دبوس
ترامبيّات…
آخر نهفاته كانت استنكاره لرؤية مساحة “إسرائيل” بهذا الصغر، ورغبته في رؤيتها أكبر حجماً، لكنه أحجَم، لا فض فوه، عن إبلاغنا على حساب مَن سيقوم بتكبير مساحة الكيان اللقيط، أما حينما قال معلّقاً على مأساة اللاجئين الفلسطيينين، والذين بعثروا في مخيّمات بائسة في جميع أنحاء “الشرق الأوسط”، أنّ هؤلاء العرب يبالغون كثيراً حينما يتحدثون عن مشكلة اللاجئين الفلسطيينين، هؤلاء اللاجئون لا يتجاوزون الخمسين ألفاً، فلماذا تخلقون من ذلك مأساةً كبيرةً؟ بإمكان أيّ شخص، وبنقرة واحدة على الإنترنت أن يعرف أنّ تعداد الشعب الفلسطيني أصبح حوالي 17 مليون إنسان، وانه الشعب الوحيد في العالم الذي يبلغ اللاجئون من تعداده ما يربو على الـ 65%، أيّ ما يقارب الـ 11 مليون فلسطيني، ولكن هذا الكائن، المدعو ترامب، يرى أنّ عدد اللاجئين الفلسطيينين لا يتجاوز الـ 50 ألفاً!
ترامب يرى أيضاً أنّ أولئك الذين يؤسَرون في الحرب، يؤسَرون بسبب من خوفهم وجبنهم، ولا ينبغي ان يسلّم الواحد نفسه هكذا، عليه أن يقاوم آسريه، لذلك لم تربطه علاقة جيدة مع السيناتور ومرشّح الرئاسة السابق الراحل جون ماكّين، لأنه أُسر في الحرب الفييتنامية، وأمضى خمس سنوات في الأسر، فـ ترامب العجيب، يرى أنك إنْ كنت في حالة قتال، ثم وجدت نفسك محاطاً ذات فجأة، بعشرة من جنود العدو، يطلبون منك الاستسلام وإلّا قتلوك، فإنّ عليك، كما يرى “شرفنطح” عصره، أن تقاتلهم بيديك العاريتين ولا تستسلم…
الكلام رخيص، والتظاهر بالبطولة والفتوَنة لا يكلّف شيئاً، وأراهن لو أنّ ترامب كان في موقف كهذا، فإنه سيخرّ على ركبتيه وسيبدأ بالبكاء طلباً للرحمة، ولكن الكلام ليس عليه حسيب ولا رقيب، المشكلة ليست في هذا الرجل التافه الكذاب المهذار، المشكلة في أنّ لديه جمهوراً واسعاً عريضاً كبيراً في أميركا العظمى، والدليل على ذلك فوزه الكاسح بالرئاسة الأميركية، سنرى العجب العجاب في السنوات الأربع المقبلة، ودعونا نشغّل عدّاد الكذب من الآن فصاعداً، لأنه سيحطّم كلّ الأرقام القياسية في مقدرته على الكذب بصورة متواصلة وبلا انقطاع.