إيران في أربعين نصرالله بمؤتمر دوليّ: حضور قاليباف وظريف وعرقجي وقآني / ضجيج في الكيان حول مسودات وقف النار… ودائرة الملاحقات القضائية تتّسع / مجازر الاحتلال تصل علمات جبيل.. وصواريخ المقاومة من حيفا إلى الناعورة
كتب المحرّر السياسيّ
أحيت إيران بحضور عربي ودولي ومشاركة قيادات إيرانية بارزة تمثل اتجاهات المجتمع ومؤسسات الدولة، حيث تمثل التيار المحافظ برئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف والتيار الإصلاحي بمعاون رئيس الجمهورية محمد جواد ظريف، حيث مثل كل منهما واحدة من السلطات الرئيسية، التشريعية والتنفيذية، وتلاقت كلمتا قاليباف وظريف عند إظهار التوافق على الوقوف وراء المقاومة ومحورها واعتبار قضية فلسطين في مقدمة اهتمامات إيران والتزاماتها. كما أكدت على ذلك أيضاً كلمة وزير الخارجية عباس عراقجي الذي حذّر من مخاطر الانزلاق الى حرب إقليمية بسبب السياسات العدوانية لكيان الاحتلال وعدم تحمل المجتمع الدولي، خصوصاً دول الغرب، مسؤولياتهم، وكان لافتاً حضور قائد قوة القدس في الحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني. وشارك في المؤتمر رئيس تحرير “البناء” ناصر قنديل وألقى مداخلة اعتبر فيها أن أعظم منجزات نصرالله كان محور المقاومة وترجمته بجبهة الإسناد التي أسقطت عملياً اتفاقية سايكس بيكو.
في كيان الاحتلال موجتان تسيطران على وسائل الإعلام من صحافة ومواقع وقنوات تلفزيونية. الموجة الأولى عبارة عن ضجيج وتدفق تقارير ومعلومات وتسريبات متضاربة محورها سيناريوهات افتراضية لوقف إطلاق النار، كان أبرزها ما نشرته صحيفة “اسرائيل هيوم”، التي نشرت سيناريو لوقف النار يتضمّن انسحاب الاحتلال الى خلف الحدود الدولية للبنان ومغادرة كل النقاط التي يطالب بها لبنان مقابل انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. وقالت إن جيش الاحتلال سيكون لديه ضمانة أميركية بحق العودة إذا تم الإخلال من الجانب اللبناني، بينما تحدثت تقارير أخرى عن مشروع أميركي روسي قيد الإعداد يتضمن إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف النار، تضمن عبره واشنطن انسحاب الاحتلال الى خط الحدود الدولية وتضمن فيه موسكو عدم عبور السلاح لحزب الله عبر الحدود اللبنانية السورية.
الموجة الثانية التي طغت على الإعلام في الكيان كانت حول الملاحقات القضائية، حيث تتسع دائرة الملاحقات مع دخول الملاحقة بحق ايتمار بن غفير على الخط بتهمة انتهاك توصيات المستشارة القانونية بشأن التريث بإجراءات الشرطة بحق منازل منفذي إطلاق النار، وقال لرئيس الشرطة افعل ما يحلو لك، ووفقاً لما تتداوله وسائل الإعلام فإن المستشارة القانونية خاطبت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإجبار بن غفير على التراجع أو إقالته كي لا تضطر إلى إصدار توصية بإقالته ويصبح وضع الحكومة غير شرعيّ، ووسط الملاحقات المستمرة حول التسريبات الأمنية التي أصلح نتنياهو جزءاً مباشراً منها، بدأ نتنياهو حملة تلميحات بحق اتهام الوزير المقال يوآف غالانت بتسريب معلومات أضرت بأمن الكيان ووصلت إلى حركة حماس وحزب الله.
في ظل الفوضى السياسية والقضائية في الكيان توسّعت عمليات المقاومة في استهداف الكيان وكان لحيفا نصيب كبير منه إضافة للمستوطنات القريبة من الحدود حيث تجمّعات جيش الاحتلال. وكان الأبرز استهداف مقر قيادة الفرقة 36 التي تضمّ لواء جولاني في منطقة الناعورة جنوب غرب طبريا، وبينما بقي الوضع على الجبهة البرية تحت سيطرة المقاومة ونيرانها، وقّع رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي قرار خطة استئناف توسيع العملية البرية، وكانت الترجمة الفعلية مزيداً من القصف التدميري في الجنوب والبقاع ومجازر موزعة على الأراضي اللبنانية كانت أكبرها مجزرة علمات جبيل التي بلغ عدد الشهداء فيها 23 شهيداً بينهم عدد من الأطفال.
فيما تتجه الأنظار إلى ما يمكن ان تحمله القمة الإسلامية العربية التي تعقد اليوم في الرياض، للبنان مِن دعم ومساعدات، تسارعت أمس، التسريبات لا سيما الإسرائيلية عن احتمال وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث تعمّد العدو الإسرائيلي الترويج لذلك، حيث أوردت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأنّ «إسرائيل» تدرس خيار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله في لبنان، في ظل مخاوف تل أبيب من إمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقيّد بشكل كبير حرية «إسرائيل» العسكرية. في حين أن إذاعة جيش العدو الإسرائيلي تحدّثت عن أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي يتولى مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان و»إسرائيل» بصفته ممثلاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. زار واشنطن أمس، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بعدما كان أجرى زيارة سرية إلى روسيا قبل أيام لبحث تهدئة لبنان.
وتشير مصادر سياسية إلى أن “الأميركيين والروس جادون في ترتيب قرار أممي يلزم الأطراف بوقف الحرب، كما تتولى موسكو ملف الحدود اللبنانية – السورية لمنع تهريب السلاح، وقد حققت روسيا والولايات المتحدة خطوات متقدّمة، ستتظهّر في مشروع القرار الأممي المرتقب”.
الى ذلك أشارت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مسؤولين أميركيّين، إلى أنّ “الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال “إسرائيل””. وأكّدوا أنّ “فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن أموس هوكشتاين، وبتشجيع من ترامب، تتزايد».
ومع ذلك لم يقرر المبعوث الأميركي أموس هوكشتين بعد زيارة لبنان، ولم يطلب موعداً مع أي مسؤول لبناني لغاية مساء أمس. وتشير المعلومات إلى أن المبعوث الأميركي ينتظر ردودًا من “إسرائيل” بشأن وقف النار، وفي حال أتت إيجابية سوف يتم العمل على بلورة صيغة جديدة مع لبنان هذا الأسبوع، كما أنه ينتظر نتائج المشاورات الأميركية – الروسية، قبل تحديد موعد لقاءاته في بيروت وتل أبيب.
وتشير أوساط سياسية إلى أن الرئيس بري لم يتلقَّ أي اتصال عن زيارة جديدة لهوكشتاين لبيروت، في حين أن الرئيس نجيب ميقاتي تلقى اتصالاً من هوكشتاين الذي لم يؤكد حضوره للبنان.
الى ذلك شدد مصدر سياسي على أن لبنان الرسمي لم يتسلم مسودة اتفاق وقف النار، كما روّج الإعلام الإسرائيلي.
وكانت كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية بعض نقاط اتفاق وقف النار في لبنان وهي:
– إقرار “إسرائيل” ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
– الالتزامات لن تحرم “إسرائيل” ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما، إذا لزم الأمر.
– بالإضافة إلى قوات “يونيفيل”، سيكون الجيش اللبناني الرسمي، هو القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان عند الخط “أ”.
– بموجب القرار 1701، ومن أجل منع إعادة بناء وإعادة تسليح الجماعات المسلّحة غير الرسمية في لبنان، فإن أي بيع للأسلحة إلى لبنان، أو إنتاجها داخله؛ سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.
– ستمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية، لتنفيذ القرار.
– مراقبة إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.
– مراقبة المنشآت غير المعترف بها من قِبل الحكومة، والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها.
– تفكيك أي بُنية تحتية مسلّحة، لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق، وتقع تحت الخط “أ”.
– يتعين على “إسرائيل” سحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام، وسيحلّ محلها الجيش اللبناني، وستشرف على الانسحاب الولايات المتحدة، ودولة أخرى.
– وسيتم تحديد موعد، يكون هو الموعد الأقصى الذي سينشر خلاله الجيش اللبناني قواته على طول الحدود والمعابر.
– في غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان، نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.
الى ذلك أفادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن “الوزير انتوني بلينكن ونظيره الفرنسي بحثا الحاجة لإنهاء الحرب بغزة وإعادة الرهائن وزيادة المساعدات للقطاع، كما ناقشا أهمية التوصل لحل دبلوماسي للصراع في لبنان”.
ويبحث قادة الدول العربية والإسلامية اليوم خلال القمة التي تعقد في الرياض اتخاذ موقف موحّد لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وسبل حماية المدنيين، ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى توحيد المواقف، والضغط على المجتمع الدولي للتحرّك بجدية، لإيقاف الاعتداءات المستمرة.
وعشية القمة بحث اجتماع وزاري عربي إسلامي تحضيري، الاستعدادات للقمة العربية وأبرز القضايا المطروحة للنقاش.
وبحث وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ مع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، في التطورات التي تشهدها المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان والاعتداءات المتكرّرة على الأراضي السورية.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “الفرصة متاحة اليوم لنعيد الكيان والجميع الى كنف الدولة وأن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الامور”. وأمل أن “نجتاز هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن ونتوصل الى وقف لإطلاق النار وننفذ القرارات الدولية، والاساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، ولا يكون هناك سلاح الا سلاح الشرعية”. وأبدى تفاؤلاً إذ قال: “باذن الله ستكون نتائج المؤتمر غداً (اليوم) جيدة ويكون هناك وقف لإطلاق النار قريباً، لنحقق ما نصبو اليه ولا سيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية وتنتظم الحياة السياسية”.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، وزير السعودية الأمير فيصل بن فرحان كما التقى وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، العراق فؤاد حسين، سورية بسام الصباغ وتركيا هاكان فيدان ومصر بدر عبدالعاطي.
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيترقب ما يمكن أن “يصدر عن القمة العربية – الإسلامية”، مشدداً على أن “المطلوب منها في هذا الظرف الاستثنائي والدقيق أن تخرج بنتائج عملية تدفع نحو تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وأشار إلى أن “الضغط عليه لن ينفع في دفعه إلى التنازل عن ثوابت الموقف اللبناني”. وشدّد على “التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فوراً وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة أو نقصان”. ولفت بري إلى تعمد الاحتلال الإسرائيلي “مسح” عدد من البلدات الجنوبية الواقعة عند الحافة الأمامية، مشيراً إلى أن “العدو يريد أن تصبح المنطقة الحدودية التي تجاور فلسطين المحتلة غير صالحة للسكن، “لكنني أؤكد أنه فور انتهاء الحرب سيعود الأهالي إلى بلداتهم المدمّرة وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يُعاد بناؤها”.
على وقع استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة التي أدّت لاستشهاد عدد كبير من المواطنين، بلغت حصيلتها بحسب وزارة الصحة 3189 شهيداً و14078 جريحاً، قصف حزب الله و”للمرة الأولى” موقع “أفيتال” للاستطلاع الفني والإلكتروني في الجولان، كما استهدف بسرب من المسيرات الانقضاضيّة قاعدة حيفا البحريّة، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات. وكان قد أعلن في بيان أنّ مقاتليه تصدوا لمحاولة تسلل من قبل قوة إسرائيلية كانت تحاول الدخول باتجاه بلدة عيناثا في جنوب لبنان. وفي التفاصيل، اشتبك عناصر حزب الله مع القوة الإسرائيلية على الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة. كما استهدف حزب الله تجمعاً آخر لقوات إسرائيلية في مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة مركبا بصلية صاروخيّة. وفي بيانين اخرين، قال حزب الله إنّه نفذ هجومين ضد تجمعات تابعة لقوات الجيش الإسرائيلي. الأول في موقع العباد بصواريخ نوعية، والثاني تم “تنفيذه باستخدام سرب من المسيّرات الانقضاضية، واستهدف تجمعًا لجيش الاحتلال في الموقع ذاته، مؤكدًا نجاح العملية في إصابة الأهداف المنشودة بدقة”. وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن استهداف تجمّعات إسرائيلية، وقال الحزب إنّه “استهدف بصليةٍ صاروخية، قوة من جيش العدو الإسرائيلي كانت تعاود التجمّع في محيط المنزل الذي تم استهدافه قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا”. وكذلك استهدف تجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخيّة.
وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية على بدنايل في بعلبك الهرمل أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة ستة أشخاص بجروح. وسقط 4 شهداء في غارة إسرائيلية على بلدة زغرين في مزرعة سجد في بعلبك الهرمل. وفي شعث البقاعية، سقط 4 شهداء إثر غارة للطيران الإسرائيلي على البلدة. وأغار الطيران الإسرائيلي على منزل في بلدة علمات قضاء جبيل مما أدى إلى سقوط 20 شهيداً و6 جرحى بالإضافة إلى عدد من المفقودين وجميعهم من سكان بعلبك كانوا نزحوا إلى المنطقة هرباً من الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المنطقة.
وجنوباً، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات إسرائيلية، استهدفت بلدات برج رحال، العباسية، البيسارية والمروانية والخرايب وقاقعية الصنوبر. وسقط 3 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة الجميجمة.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت بلدات زوطر الغربيّة والخيام وعين بعال، بالتّزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي على الخيام، حمى راشيا الفخار، الحنية، صديقين والقليلة.