محمد عفيف والسيد ويوم الشهيد
– مرة تلو مرة يقدم مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف إشارات على شجاعة الإعلام المقاوم التي تحاكي شجاعة المقاومين الذين يكتبون ملاحم البطولة في مواجهاتهم على الجبهات القتالية، فيخرج متحدياً ويختار حضوراً يؤكد التحدي. وهذا معنى انتقائه مجمع سيد الشهداء الذي كان يتحدّث من شاشته السيد حسن نصرالله لمحبيه وجمهوره، وخصوصاً في يوم الشهيد الذي تحدّث عفيف بمناسبة حلوله، وقد صار يوم الشهيد الأول نصرالله.
– يحاول عفيف وينجح بسدّ فراغات سياسية وإعلامية في أداء المقاومة ناتجة عن غياب السيد نصرالله، ولا يستطيع بسبب التحفظات الأمنية المشدّدة أن يملأها بحضور مكثف الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، فيقدّم عرضاً لمواقف من قضايا سياسية وسجالات إعلامية وتساؤلات ويبدّد أوهاماً ويردّ على أكاذيب ويفند روايات مفبركة، وينجح بذلك بقوة تترك بصمة ونكهة خاصة في هذه الحرب وفي رفع الحال المعنوية لجمهور المقاومة وعلامة من علامات قوتها وحضورها.
– تنويه عفيف بدور روسي ّمنفتح على انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من موقع التنسيق مع إيران، رسالة مفادها أن المقاومة منفتحة أيضاً على هذا الحراك إذا ضمن شروطها وضوابطها طبعاً، لكنها لا ترى أن هناك حراكاً يجري ضدها بين موسكو وواشنطن، على خلفية ما يكتب عن صفقة روسية أميركية محورها أوكرانيا وموضوعها تفاهم على سورية من وراء ظهر المقاومة وإيران وعلى حساب كل منهما.
– التفاتة عفيف لدور الجيش والإشادة به وتجاهل الملف الرئاسي المتداول حول اسم قائد الجيش، باعتبار أن المقاومة قالت كلمتها، لا حديث سياسياً قبل انتهاء العدوان، وهي معنيّة بالقول إن الجيش مؤسسة وطنية شريكة في هذه المرحلة وما سوف يليها، وهي موضع ثقة المقاومة والذين يريدون افتعال أزمة بين الجيش والمقاومة يقول تاريخهم إنهم أعداء للجيش بمثل ما هم أعداء المقاومة، وهم آخر مَن يحقّ له ادعاء الحرص على الجيش.
– ردّ عفيف على الكلام الإسرائيلي عن ضعف مخزون المقاومة من الصواريخ كان موفقاً، بالتساؤل كيف يكون المخزون إلى تراجع وكمية الإطلاق إلى تصاعد وتزايد، وأفضل ردّ على الكلام عن الصواريخ تقوله الصواريخ نفسها.
– محمد عفيف الوفيّ والمخلص للمقاومة وسيّدها يقدّم مثلاً لكيفيّة خوض حرب إعلامية مبنية على الوقائع وليست مجرد بروباغندا وتمنيات وأوهام كحال الحرب الإعلامية للاحتلال، وهو إحدى علامات تفوّق المقاومة على الاحتلال.