أخيرة

دبوس

 

ديموقراطية أوَنطة!

 

إذا كان من سيتمّ انتخابهم يوم الثلاثاء المقبل في انتخابات السلطة التشريعية النصفية، المرافقة للانتخابات الرئاسية الأميركية، كممثلين للشعب الأميركي، إذا كانوا مثل أولئك الذين احتشدوا في مبنى الكابيتول للتصفيق وقوفاً 57 مرةً لأكبر قاتل للأطفال عرفه التاريخ، إذا كانوا كمثل هؤلاء القاذورات البشرية، فإنّ المشاركة حتى في التصويت، وفي هذه المهزلة المفجعة، هي مشاركة في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية…
لست أرى في هذه اللعبة التي يُقال عنها إنها ديموقراطية، سوى لعبة قذرة، لم ولن تفرز سوى وحوش في أغلبيتهم الساحقة، ذوي ياقات لامعة برّاقة، وكلام سكريّ معسول، ولكن الخبيئة هي شرّ مستطير، وسمّ زعاف قاتل، ونوايا صدئة نتنة…
المشكلة في التكوين السيكولوجي للإنسان الأنجلوساكسوني، هي أناه المتضخّمة، ورغبته الجامحة في تحقيق الذات، والمراكمة الفيزيائية، ولو تطلّب ذلك إلغاء العقل، وطمس الأنا المثالية، وقتل الحقيقة بلا رحمة، وإذا ما تعارضت مصالحهم الذاتية المفرطة في أنانيتها، مع أية قيمة أو أية قضية مهما تعاظمت مظلوميتها، فإنهم سيسحقون المبادئ والحقيقة ولو كانت بائنةً كالشمس في رابعة النهار،
لذلك وجدناهم، ورغم ذلك السيل الجارف من الفيديوات والتوثيقيات والتقارير المصوّرة التي تظهر الأوصال المتقطّعة، والجثث الملفوفة الدامية بالآلاف لأطفال ونساء ومدنيّي غزة، رغم كلّ ذلك، يعطون عيناً عمياء، ويديرون أنظارهم في الاتجاه الآخر، ويطلقون صرخات الترحيب والتبجيل والإكبار، لأسفل مجرم عرفته الإنسانية في تاريخها المدوّن، إذ أنّ مصلحة هؤلاء الممثلين للشعب الأميركي، تقبع في الانصياع الكلّي والأعمى لما تريده الأوليغارشية الصهيوأنجلوساكسونية.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى