في السجون وسياساته بتسليح المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية وسياسات اقتحام المسجد الأقصى والتهديد بهدمه، أم أن الكيان الذي يخوض حروباً على عدة جبهات قد أوجد بنفسه جبهة جديدة تشكل جبهة حرب بنتائجها، التي تعادل جبهة حرب، وتتفوّق بعدد القتلى والجرحى على بعض الجبهات؟
– بمقدار ما كانت السياسات القائمة على تجاهل الحقوق السياسية للفلسطينيين على قاعدة وهم صياغة معادلات المنطقة عبر تهميش القضية الفلسطينية، سبباً جوهرياً في نمو المقاومة في الضفة الغربية والقدس خلال سنوات مضت، وكانت السبب في طوفان الأقصى، تبدو هذه السياسات ذاتها قد بدأت تحصد ثمار وحشيتها في الداخل الفلسطيني، وشبح الحرب بين المستوطنين والسكان الأصليين في الضفة الغربية الذي يخشاه بعض مفكّري الكيان، يبدو أنه يتمدّد ليشمل الداخل أيضاً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى