قبلان و«تجمُّع العلماء» ردّا على الراعي: النازحون في المدارس ليسوا محتَلّين
أكّدَ المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان “للضرورة المصيريّة” أنَّ “النزوحَ قضيّة وطنيّة كبرى ولا قضية فوقها أبداً سوى حماية لبنان، والحكومة ومرافقها متّهمة بشدّة، والمنظّمات الدوليّة شريكة العمل الحكوميّ المقصِّر في حقِّ النازحين”.
أضاف “للبطريرك بشارة الراعي الشريك في هذا البلد أقول: المسيحيّ والمسلم شريكان بغُنمِ هذا البلد وغُرمه، وقد تعلّمنا أنَّ قلبَ المسيح الذي وسِعَ الخاطئين، لا يضيقُ عمّن بذلَ أشلاءه ودماءه في سبيل كنائس ومدارس ومساجد وطن المؤمنين، ولم نقرأ أبداً أنَّ من حرّرَ هو محتلّ، وأنَّ مَن أعطى كمَن منَع، ومن قدّمَ كمَن خذَل، ولم نتعلّم من المسيح أنّ من أنقذَ البلدَ بمدارسه ومساجده وكنائسه ومشروعه الوطنيّ وشراكته الروحية بمحتلّ”.
وختم “للتاريخ أقول: أبناءُ النازحين الموجودون في المدارس قهراً هم فدائيّو هذا البلد وقرابين مدارسه ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهليّ وحماة صروحه العلميّة وقطاعاته التربويّة، ولن ننسى يدَ خيرهم فينا ما حيينا، ولن ننسى الاحتضان المسيحيّ الذي يليقُ بالسيِّد المسيح، والمدارس التي تأوي النازحين لها شرفُ القيام بأكبرِ الوظائف الأخلاقيّة والوطنيّة والحلّ ببرنامج إنقاذ حكوميّ سريع يليقُ بشرفِ النازحين وحقوقهم وليس برميهم إلى الشوارع، ومن كسرَ ظهرَ أخطر مشروع يطال الشرق الأوسط ويطحن ترسانة عدوانه ليس محتلاً، وشكراً لوليد جنبلاط الذي أدركَ اللحظة التاريخيّة للتلاحم الوطنيّ وفتحَ الجبلَ بكلِّ إمكاناته لإخوته النازحين”.
بدوره، استنكرَ “تجمُّعُ العلماءِ المسلمين” الكلامَ الذي صدر عن الراعي “والذي اعتبرَ فيه أنّ النازحين محتلّون للمدارس وطالب بتحريرها منهم في أسلوبٍ يُنافي التعاليم المسيحيّة، فلو أنَّ السيّدَ المسيح كان بيننا اليوم لاحتضنهم ووفّرَ لهم كلَّ مقوّمات الصمود”.
وأسفَ “لاعتبارِ غبطته أنَّ التعليمَ أهمُّ من حياة الإنسان فهو بين تعرُّض النازحين للخطَر في حياتهم وبين بدء العمليّة التعليميّة الحضوريّة اعتبرَ أنَّ الأهم التعليم ولا قيمة لديه لحياة الإنسان”، داعياً الراعي إلى “تصحيح كلامه ولو بصيغة التوضيح فالتراجع عن الخطأ فضيلة”.
واعتبرَ “أنَّ النازحين في المؤسَّسات التعليميّة خصوصاً الرسميّة منها دخلوا إليها من خلال اللجان الرسميّة المكلَّفة من قِبل الدولة وبالتالي فهم ليسوا محتلّين للأماكن التي أووا إليها وعلى الدولة أن تؤمِّنَ لهم البديل المُناسب فيما لو اضطّرَت إليها ولو بافتتاح مؤسَّسات الدولة العامّة خصوصاً أنَّنا دخلنا في فصليّ البرد والشتاء”.