التحقيقات تصل الى رئيس الحكومة: هل بدأ العد التنازلي لبقاء نتنياهو في الحكم؟ / تل أبيب تحظر سفر جنودها إلى هولندا بعد الغضب الدموي لأحداث أمستردام / المقاومة تجدّد إنزال ملايين المستوطنين إلى الملاجئ وتلاحق الاحتلال في الجبهة
كتب المحرّر السياسيّ
حدثان كبيران يفتحان الباب واسعاً للتكهنات حول مصير رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، الأول هو إجازة المستشارة القضائية للحكومة التحقيق مع شخص رئيس الحكومة، كما أفادت صحيفة معاريف التي كتبت أن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا صدّقت على فتح تحقيق يتعلق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية «فضيحة التسريبات» في ديوانه، وأوضحت أنه بعد هذا التصديق يمكن للمستشارين فتح تحقيق ضد نتنياهو نفسه، إذ يتعلق الأمر حالياً بقضيتين في ديوانه. وأشارت معاريف إلى أن المستشارة القضائية وجهازي الشاباك والشرطة رفضوا التطرّق إلى الأمر بشكل رسمي. وتخص القضية الأولى شبهات تسريب وثائق سرية، في حين تتعلق الثانية بشبهات محاولات لتغيير بروتوكولات منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما الحدث الثاني فهو المقال اللافت الذي نشرته صحيفة هآرتس المعارضة والمحسوبة على الخط الأميركي في الكيان والذي يشير الى توقعات بقيام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وبعكس ما يتمنى نتنياهو، بالتخطيط للتخلّص من رئيس حكومة الكيان. وفي مقال رأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يعتقد الكاتب إران ياشيف أن من مصلحة ترامب إزاحة نتنياهو من السلطة لأنه شخص يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم مستمر، مشيراً إلى أن رأيه ليس تنبؤاً دقيقاً بل تحليل لموقف ترامب «المتقلب وغير القابل للتنبؤ»، مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية في المقدمة. ويقول ياشيف وهو محاضر في الاقتصاد إن نتنياهو بنظر الأميركيين يحتاج إلى «صيانة عالية» حيث تلقت «إسرائيل» ما يقرب من 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة على مدار العام الماضي. وأعرب ترامب عن رغبته في عدم إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على الصراعات الخارجية، سواء في أوكرانيا أو «إسرائيل»، وتصرف بناء على ذلك؛ حيث إن دعم الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط ليس على أجندته. ويتساءل ياشيف هل لدى ترامب التزام تجاه نتنياهو؟ ليجيب «بلا»، حيث يعتَبر أن ترامب يحتقر نتنياهو ويستاء من علاقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأميركي جو بايدن.
بالتوازي مع التأزم الداخلي للكيان ووضعيّة نتنياهو ومشروعه للاستمرار بالحرب، مع تداعيات داخلية غير مريحة آخذة بالاتساع منذ إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، تحوّلت أحداث أمستردام الدموية التي رافقت ملاحقة المشجعين الإسرائيليين لفريق مكابي تل أبيب في شوارع العاصمة الهولندية، وانتهائها بعدد من الجرحى والمفقودين، يسود الرأي العام داخل الكيان شعور بالإحباط كما قالت القنوات التلفزيونية العبرية، تجاه المخاطر غير المتوقعة في العواصم الأوروبيّة، التي تحتشد فيها جاليات عربية وإسلامية غاضبة وجمهور أوروبيّ غير متحمس للدفاع عن الكيان وجرائمه، وكانت الحكومة قد قرّرت أمس منع جنودها من السفر الى هولندا على خلفية أحداث أول أمس.
على الجبهة العسكرية، واصلت المقاومة استهداف العمق وصولاً الى ضواحي تل أبيب وجوار مطار بن غوريون وتسببت بصواريخها وطائراتها المسيرة بإنزال ملايين المستوطنين الى الملاجئ، بعدما صار هذا الاستهداف حدثاً روتينياً مقلقاً للمستوطنين، بينما عادت المعارك القاسية الى قرى الحافة الأمامية، حيث لاحقت المقاومة جنود الاحتلال في أطراف بلدات مارون الراس والعديسة وكفركلا، وقصفت الخطوط الخلفية لحشود قوات الاحتلال في مستوطنات الحدود، خصوصاً كريات شمونة.
وفيما تواصل المقاومة تسجيل الإنجازات الميدانية على صعيد المواجهات البرية وإطلاق سلسلة صواريخ جديدة على أهداف في عمق الكيان الصهيوني، صعّد العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان منذ تسلّم وزير الحرب الجديد، وسط ترقب لعودة مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى المنطقة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان العدو، وعلمت «البناء» أن هوكشتاين سيزور «تل أبيب» الأسبوع المقبل وسيكمل إلى لبنان بحال كانت الأجواء إيجابية، وسيحمل معه اقتراحاً للحل على مراحل عدة تبدأ بهدنة لأسابيع تتخللها مفاوضات على بنود تطبيق القرار 1701 مع آليات لتطبيقه ونشر الجيش اللبناني والقوات الدولية وصولاً الى إنجاز الاستحقاقات السياسية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية لتعزيز الدولة المركزية، فيما لم تحسم مسألة تشكيل لجنة دولية أميركية – فرنسية – ألمانية، مهمتها الإشراف على تطبيق القرار 1701.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان يرى بأن العودة الى تطبيق القرار 1701 من دون أي تعديلات وأن يتولى الجيش اللبناني واليونفيل مهمة الإشراف على تطبيقه من دون أي لجان دولية، وخصوصاً أميركية وفرنسية. ولفتت المصادر الى طرح بأن تتولى لجنة أميركية – فرنسية مهمة الإشراف غير المباشر على تطبيق القرار 1701 وتبلغ الجيش اللبناني وقوات اليونفيل بأي خرق للقرار.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، سبل التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة. وقالت الخارجية في بيان أوردته «روسيا اليوم»: «ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى حلّ دبلوماسي للصراع في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم بأمان»، موضحة أن «المحادثات شملت أيضاً ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية».
وفي تقدير جهات دبلوماسية غربية بأن الظروف لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة بدأت تنضج تدريجياً لا سيما بعد انتخاب رئيس أميركي جديد وتطورات متسارعة على الصعيد الميداني لا سيما لجهة أن «إسرائيل» استطاعت تحقيق أهداف تكتيكية لكنها فشلت بتحقيق أهداف استراتيجية وبعيدة المدى. ولفتت الجهات لـ»البناء» الى أن «الإدارة الأميركية الحالية قد لا يمكنها الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب، لكن قد تستطيع بالتنسيق مع فريق ترامب من فرض هدنة على جبهة الجنوب وربما في غزة، انطلاقاً من تقاطع مصالح بين إدارة بايدن التي تريد تحقيق إنجاز دبلوماسي في نهاية عهده يسجل للحزب الديمقراطي وبين إدارة ترامب المقبلة التي تريد الاستلام «على نظيف» من دون أن تتحمل إرث الأزمات والحروب، ولذلك قد يقدم نتنياهو على إرضاء إدارة الديمقراطيين بعد عام من الدعم المطلق في حربي غزة ولبنان، ويقدم أوراق اعتماده لترامب مقابل استمرار الدعم المالي والتسليحي والدبلوماسي لـ»إسرائيل»».
إلا أن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ»البناء» الى أن «المقاومة لا تكترث لمن يصل الى البيت الأبيض ولا لكل المتغيرات الخارجية، بل تركز على الميدان الذي وحده يغير المعادلات ويفرض نفسه على أي مفاوضات ويحبط الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية، وبالتالي إخراج «إسرائيل» من هذه الحرب مهزومة ما سيترك تداعيات كبرى على الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى المنطقة برمّتها»، وأكدت بأن «المقاومة ماضية في معركتها حتى يصرخ العدو ويستجدي وقف إطلاق النار، وما عودة الموفد الأميركي الى المنطقة إلا بقوة الميدان بخاصة الأسبوع الأخير الذي كان أسبوع المقاومة بامتياز والأسبوع الأسود بالنسبة لكيان العدو».
وفي سياق ذلك، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلاميّة مشاهد من عملية استهداف قاعدة «ستيلا ماريس» التابعة لجيش العدو الإسرائيلي شمال غرب مدينة حيفا المحتلة بصواريخ «نصر 1».
وأعلن حزب الله أن المقاومة شنّت هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس. وأعلن عن استهداف تجمّع لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنتي مرغليوت ومسكافعام بصلية صاروخيّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة بصلية صاروخية نوعيّة وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا برشقة صاروخية نوعية وتجمع لقوات إسرائيلية في جل الحَمّار جنوب العديسة بالقذائف المدفعية، وجرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف القوة المرافقة. ومستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية.
وأعلنت «إسرائيل» إغلاق مطار بن غوريون في شكل مؤقت، بعدما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى والجليل الأعلى وخليج حيفا وشمال الجولان، سمع دوي انفجارات في منطقة شارون في محيط تل أبيب، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية اعتراض 5 صواريخ أطلقت من لبنان في الرشقة الأخيرة دون وقوع إصابات. وأشارت التقارير إلى أن الصواريخ التي تم إطلاقها تسببت في حالة من التوتر داخل العاصمة الاقتصادية لـ»إسرائيل»، حيث تضرّرت بعض المنشآت المدنية بسبب شدة الانفجارات. من جهتها، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل صفارات الإنذار في أكثر من 50 مدينة وبلدة وموقعاً من شمال «إسرائيل» حتى وسطها. وأوضح المتحدث باسم الجبهة الداخلية أن الإنذارات جاءت في محاولة لحماية المدنيين من هجمات محتملة، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تعمل على متابعة الموقف بشكل دقيق. ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن الإطلاقات الصاروخيّة تزامنت مع تصعيد ميداني في مناطق متفرقة من الحدود اللبنانية، التي تشهد توترات مستمرة منذ اندلاع القتال في غزة.
كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن أن «صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة وبيت هيلل ومرغليوت بإصبع الجليل». وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «أنباء أولية عن تسلل مسيرات إلى أجواء مدينة نهاريا شمال «إسرائيل»». وأعلن الجيش الاسرائيلي، «رصد أهداف جوية مشبوهة في الجليل الغربي والجليل الأعلى والحدث ما زال مستمراً»، كما أعلن أن «مسيرات تسللت باتجاه الجليل الأعلى والحدث لا يزال مستمراً». وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أن «صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب الكبرى والجليل الأعلى وخليج حيفا وشمال الجولان». وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن «أنباء أولية عن إصابة مبنى بشكل مباشر بصاروخ في كفرياسيف شرقي عكا».
في المقابل شنّ العدو الصهيوني عدواناً على الضاحية مساء أمس، حيث استهدف بإحدى عشرة غارة متتالية استهدفت حارة حريك وبرج البراجنة والليلكي والحدث قرب الجامعة اللبنانية، وذلك بعد إنذارات وجّهها الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي للسكان بإخلائها.
كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدات حربتا غرب قضاء بعلبك وحوش السيد على الحدود مع سورية شمالي الهرمل. أما جنوباً، فاستهدف القصف المدفعي لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي قرى ضمن صور، هي حانين وشقرا والطيري وكونين. وأغارت الطائرات الحربية مستهدفة بلدات: الجميجمة والصوانة ومجدل سلم. كما تعرّضت منطقة برك رأس العين وسهل القليلة في صور لقصف مدفعي إسرائيلي، مصدره البوارج الحربية في عرض البحر، ما أدّى، إلى إصابة 6 سوريين إصاباتهم طفيفة. كذلك، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفة منزلاً على اوتوستراد كفررمان – الميدنة في بلدة كفررمان. وسجل منذ الصباح قيام الجيش الإسرائيلي بأعمال تفجير داخل بلدات يارون وعيترون ومارون الراس في منطقة بنت جبيل لتدمير منازل سكنية فيها.
وأدّى العدوان الجوي الإسرائيلي الذي تعرّضت له بلدة كفرتبنيت الى سقوط ضحيتين بعد استهداف الطيران الإسرائيلي بغارة مبنى كامل ياسين على الطريق العام للبلدة، والذي دمّر بالكامل أيضاً، وهو يضم شققًا سكنية ومحال تجارية. وكان الجيش الإسرائيلي ارتكب قبيل منتصف الليلة الماضية مجزرة في بلدة زبدين في النبطية ذهب ضحيتها المواطن محمد فايز مقدم وولديه فايز وهادي مقدم، وذلك عندما استهدف الطيران الإسرائيلي بغارة جوية شقتهم داخل مبنى قرب مدرسة زبدين الرسمية، ودمّرته. كما استشهد المسعف في الهيئة الصحية الشاب زاهر إبراهيم عطايا من بلدة طيرحرفا الجنوبية، بعدما استهدف العدو بغارة، مركزاً مستحدثاً على طريق ديرقانون رأس العين – الناقورة. واستأنف الصليب الأحمر اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيفيل اليوم عملية البحث عن 4 أشخاص مفقودين في وطى الخيام جنوب لبنان بعد العثور على 17 ضحية. وفي مدينة صور، وأثناء تشييع ضحايا بلدة عين بعال، أغار الطيران الحربي على مبنى في وسط المدينة، ما أدى الى وقوع إصابات.
وأكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، أن الهزيمة المتوقعة لـ»إسرائيل» تقترب لتصبح واقعًا، لافتًا إلى أن العدوّ جاء إلى الميدان بكلّ إمكاناته بينما استخدمت إيران جزءًا من قدراتها لمواجهته.
واستعرض اللواء سلامي التحولات الأخيرة على جبهة لبنان، مبينًا أن العدوّ «الإسرائيلي» نفذ عمليات تفجير البيجر بهدف إخراج قادة حزب الله من الساحة العملياتية، واستهدف شخصيات بارزة في المقاومة واغتال قيادات فيها وصولًا إلى الشهيد السيد حسن نصر الله، وقال: «رغم الاعتقاد بأن المقاومة قد تفقد قدرتها بعد استشهاد بعض قادتها، إلا أن العالم شاهد كيف تمكّنت المقاومة اللبنانية من تجاوز هذه الخسائر واستعادت زمام الأمور، مما أوقف التحركات المعادية المدعومة من الولايات المتحدة وكافة القوى الغربية».
أضاف: «إن «إسرائيل» تشنّ ضربات غير مسبوقة على المدن اللبنانية، لكنّها رغم ذلك لم تتمكّن حتّى الآن من بسط سيطرتها على مناطق مهمّة في جنوب لبنان»، منوهًا بجهاد المقاومين الذين يقاتلون العدو بعيدين عن عائلاتهم وهم لا يعرفون مصير أهاليهم في المدن المعرضة للقصف الوحشي، «لكنّهم مع ذلك يستمرون في المقاومة بقوة وشجاعة، مما يقوّض الثقة «الإسرائيلية» بالنصر ويضعف روحها المعنوية تدريجيًا».
من جهته، أشار النائب حسن فضل الله، الى أن «مشروع العدو الإسرائيلي القديم هو السيطرة على جنوب الليطاني لكن هذه الأحلام دحرتها المقاومة»، موضحا أن «منطقة جنوب الليطاني تشهد القتال الأساسي والصواريخ لا تزال تنهمر على مستوطنات العدو». واعتبر أن «التصدّي الأسطوري للمقاومة والمجاهدين هي بطولات نادرة للأفراد والمجموعات».
ولفت في حديث لقناة «الميادين»، الى أن «الاحتلال يتسلل ويرتكب مجازر ويفخخ لكن لا يستطيع أن يثبت وجوده على الأرض»، مؤكداً أنه «لن يعود المستوطنون إلى الشمال إلا عندما يتوقف العدوان»، مشيراً الى أن «العدو لم يستطع تحقيق أي من أهدافه فهو لا أعاد المستوطنين ولا استطاع القضاء على المقاومة». وذكر أن «شعارنا اليوم هو منع العدو من تحقيق أهدافه».
الى ذلك، اشارت قيادة «اليونيفيل» في بيان، الى أن «حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت يوم أمس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة. ورداً على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل».
وأكدت أن «التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701. إننا نذكّر مجدداً الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات».
وأوضحت أنه «منذ 30 أيلول، طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق «من أجل سلامتهم». وحادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي».
ولفتت القيادة «بقلق الى تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان و»إسرائيل» (الخط الأزرق) هذا الأسبوع. وقد شاهد جنود حفظ السلام الجيش الإسرائيلي وهو يزيل أحد البراميل بشكل مباشر»، مشيرة الى أن «على الرغم من الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701».
على صعيد الإنزال الإسرائيلي في البترون، علمت «البناء» أن القوات الدولية تجري تحقيقاً منفرداً لكشف ملابسات ما جرى فجر السبت الماضي، بعدما رفضت البحرية الألمانية الرد على استيضحات الأجهزة الأمنية اللبنانية وقيادة اليونفيل وما رصدته الرادارات الألمانية في تلك الليلة، لا سيما في ظل وجود باخرتين ألمانيتين تجوبان بشكل دائم وعلى مدار الساعة كامل الشاطئ اللبناني.
ونفت جهات معنية بالملف لـ»البناء» ما تداولته وسائل اعلام عن ضابط إسباني في إطار الحديث عن الإنزال الإسرائيلي في البترون منذ أيام. وأكدت بأن الضابط المشار إليه ليس إسبانياً. كما شدّدت على أن إسبانيا ليس لها أي علاقة بتاتاً بحادثة الإنزال وليست من ضمن القوات البحرية المكلفة مراقبة الشاطئ اللبناني.