الوطن

ندوة «الهوية الوطنية.. واقع وتحدّيات» في مدينة خان شيخون

بوستة جي: لدعم المقاومة والتمسك بها لحماية منظومتنا الوطنية وجذورنا التاريخية الأصيلة فنحمي مجتمعنا من كل المؤامرات المعادية.
المنفذ العام طلال حوري: الهوية الوطنية السورية هي المبدأ الأساسي الأول في الاستراتيجية الوطنية لإعادة نهضة سورية الجديدة المتجدّدة.
إسليم: يجب إدراك الخطر الذي يستهدف الهوية الوطنية والبحث في ما يجب عمله لحمايتها وتعزيز حضورها.
النجار: الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي مرّت علينا جعلتنا نتمسك بهويتنا أكثر ونزداد صلابة في مواجهة الليبرالية الحديثة.

أقام فرع الجبهة الوطنية التقدمية بإدلب بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ندوة بعنوان: «الهوية الوطنية.. واقع وتحدّيات»، وذلك في مدينة خان شيخون بريف إدلب وسلّطت الندوة الضوء على ضرورة التمسك بالهوية الوطنية ومواجهة التحديات التي تعترضها.
تحدث في الندوة وزير الدولة أحمد بوستة جي، عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طلال حوري، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الدكتور فاروق إسليم، وأمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد النجار.
حضر الندوة أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس فرع الجبهة أحمد جاسم النجار، محافظ إدلب ثائر سلهب، قائد شرطة المحافظة اللواء عبد الباقي عفارة، أعضاء قيادة فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمين سر مجلس الشعب فوزية مناع وعدد من أعضاء مجلس الشعب، منفذ عام إدلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي – عضو المكتب التنفيذي في المحافظة رزوق رزوق وأعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة ومهتمين.
بوستة جي
وزير الدولة أحمد بوستة جي أشار إلى الدور المحوري للهوية الوطنية عبر التاريخ وتداعي المفكرين والكتاب والسياسيين لتكريس الهوية الوطنية وتجذير الانتماء في أفكار الدولة والوطن، مبيناً مفهوم الهوية الوطنية وتاريخ ظهورها وما يربط بين الأفراد من خلال التمسك بها.
واستعرض بوستة جي عوامل مكونات الهوية التي من المفترض أن نتمسك بها والتحديات الداخلية والخارجية لها التي تستوجب دعم المقاومة والتمسك بها لحماية منظومتنا الوطنية وجذورنا التاريخية الأصيلة للعمل بالنتيجة على حماية مجتمعنا من كل المؤامرات التي تحاك ضد وجودنا وقوتنا.
حوري
عضو المكتب السياسي – منفذ عام حلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي طلال حوري، قال:
الهوية الوطنية هي «مجموعة من السمات والمعتقدات والأفكار والقيم والتقاليد الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تكوّنت خلال فترة زمنية طويلة وتميز مجتمعاً عن غيره وتجعل من أفرادها يشعرون بالفخر بالانتماء لها»، وللهوية الوطنية تأثير كبير على منظومة القيم الثقافية والفكرية التي يتبناها أفراد المجتمع .
إذاً يمكننا القول إن الهوية الوطنية هي جامع للأفراد والجماعات. وبالتالي هي القاسم المشترك الذي تجتمع فيه مصالح وثقافات كل المكوّنات التي لا تعيش صراعات. ويمكن التعبير عن ذلك بالقول إنها الخواص التي تجتمع حولها هوية اجتماعية، تتميّز عن غيرها.
إن الهوية الوطنية السورية تعاني أزمة وجودية نتيجة عدم تبلور الهوية القومية للأمة وتحقيق وحدتها القومية الوطنية لأسباب كثيرة لا مجال لسردها الآن يعلمها جميعكم كانت الحرب الإرهابية الكونية على سورية آخرها والتي ساهمت بتفتيتها لترسيخ هيمنتها الاستعمارية بما سُمّي الفوضى الخلاقة. وإن كنت سأتحدث من خلال مداخلتي عن الجمهورية العربية السورية وفق الحدود الكيانية المرسومة وفق معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية وبحدودها الجغرافيّة التي تقر بها الأمم المتحدة والتي تخالف إيماني وقناعتي الفكرية والعقائدية انطلاقاً من إيماني بمصلحة سورية فوق كل مصلحة للحفاظ على وحدة سورية الجمهورية وسيادتها على كافة أراضيها، كما يقول السيد الرئيس، الأرض والسيادة قضية كرامة وطنية وقومية ولا يمكن وغير مسموح لأحد أن يفرّط بها أو يمسّها من خلال حوار وطنيّ بناء يرسّخ وحدة المجتمع السوريّ الذي هو حق وواجب في مواجهة التحديات الوجودية، لذا يجب أن نقف أمة واحدة لا أخلاطاً وتكتلات متنافرة النفسيات كما يقول معلمي سعاده، لأن ما يجمع السوريين ويوحّدهم بكافة معتقداتهم ما قبل الوطنية أكثر بكثير مما يفرّقهم وإن تعدّدت انتماءاتنا ما قبل الوطنية وثقافتنا ولغاتنا فسورية تتميز بتشكيلها لوحة رائعة الجمال بغنى تنوّعها الاجتماعي والثقافي. وكما يقول السيد الرئيس علينا تعميم ثقافة التنوّع الغنيّ بدلاً من ثقافة التناقض والتنافر التي يسعى أعداؤنا لتعميمها واستغلالها. فحن ننتصر مع بعضنا لا ننتصر على بعضنا وأي انتصار يكون حصراً على الإرهاب. وإرادتنا تقرّر مصيرنا وإلا قرّرته الإرادات الغريبة.
فالهوية الوطنية يجب أن تكون لسورية شعباً ودولة بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية والثقافية والعلمية والتربوية الإيمان الراسخ والمبدأ الأساسي الأول في الاستراتيجية الوطنية في إعادة نهضة سورية الجديدة المتجدّدة ببناء الإنسان غاية الحياة ومنطلقها بعد الحرب الإرهابية التي استهدفت سورية وكيانات الأمة والعالم العربي تحت مسمّى الربيع العربي ضمن مخطّط يستهدف وجودنا في معركة المصير القومي من قبل تنين الإرهاب العالمي المتعدد الرؤوس والأوجه بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ورأس حربتها العدو الصهيوني اليهودي الذي يمارس أبشع المجازر الوحشية الجارية الآن بحق أهلنا في غزة وعلى امتداد الساحة الفلسطينية وفي لبنان التي تستهدف البشر والحجر لاستئصال قوى المقاومة والحاضنة الشعبية لها وتهجيرها، والغارات التي تستهدف المواقع الاستراتيجية والبنية التحتية في سورية التي استهدفتها أدواتهم التكفيرية لمدة ثلاثة عشر عاماً لتفتيتها وتقسيمها سياسياً وتدمير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية وتراثها التاريخي الحضاري وتغيير بنيتها الديمغرافية بقتل وتهجير القوة البشرية الحيوية الفاعلة المنتجة الشبابية والكفاءات والخبرات العلمية والفكرية والثقافية بسبب الحرب والحصار، لأنها كانت عبر تاريخها قاعدة انطلاق الفكر النهضوي القومي والإنساني وقلعة صمود الأمة وحصن المقاومين المنيع، في مواجهة دعم أميركي غربي وتمويل عربي لدول التطبيع العربي وأمام صمت العالم والمؤسسات والهيئات الدولية والحقوقية والإنسانية والتي أثبتتها الوقائع التاريخية منذ بداية القرن الماضي وحتى تاريخه.
إن التشرذم السياسي الطائفي المذهبي العرقي الطبقي المناطقي القبلي والنزعة الفردية والفئوية وتجار الحرب والفساد السياسي والمالي والإداري النفعي الانتهازي والانحدار الأخلاقي القيمي المناقبي التي أفرزتها الحرب والحصار الاقتصادي أكد هشاشة الانتماء والولاء الوطني في الانتماءات الفرعية الضيقة نتيجة غياب الوعي المعرفي الانتمائي وغياب للهوية الوطنية المعبّرة عن وحدة المجتمع التي تحقق مصلحة الوطن والمواطن على قاعدة «مصلحة سورية فوق كل مصلحة».
لأن ضعف الانتماء وضياع الهوية الوطنية كان نتيجة لأخطاء تراكمية عبر سنوات طويلة من التجاهل أو التجهيل أو بفعل العاطفة الوطنية والحماسة القومية أو الاستراتيجية الوطنية التي كانت تفتقر للخطط المحددة الأهداف المرحلية والتوقيت المناسبين لتحقيق الاستراتيجية الوطنية في بناء الدولة الحديثة المعاصرة التي انتهجته الدول المتقدّمة سياسياً علمياً واقتصادياً وتكنولوجياً وثقافياً الذي يعتمد المواطنة وسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وضمان الحرية الفردية والمجتمعية وحقوق الإنسان علماً أن دولاً كثيرة منها كنا نسبقها بمسافات بعيدة في كافة النواحي .
لأنها وعت حقيقتها وهويتها الوطنية، وحققت وحدتها الاجتماعية وجعلت وحدة المجتمع هي قاعدة وحدة المصالح، ووحدة المصالح هي وحدة الحياة. وعدم الوحدة الاجتماعية ينفي المصلحة العامة، التي لا يمكن التعويض عنها بأية ترضيات وقتية.
