المقاومة ستنتصر والمشروع الصهيوني سيفشل…
د. عدنان نجيب الدين
تتعرّض المقاومة في غزة ولبنان لحملة تضليل واسعة لتشويه صورتها، إذ راح البعض يحمّلها المسؤولية عن كلّ الدمار والمجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني المجرم بحقّ الأطفال والنساء والمدنيين، والهدف من ذلك هو مساندة الكيان الغاصب في حربه على منطقتنا لقضم المزيد من الأراضي المجاورة لفلسطين المحتلة ولتغيير وجه الشرق الأوسط وجعله جزءاً من مشروعه التوسعي بإنشاء «إسرائيل الكبرى».
كذلك تتعرّض الجمهورية الإسلامية في إيران لحملة إعلامية سياسية ودبلوماسية وأمنية، وأصبحت اليوم عسكرية، بسبب دعمها لحركات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق أو اليمن، ويتهمها أعداؤها الداعمون للكيان الصهيوني بأنها من خلال هذا الدعم تزعزع الاستقرار في المنطقة. وما يقصده هؤلاء بـ «الاستقرار في المنطقة» هو إحكام سيطرة «إسرائيل» وأميركا على شعوبنا وحكامنا وثرواتنا، ما يعني أيضاً الإبقاء على الاحتلال الصهيوني لفلسطين وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية المشروعة وعدم جواز مقاومته للاحتلال.
وهناك كثيرون يبررون للانظمة العربية تقاعسها عن نصرة الشعب الفلسطيني، ويدينون دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية من خلال مدّ يد العون للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. علماً انّ هذا الدعم هو الذي مكّن المقاومة من الإبقاء على القضية حية في وجدان الشعب الفلسطيني والأمة العربية، في ظلّ مشاريع التطبيع مع الكيان الغاصب ومحاولة شطب هذه القضية لكي تستقرّ «إسرائيل» في المنطقة وتهيمن عليها هيمنة مطلقة.
وهذا الدعم هو الذي مكّن المقاومة من التصدي ببسالة للجيش الصهيوني طيلة هذه المدة ايّ منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى إلى اليوم.
كانت إيران، ولا تزال، هي السند الحقيقي الوحيد لهذه القضية المحقة والعادلة. وهي تعرّضت لهذا الحصار بسبب دعمها لقضايانا المحقة في منطقتنا العربية التي يريد الكيان الصهيوني ابتلاعها لإقامة «إسرائيل الكبرى» أو ما يسمّى «الشرق الأوسط الجديد» الذي يريد ان يضع الشرق الأوسط كله، بما في ذلك إيران، تحت الهيمنة الغربية لأجيال طويلة.
إذن… الخطر الصهيوني يهدّد إيران أيضاً بنظامها وشعبها وثرواتها، ومن هنا فإنّ من مصلحة إيران دعم شعوبنا العربية والشعب الفلسطيني بشكل خاص.
ومع التقدّم العلمي والتكنولوجي والعسكري الذي امتلكته إيران أصبحت قوية بحيث يتعذر أن يقهرها أو يصادر إرادتها أحد. وهي لن تتردّد في الدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، ولن تسمح للصهاينة بتحقيق أطماعهم وإحكام هيمنتهم على المنطقة. لكن لا بدّ من تسجيل نقطة هامة وهي: أنّ الإدارة الأميركية، أياً تكن، هي منافقة ومخادعة، ولا ينبغي الركون إلى وعودها الكاذبة.
ونقول للعدو: بالرغم من بعض الإنجازات التكتية التي تحققها موضعياً أحياناً، كما في الاغتيالات الجبانة وفي قتل المدنيين او بالتدمير، فإنّ حركات المقاومة بعزم مقاتليها وإرادة شعبها والتفافهم حولها أقوى بكثير مما يمكن أن يتصوّره أحد، وسيكون النصر حليفها بإذن الله. وكلّ من خذل المقاومة أو تآمر عليها أو تواطأ مع العدو ضدّها فسيحصد خيبة وخسراناً مبيناً، لأنّ الغزاة سيُهزمون، ودولتهم إلى زوال.
وختاماً نقول: لن تذهب تضحيات المقاومين ومعاناة أهلنا المهجرين من ديارهم سدى بل ستثمر نصراً عزيزاً مؤزّراً.
ودليلنا هو الإنجازات التي يحققها أبطال المقاومة وشبابها البواسل الذين يجودون بدمائهم وأرواحهم دفاعاً عن لبنان وفلسطين ويمنعون العدو من تحقيق ايّ إنجاز استراتيجي، وهؤلاء، مع شعبهم المضحّي، هم من سيصنع لأمتنا نصراً عزيزاً ومستقبلاً مشرقاً بإذن الله…