أخيرة

دبوس

أسلحة مفخّخة…

تمسّك أولئك الذين يتولّون السلطة في لبنان بالتسلّح من الغرب، هو بمثابة انصياع بلا عقل، وامتثال غير مشروط لإرادة من لا يكنّون للشعب اللبناني سوى العداء المطلق، ولا يتمنّون له أيّ خير، ويريدونه مستتبَعاً ذليلاً مطبّعاً ولا يمتلك ناصية اقتصاده أو قراراته السياسية أو المصلحة العليا لشعبه، من الذي يضمن ان لا يتمّ تفخيخ السلاح الأميركي الفردي، الـ M16 أو أية أسلحة أخرى بمتفجرات تماماً كما فخّخت البيجرات وأجهزة اللاسلكي، ثم حينما اتخذ القرار في اللحظة المناسبة، فجّرت عن بعد وترتب على ذلك ما ترتب من كارثة كادت أن تودي بلبنان وبمقاومته لولا رحمة من عند الله؟
كيف يمكن ان نرتكن ونثق بغرب نحن أدرى من أي شعب آخر على وجه هذه البسيطة حجم التأييد المطلق الذي يتمسّكون به للكيان الصهيوني، والذي بدأ يعلن مجاهرةً، ومن دون مواربة، عن أطماعه في المنطقة، وبالذات بلبنان وجنّات لبنان وغابات لبنان!
الخطر داهم، والعدو لا يخفي ما يضمره لكلّ شعوب المنطقة، وفي المقدمة منها الشعب اللبناني، وهو يستطيع، من خلال نفوذه الشيطاني في الغرب، وبالذات في الولايات المتحدة الأميركية أن يزوّد جيوشنا بأسلحة ستسهم في قتلنا بدلاً من قتل أعدائنا، فهل نحن مستيقظون؟ التنفيذيون والسياسيون لهم ارتباطاتهم السياسية، ولهم اعتباراتهم التي يراعونها حينما يمارسون السياسة والعلاقات مع الدول، ولكن أولئك الذين يحملون السلاح، ويتجرّعون كأس الألم والمعاناة والتحفّز المتواصل لحماية ارض الوطن، والتضحية بأنفسهم في سبيل تراب أرضهم وشعبهم ومقدراتهم ومقدساتهم هم أبناؤنا وشبابنا وفلذات أكبادنا ونخبة وجودنا، ولا يمكن ان نلتزم الصمت وهم يزوّدون بسلاح قد يكون أداةً لقتلهم بدلاً من ان يكون أداةً لقتل أعدائهم وأعداء أهلهم والمتربّصين بالوطن كلّ متربّص، ويتحيّنون الفرص لتنفيذ مخطّطاتهم التلمودية المأفونة.
يجب ان يُرفع الصوت عالياً لتغيير هذا المسار الانتحاري، الغرب ليس صديقاً لنا، والتاريخ ينضح بممارساته المنكرة لوجودنا، والمتآمرة علينا، والداعمة لهذا الكيان اللقيط، الطامع بكل أرضنا، والمتحفّز لإزالتنا واستيطان أرضنا، وإلغاء هويتنا وانتمائنا، يجب ان تعاد صياغة عقيدة لبنان العسكرية، ومن ثم التسليحية، والاتجاه الى مصادر أخرى للتسليح، قبل أن تقع واقعةً لا ينفع معها الندم، ولا يجدي فيها التأسّي…
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى