أخيرة

دبوس

 

الساحة تتهيّأ والنبوءة تتبدّى…

 

الفرق «الإسرائيلية» المحشودة على الحدود اللبنانية هي في حالةٍ استاتيكية، بعد أن قامت بتقرّبٍ حذر نحو القرى الحدودية، فتلقّت ضربات تشي بأنّ أيّ محاولة للتوغّل عميقاً في الأراضي اللبنانية، ستكون لها تداعيات كارثية على هذا الجيش القاتل، فآثرت قيادته عدم الإقدام على التقدّم، والاكتفاء بالغارات على المناطق المدنية في صيدا وصور والقرى والمدن الأخرى المحاذية، فذلك أقلّ كلفة وأكثر إيذاءً للبنان، وكفى الله «بني إسرائيل» شرّ القتال…
لكن المقاومة بدأت بتكتيك الدفاع المرن، بحيث توجه ضربات إلى تجمعات القوات «الإسرائيلية»، ولا يكتفى بالركون الى انتظار الهجمات الاسرائيلية لصدّها وتكبيدها أكبر كمية من الخسائر، لن يمضي وقت طويل حتى يكتشف هذا العدو أنّ قتل المدنيين ليس له أيّ مردود من الناحية العسكرية، ولكنه سيفضي في اللامرئي واللاملموس من خبايا النفس البشرية الى مراكمة هائلة وغير مسبوقة من الشحنات الرافضة قطعاً للوجود المزري لهذا الكيان، ومن ثمّ البناء المضاد لكينونته، ومراكمة هذا البناء الحشدي نفسياً حتى تتسنّى الفرصة الموائمة لكي يُصار الى الإزالة الدموية المطلقة لهذا الوجود الماسخ،
هذه المراكمة في المساحة الديموغرافية للأمة، ولنضع الأنظمة جانباً، سوف تتفاقم وتغلي وتتراكم حتى تصل إلى النقطة الحرجة، عندما تنداح الأمور نحو المقتلة التي لا رادّ لها، وتنطلق النفوس المشحونة من عقالها حتى منتهاها، لتلغي بلا رحمة هذا الكيان الكريه في الشكل وفي المضمون، وتتحقق الصورة المجازية النبوئية، فينطق الشجر والحجر لدعوة المسلمين وغير المسلمين لإزالة هذه المسوخ بالقتل، وليس بأيّ شيء آخر…
مشهد دراماتيكي يلخص التقاء إرادة الحجر والشجر والبشر في التصميم على إزالة هذا الوجود الشاذ الكريه، لن تعدم هذه الجموع البشرية، والتي وصلت الى منطقة ما بعد الإشباع، كراهيةً وازدراءً ورفضاً لهذه الكينونة، ستمزّقها حتى لكماً ولطماً وطعناً ودهساً وبصقاً إن تطلّب الأمر، حتى إنهائها.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى