مفاوضات الدوحة على وشك البدء لكن المبادرات ليست جاهزة وبيرنز يتمهل / حزب الله يختار قاسم أميناً عاماً… وقماطي يردّ على غالانت: صواريخنا بخير / الفرقة 98 تنزف في سهل الخيام كما نزفت الفرقة 36 في معارك عيتا الشعب /
كتب المحرّر السياسيّ
مع إعلان حركة حماس الموافقة على الانخراط في مسار تفاوضي وفقاً لمبادرات جديدة يتولى مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز إعدادها، ووجود رئيس جهاز الموساد في الدوحة للمشاركة في المفاوضات، وانعقاد الثلاثية الأميركية المصرية القطرية تتوافر عدة التفاوض، لكن المبادرات ليست جاهزة، والمصادر المتابعة تقول إن بيرنز يتمهل خشية الفشل، وهو يحاول أن يقيس بدقة ما لا يلقى رفضاً من كل من حركة حماس وحكومة الاحتلال، بينما لا يبدو أن ثمة جديداً تفاوضياً على جبهة لبنان، حيث بدّل الاحتلال من شروطه نحو الأدنى فاستبدل المطالبة بامتيازات جوية وبحرية وبرية على حساب السيادة اللبنانية كثمن لوقف الحرب، بالاستعداد لمقايضة حربه البرية الفاشلة بإيجاد آليات تحقق برية وبحرية وجوية من عدم تمكين حزب الله من معاودة التسلّح، وعاد للحديث عن القرار 1701 كإطار لضمان الاستقرار عبر الحدود، لكن وفق فهم ومعايير تحقق مطالب الكيان الجديدة، أسوة بما فعله في حرب تموز 2006، قبل أن يصل إلى الموافقة على التفسير الأخير لنصوص القرار 1701، التي عمل بها لثمانية عشر عاماً، من جانب لبنان والتزم خلالها حزب الله بشروط وقف الأعمال العدائية، بينما لم يلتزم الاحتلال بأي منها، سواء وقف انتهاك الأجواء أو المياه او الاحتفاظ بأراض لبنانية تحت الاحتلال ورفض القبول بحل أممي لملف مزارع شبعا، كما نص القرار 1701، وهو ما جعل الذهاب الى مرحلة وقف إطلاق النار المنصوص عليها في القرار أمراً مستحيلاً، وأبقى الوضع هشاً قابلاً للاشتعال قبل طوفان الأقصى، وكان معرضاً للانفجار في قضية احتلال الجزء اللبناني من بلدة الغجر الذي تمّ احتلاله عام 2006.
المقاومة من جهتها لا تعطي كبير اهتمام لمشهد سياسي ليس فيه إلا مناورات كلامية، ولم ينضج بعد للتفاوض، طالما أن الاحتلال لا يزال يعيش وهم أن عمليته البرية قابلة للاستمرار وهو يعرض وقفها للمقايضة طلباً لأثمان، بينما تعتقد المقاومة أن استمرارها سيؤدي الى المزيد من الفشل، وهذا هو طريق إنضاج مسار جدي للتفاوض ولذلك تنصرف المقاومة نحو ترتيب أوراقها، وهي على هذا الصعيد كشفت عن انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله وقائداً للمقاومة الإسلامية، بينما تولى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي الردّ على مزاعم وزير حرب الاحتلال عن تدمير 80% من قوة حزب الله الصاروخية بالقول إن صواريخ المقاومة بخير وبينها ما لم يره الاحتلال بعد.
الكلمة للميدان بالنسبة للمقاومة، ولذلك كانت معارك سهل الخيام ليومين متتاليين مناسبة لتوجيه ضربات مؤلمة للفرقة 98 التي تمثل الركن الثاني الموازي للفرقة 36 في قوات النخبة بين الفرق التي تمّ حشدها على الحدود اللبنانية، وقد لحق بها بعض ما لحق بالفرقة 36 على جبهة عيتا الشعب ومعاركها، فيما تواصل القوة الصاروخية للمقاومة تنفيذ ضرباتها على الحافة الأمامية للجبهة حيث تحتشد قوات الاحتلال، وفي عمق شمال فلسطين، وقد استهدفت أمس تسع مستعمرات من الـ 25 التي أنذرت مستوطنيها بضرورة مغادرتها.
تترقّب الساحة المحلية ما قد ينتج عن زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى تل أبيب فلبنان بعد الانتخابات الأميركية في 5 تشرين المقبل، حيث كشف مصدر سياسي أن «الوسيط الأميركي لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية». في حين يزور بيروت غداً الخميس الموفد القطري أبو فهد جاسم لوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة، كما تردّد أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قد يزور لبنان نهاية الأسبوع، للتشاور في احتمال انتخاب رئيس جمهورية إذا سلك الوضع العسكري درب التسوية. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان المغربي إنّه يجب وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكداً أنّه يتم العمل على ذلك مع شركائهم الأميركيين وغيرهم.
ورأى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن «المطلوب من جميع اللاعبين أن يبذلوا الجهود من أجل وقف الحرب في لبنان وفلسطين، والأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني في سياق التوصل الى نتيجة دبلوماسية مطلوبة في هذا الخصوص». وأشار خلال اجتماع عقده مع سفراء الدول المعتمدين لدى إيران في ما يخصّ الوضع في لبنان، «أننا نعتقد ضرورة التركيز بعمق على الحقائق الميدانية والجغرافية لهذا البلد؛ مردفاً أن المقاومة وحزب الله متجذّران في الشعب اللبناني ولا يمكن القضاء عليهما».
وإذ تقدّم لبنان بشكوى أمام مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحيّ، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية اليابان تاكاشي إيوايا بحثا خلاله في الجهود والمساعي لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. وثمّن بوحبيب دعم اليابان للبنان والسلام، ووقوفها الدائم الى جانب الحلول الدبلوماسية، ومساهمتها المالية في مؤتمر باريس الأخير، والدور الذي تضطلع به مع دول أخرى في سبيل التوصل لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن. كما شكرها على دورها الإنساني في لبنان من خلال المساعدات التي تقدّمها للشعب اللبناني، وشدّد على التزام لبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. من جهته، أكد تاكاشي أن اليابان تتمسك بأمن وسلامة اليونيفيل، وبضرورة وقف التصعيد في لبنان والمنطقة، وأعلن عن عزم اليابان تقديم مساعدات إضافية للنازحين.
إلى ذلك، أعلن حزب الله تعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب خلفاً للشهيد السيد حسن نصرالله، وفي أول تعليق إسرائيليّ على انتخاب قاسم، ادعى وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين ان «كل من يقف على رأس الحزب هدف للاغتيال». وأشار وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الى أنه «تعيين مؤقت، وليس لفترة طويلة».
وأعلن نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، أنّ «كل الشواغر في الهيكل القيادي لحزب الله ملئت»، مشيراً إلى أنّ «منصب الأمين العام لا يرتبط بتطور سياسيّ»، مؤكداً أنه «دليل قويّ على متانة التنظيم».
كما علّق قماطي على تهديد غالانت باغتيال الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: «لا يرهبنا»، متابعاً انّ «من يتصدّى لمسؤولية قيادية في الحزب يعلم أنه مشروع شهيد». وتوجّه برسالة إلى العدو: «نقول للعدو إننا لم نستخدم بعد كامل قدراتنا الصاروخية».
وأوضح قماطي أنّه «لم يصلنا أي مشروع أو مبادرة سياسية بشكل رسمي»، معتبراً أنّ «أولويتنا هي الميدان الآن ونعتمد على الرئيس نبيه بري في جانب السياسة». وقال «لا نقبل بأي تفاوض تحت النار».
إلى ذلك، أفادت صحيفة العدو «يسرائيل هيوم» أنّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال إنّ «الحرب في الشمال ستنتهي قبل نهاية العام»، مشيرة نقلاً عن مسؤول سياسي قوله إنّ «الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة». وقال: «الإتفاق سيستند للقرار 1701 ودعم أميركي لعمل إسرائيل ضد نقل أسلحة إيرانية للبنان».
وأمس، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، غارتين على مبنى سكني في بلدة حارة صيدا، مطلقة عدة صواريخ بالقرب من ثكنة محمد زغيب العسكرية التابعة للجيش والقريبة أيضاً من مبنى بلدية حارة صيدا ما أدّى إلى تدمير ثلاثة مبانٍ سكنية يقطنها أهالي من البلدة ونازحون من الجنوب، وسقوط تسعة شهداء، وعدد من الجرحى الذين نُقلوا إلى مستشفيات مدينة صيدا، التي أعلنت حاجتها الماسة إلى دم من كافة الفئات، فيما فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً لتسهيل وصول فرق الإنقاذ وضمان سلامة المواطنين. وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة عنيفة على بلدة حارة صيدا، مستهدفةً حي الثائر الواقع خلف قاعة الشيخ عبد الأمير قبلان. فيما أسفرت غارات مماثلة على الصرفند عن استشهاد 7 آخرين وإصابة 18 شخصاً.
وكذلك أغار الطيران الإسرائيلي مستهدفاً حرج علي الطاهر عند أطراف النبطية الفوقا، كما أغار على بلدات حانين والطيري وياطر وعيتا الشعب وتبنين، وعلى المنطقة الواقعة بين بنت جبيل وعين إبل.
وشنّ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات، منفذاً زناراً نارياً استهدف بلدتي كفرتبنيت والنبطية الفوقا.
واستهدفت غارة معادية مركز كشافة الرسالة الإسلامية ومستوصف الإمام الصدر في بلدة شقرا، وكذلك أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة الخيام.
وفي البقاع، استكمل العدوان الإسرائيلي جنونه بعد ليل الأول من أمس الدامي الذي خلفه على مناطق وبلدات بقاعية عدة. ونفذ الطيران الإسرائيلي ثلاث غارات على بلدة تعلبايا، استهدفت كاراجاً لمواطن قرب جبانة البلدة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ «قوات لواء جولاني اعتقلت قائد منطقة عيتا الشعب في حزب الله حسن عقيل جواد ومسلحين آخرين من قوة الرضوان»، مشيراً إلى أن «التحقيق معهم أسفر عن كشف وتدمير الكثير من الأهداف في المنطقة».
وأعلنت وزارة الدفاع النمساوية عن إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل في هجوم صاروخي على الناقورة، موضحة أن لا إصابات خطرة وأن مصدر الهجوم غير واضح بعد. وندّدت الوزارة بالهجوم، مشيرة إلى أن «من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر».
وأكدت اليونيفل أن «حفظة السلام لا يزالون في جميع مواقعهم في جنوب لبنان، ويواصلون أنشطتهم العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن». وأضافت «يستمرّ عمل قوافل الإمدادات وتناوب الوحدات داخل لبنان وخارجه بشكل طبيعي على الرغم من التحديات».
أما حزب الله، فأعلن من جهته أنه «استهدف مستعمرتي دلتون ثم كفر فراديم بالصواريخ. كما استهدف برشقة صاروخيّة تجمعاً لجنود إسرائيليين في مستعمرة معالوت ترشيحا. واعلن انه أسقط مسيرة هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون بصاروخ أرض – جو، واستهدف تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في موقع جل العلام بصلية صاروخية. وقصف تجمعاً لجنود العدو في موقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية. واعلن استهدافه تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة وطى الخيام (جنوب شرق البلدة) بصلية صاروخية وقذائف المدفعية». وقصف مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخيّة، كما استهدف قاعدة بيت هلل بمسيّرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة.
وفي وقت يحاول فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل متقدماً على طول الحدود الجنوبيّة مع فلسطين المحتلة، زاعماً تقدمه في أكثر من محاولة، أكد حزب الله في بيان أنّ «جيش العدو لم يتمكن من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأمامية في الجنوب». ونشر «الحزب» ملخصاً لعملياته في الجنوب، كاشفاً عن خسائر جيش العدوّ منذ بدء التوغل البري.
الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، حيث تمّ عرض لتطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والشأن التربوي. ووضع الحلبي الرئيس بري في «أجواء التحضيرات لبدء العام الدراسي في التعليم الرسمي يوم الإثنين في 4 تشرين الثاني المقبل وأطلعه على كل الخطوات التحضيرية والاتصالات والمعطيات التي توافرت لدى الوزارة بصورة خاصة عن أعداد التلاميذ المسجلين وأعداد الأساتذة الذين تسجلوا أيضاً على منصة الوزارة وكيفية توزيع التعليم بين التعليم الحضوري في المدارس الرسمية المتوافرة التي هي خارج إطار استضافة النازحين أي ليست مستعملة أبداً كمراكز إيواء هي مدارس شاغرة. هذه المدارس بالإضافة الاستعانة ببعض المدارس الخاصة في بعض المناطق حيث لا توجد مدارس رسمية تستوعب التلامذة والدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، بما يوفر إمكانية لجميع التلامذة الذين لم يلتحقوا للآن بالعملية التعليمية ان يلتحقوا بهذه العملية».