في الوحدة الاجتماعية تضمحل العصبيات المتنافرة والعلاقات السلبية، وتنشأ المواطنة الصحيحة، التي تتكفل بإنهاض الأمة.
في الوحدة الاجتماعية تزول الحزبيات الدينية والإثنية وآثارها السيئة، وتضمحل الأحقاد وتحلّ المحبة والتسامح القوميان محلها، وتنتفي مسهّلات دخول الإرادات الأجنبية في شؤون أمتنا الداخلية.
إنّ الاستقلال الصحيح والسيادة الحقيقيّة لا يتمّان ويستمرّان إلا على أساس وحدة اجتماعية صحيحة، وعلى أساس هذه الوحدة فقط تتعزّز الدولة الصحيحة وتُدار بتشريع قومي اجتماعي مدني صحيح، ففيه أساس عضوية الدولة الصحيحة، وفيه يؤمن تساوي الحقوق لأبناء الوطن.
لذلك ولما تقدّم يقوم السوريون بحوار وطني بناء في الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية والمنظمات والنقابات منذ عدة شهور. واليوم هذا الحوار البناء الذي دعا إليه فرع إدلب للجبهة الوطنية التقدمية بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وكان لي شرف المشاركة إلى جانب قامتين وطنيتين لهم تاريخ كبير كل في مجاله التخصصي لنهضة سورية نساهم ببصمة بسيطة لتوحيد الرؤى للمجتمع السوري عبر حوار وطني مفتوح حول الهوية الوطنية السورية بوحدة اتجاه نحقق فيها غايتنا ببناء سورية المتجددة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد على ثوابت وطنية واضحة المعالم بثالوثها المقدس لترسخ الانتماء الوطني سيادة الدولة السورية على كامل الأراضي السورية والعلم والجيش العربي السوري الذي حقق الانتصارات دفاعاً عن وجودنا في معركة المصير في مواجهة الإرهاب العالمي وهو الأنموذج الأمثل في التعبير عن وحدة المجتمع السوري وإرادته الوطنيّة التي ستحقق النهضة الوطنية بقوة السواعد والقلوب والأدمغة، القوة الحقيقية الفاعلة من الخبرات والكفاءات العلمية بمعايير انتمائية مناقبية بأخلاقية صراعية تعززها منهجية تربوية علمية مستمدة روحيتها من مواهب الأمة وأعلامها ورموزها وتراثها الحضاري وتاريخها السياسي والثقافي بحرية وعقل منفتح كل منا يحترم حقوق ورأي وثقافة الآخر تحت سقف الوطن والضرب بيد من حديد على من يتأمر على الدولة والشعب ومحاسبة الفاسدين وترسيخ مبادئ الثواب والعقاب والعمل على التنمية الوطنية في كافة المجالات وخاصة التنمية الريفية وتطوير القوانين والتشريعات التي تساهم بتحقيق نهضة اقتصادية وسياسية وثقافية بمناقبية مصلحة سورية فوق كل مصلحة بحيث تعود سورية لدورها الحضاري الريادي من خلال تعزيز العلاقات مع عمقها الاستراتيجي القومي والعربي والإسلامي، كدولة علمية مدنية ترسخ المواطنة وسيادة القانون ترسخ العقل الذي هو الشرع الأعلى للإنسان والدين للحياة ولتشريف الحياة. وأنا مؤمن بانتصارنا وإعادة بناء سورية ونهوضها كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الركام بمقدار إيماني بالله والوطن والقائد وبكم، فسرّ النجاح ليس في النظام بل في القوة التي تحرّك النظام، إن العمل عظيم ولكن اذكروا دائماً أن قوتكم عظيمة لأن فيكم قوة لغيرت وجه التاريخ.. وإنها لفاعلة وإنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
دمتم بالعز للحق والجهاد سوا ننهض وننتصر لتحي سورية.
إسليم
من جانبه، أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الدكتور فاروق إسليم أنه يجب إدراك الخطر الذي يستهدف الهوية الوطنية والبحث في ما يجب عمله لحمايتها وتعزيز حضورها.
وتحدث الدكتور إسليم عن الثقافة الليبرالية الجديدة التي ترمي لإلغاء كل الهويات الوطنية، إضافة إلى ظهور نزعات تفتيتية، معتبراً أن الحرب الإرهابية على سورية كانت ترمي إلى إسقاط الشعب الحامل لتلك الهوية.
النجار
وأكد أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد النجار في مداخلته أن عنوان الندوة يضعنا أمام معادلات أهمها أن نعي الواقع والطريق إلى تعزيز الهوية الوطنية كمكوّن أساسي وثابت وهو جوهر هذه القضية، مشيراً إلى أن الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي مرّت علينا جعلتنا نتمسك بهويتنا أكثر ونزداد صلابة في مواجهة الليبرالية الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى