هل يقرأ بعض اللبنانيين أم الحقد أعماهم؟
– إذا افترضنا أن كلام بعض اللبنانيين، ومنهم رؤساء أحزاب كبرى تملك كتلاً نيابية، عن سيطرة جيش الاحتلال على المناطق الحدودية في جنوب لبنان ليس مستمداً من إعلام المقاومة الحربي الذي يؤكد أن قوات الاحتلال فشلت في السيطرة على أي من القرى الحدودية وأن توغلها كان ظرفياً انتهى تحت ضغط ضربات المقاومة. وهذا يعني أن المصدر هو وسائل إعلام الاحتلال، ما يفترض أنهم يتابعون هذه الوسائل ويستقون منها معلوماتهم، لأننا نربأ بهم أن يكون بينهم وبين الاحتلال شكل اتصال آخر يحصلون من خلاله على المعلومات!
– عندما يتحدّث رئيس حزب لبناني عن تأكيد سيطرة الاحتلال على مساحة 200 كلم مربع على الحدود فهذا يعني بالحد الأدنى سيطرة بعرض كيلومترين على طول 100 كلم على الحدود طالما أن لا مجال لزعم السيطرة بأكثر من 2 كلم بعمق 5 أو 10 كلم على طول 40 أو 20 كلم، وهو ما يسهل تكذيبه بالعين المجردة.
– أمس، نقلت وسائل إعلام الكيان التلفزيونية والصحافية معلومات وصوراً لإطلاق صواريخ المقاومة من نوع ام 80 التي تحمل رؤوساً متفجّرة تتحول إلى 4 آلاف كرة حديدية ضخمة وذات مدى لا يتجاوز 3 كلم وهي مخصّصة لاستهداف تجمّعات المشاة في الخطوط الأمامية لانتشار الاحتلال. وقالت وسائل الإعلام في الكيان إن هذه الصواريخ التي نشرت صور إطلاقها يتم إطلاقها من الخط الحدودي مباشرة وتسقط في مستوطنات على خط الحدود ومن مواقع متعدّدة على الخط الحدوديّ ممتدّة بين الناقورة ومزارع شبعا.
– هذا الخبر يؤكد ما تقوله المقاومة عن سيطرتها الكاملة على الجبهة الأماميّة عند خط الحدود، يقول إن كلام مزاعم معاكسة، سواء صدرت عن مسؤولين إسرائيليين أو لبنانيين، هي مجرد أكاذيب، وإذا كان وصف وسائل إعلام الكيان لما يقوله مروّجو السيطرة على مناطق داخل حدود لبنان بأنها محاولات فاشلة لربح الحرب في التصريحات بعدما فشل الجيش في ربحها بالمجّان، فماذا قد يكون الوصف المناسب لخلفيات انضمام مسؤولين لبنانيين إلى هذه الحملات؟
– هل يمكن الاقتناع بأن هؤلاء المسؤولين اللبنانيين لم يكونوا قد تحققوا من الوقائع قبل إطلاق تصريحاتهم وأنهم اليوم وبعدما ثبت بطلان وزيف ما روّجوا له سوف يُقدمون على الاعتذار عن “القيام بترويج أخبار كاذبة تخدم العدو في زمن الحرب”، رغبة بالبقاء تحت سقف القانون حتى لو لم يكن هناك مَن يلاحق تطبيق القانون؟