لا يـنـصـرُ اللهُ إلاَّ صـادقَ الكَـلِـمِ
} يوسف المسمار*
(إلى الأمين الصادق السيد حسن نصرالله في ذكرى الأربعين لاستشهاده)
يا صـادق النُـطــقِ يا مِـقــدامُ يا حَـسَـنٌ
يا سـاميَ الـنـفـس والـتـفـكـيـرِ والكَـلِـمِ
عَـبَّرتَ بالصمتِ عن وعيٍ به اُختصرت
عـقـيـدةُ الـنـورِ تُـحـيي مَـيّـتَ الـرِمَــمِ
وقُـلتَ في الصمتِ لا صعبٌ متى انطلقت
إرادة ُ الـحـــقِّ تُـلـغي هــامـدَ العـــدمِ
في الصمـتِ نُـطـقٌ متى بانـت حـقيقـتُهُ
وأفـصحُ النطـقِ صمتُ الفعـلِ في الهممِ
أحسنتَ في الفكـرِ والتقـديـرِ مُنطـلقـاً
من مبدأ الحقِ والإنصافِ في القَـسَم
فأنـتَ كالـفَـجـرِ في قـلبِ الـدُجى قَـمَـرٌ
يُـحَــوّل اللـيــلَ نافــوراً مِـنَ الـقِــيــمِ
تستـنهـض الحـقَ في الإنسـانِ زوبعة
تُـحَــرّك العِــزَّ في الآفــاقِ والأمــمِ
فصحتَ في الناس: هـبّـوا لم يعـد أبـداً
في الناس ظُـلمٌ متى ثـاروا على الظـُـلـُمِ
لا يَـســلمُ العــدلُ الاّ في تَـنافسـكــم
يا أشــرفَ الناسِ ثـُـوَّراً الى الـقِـمَـمِ
لا عــدلَ إن ظــلَّ للبُـطـلان بَـيـنَـكُــمُ
شـيءُ ضـئـيـلٌ من الخــذلان والسَـأَمِ
فالـعُـمـرُ يَـعـني جـهـاداً دائـمـاً أبــداً
يَستأصـل الظُـلـمَ بالإقــدام لا السَـقَـمِ
تَهـوى البُـطـولاتُ أن تبـقى مُعَـطّـرةً
في صيحةِ الجـرحِ لا في منطـقِ الصمم
فـمنـطــقُ العــز فــوارٌ بـتـضـحـيـةٍ
تبقى مدى الدهـرِ مَجرى للعُـلى بـدَمِ
لا يَصلحُ النطـقُ مهما ازدان منطقه
بل أبلغ النطـقِ نُطـقُ الصادق العـلم
نفـائسُ النُطْـقِ من أنفـاسِكَ انطلقـتْ
بالصِدقِ والنُـبْـلِ والعـرفـانِ والحِكَمِ
وأشـرَقَ الضوءُ مِنْ عينيكَ فامتلآتْ
بالنـورِ والـدِفءِ غاباتٌ مِنَ الهِـمَـمِ
وكـانَ أنْ عـادَ للإنـســان قـيـمَـتُـهُ
في وعدكَ الشَهْمِ بَعـدَ الخزيِّ والغـمَـمِ
أشعلتَ لبـنـانَ بالإقـدامِ فانـفَـجَـرَتْ
مِنْ بعد لبنان روحُ العزمِ في الأمَمِ
لمْ يُثنكَ الرُعْـبُ والأهـوالُ فاغـرةٌ
ما أرعبَ الهـولُ الاَّ حانثَ القَسَـمِ
أثـبَـتَّ بالفـعـلِ أن الحُـرَّ مُنْـتـَصِرٌ
مهما الأباطيلُ غَـطّـت أوجهَ الظُلُمِ
فقـادةُ العـدلِ أعُـلامٌ بهـمْ خَـفَـقَـتْ
بالعزِّ والنصرِ راياتٌ على القِـمَـمِ
مَنْ يُحسنُ الفعلَ حُسْنُ الذكْرِحافظُهُ
وسيئُ الفـعـلِ في مستـنـقـعِ الوخَـمِ
فأنتَ قَدْ صُرْتَ في التاريخِ يا حَسَنٌ
بَـيـْنَ الأعــزاء شـــلاَّلاً مِـنَ القِـيَـمِ
حـيّـاكَ حـيّـاكَ مَنْ كانـتْ بحكمـتـهِ
كـلُّ الـبـدايـاتِ والآفــاق منْ عَـدَمِ
خـيـارُنـا العـزُّ مهما ســاءَ طالعُـنا
فالمـوتُ بالعِـزِّ باقٍ أحْـكَمَ الحِـكَـمِ
كلُّ الشعاراتِ لنْ تُجدي إذا انطفأتْ
عـقـيـدةُ العـزِّ في أعـمـاقِ مُـنْهَـزمِ
فـقـائـدُ النصرِ بالإخـلاصِ مُؤتَـمَـنٌ
والعـقـلِ والعـزمِ والإيمان والشِمَـمِ
وآيــةُ الـنـصـرِ للآبــــادِ دائـمـةٌ
لا يـنـصـرُ اللهُ إلاَّ صـادقَ الكَـلِـمِ
وطَـيِّـبَ الـنـفسِ والأفعـالِ سَـيّدُها
إلاَّ رضى الحقِ لا يرجو ولمْ يَرُمِ
فالصادقُ الحَـقُّ إنسانٌ لهُ انكشفتْ
مسالكُ النصرِ واجتازتْ مدى النُجُمِ
لا يَصنعُ النصرَ شعـبٌ خانـعٌ أبــداً
بل يصنعُ النصرَ شعبٌ بالفِـدى ودم ِ
*المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية
ومدير إعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل.