ذهبت كامالا وبقيت أم كامل والزنانة في سماء غزة ولبنان
حمزة البشتاوي
ذهبت كامالا هاريس وبقيَت أم كامل حيث يطلق أهل لبنان هذا اللقب على طائرة الاستطلاع الإسرائيلية MK، والاسم هنا مشتق من الأحرف الأولى للطائرة التي اعتادوا على سماع عنينها وطنينها في يومياتهم. وفي فلسطين يطلق أهل غزة على هذه الطائرة إسم الزنانة كونها تطلق صوتاً مستمراً من الزنّ الصاخب دون انقطاع،
وأهل غزة ولبنان باتوا يعرفون عن الطائرة وميزاتها الفنية والتعبوية الكثير من المعلومات كطائرة متعدّدة المهام وحجمها الصغير نسبياً، حيث لا يتجاوز طولها ستة أمتار وارتفاعها عن الأرض حوالي المتر وربع، فيما يصل وزنها الكلي إلى نحو 500 كلغ وتستطيع التحليق مدة 18 ساعة متواصلة بسرعة أقصاها 200 كلم بالساعة.
وينظر أهل غزة ولبنان إلى هذه الطائرة باعتبارها جاسوساً قاتلاً يقوم بثلاث مهام رئيسية وهي: التصوير والتعقب، والاغتيال والتصفية الجسدية، وتوجيه الطائرات الحربية الحاملة للقاذفات.
وقد تعوّد الناس في غزة ولبنان على صوتها المزعج الذي يسبّب الصداع ويثير القلق والخوف بما يضع حداً للضحك واللعب عند الأطفال ويمنع النوم عند الكبار الذين يتابعون تحركات الزنانة أو أم كامل التي بقيَت تزعجهم بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية وما رافقها من ضجيج استطلاعات الرأي التي لم تعكس الواقع بل حاولت تشكيله في ظلّ تأرجح الناخبين الأميركيين وتصويت معظمهم لصالح ترامب لمعاقبة الحزب الديمقراطي على دعمه لنتنياهو في الحرب على غزة ولبنان، وهذا ما أشارت إليه مرشحة حزب الخضر للانتخابات الرئاسية الأميركية جيل شتاين بقولها إنّ كامالا هاريس خسرت الانتخابات بسبب موقف إدارة بايدن من الحرب.
وكانت المستشارة السابقة للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد قالت بأنّ هناك فرقاً كبيراً بين دونالد ترامب وكامالا هاريس في ما يتعلق بالأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط والحرب على غزة ولبنان، حيث قالت هاريس خلال حملتها بأنها ستواصل دعم (إسرائيل) ولكن ترامب يتبنّى بالسر والعلن سياسات معادية للعرب والمسلمين وهذا يختلف عن توجهات هاريس دون أن تشرح ما هي هذه التوجهات.
وبالعودة إلى أم كامل والزنانة وكامالا التي تخاف من الطائرات خاصة بعد ما حصل معها أثناء أول رحلة لها كنائبة للرئيس وذلك عندما اضطرت طائرتها للهبوط بعد عطل فني وسماع صوت غير عادي يشبه صوت أم كامل وهذا ما أخاف كامالا هاريس التي راحت تتلو الصلاة وهي ترتجف وغابت عنها ضحكتها المعهودة والمعدية كما وصفها الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.
وبعد هذا الخوف حاولت كامالا قبل خسارتها ان تعتمد مجدّداً على ضحكتها الشهيرة بانتظار احتمال فوزها مع دعاء الصغار والكبار في منطقتنا بالنجاة من صوت أم كامل والزنانة وضحكة (أم كول) نسبة لإسم ابن زوج كامالا هاريس والنجاة أيضاً من الدمار والجنون “الإسرائيلي” الموجه من قبل صانعي القرار في الولايات المتحدة الأميركية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين لا يختلفان حول دعم نتنياهو من أجل الحصول على انتصار وهمي تحت عنوان توفير الحماية والبقاء لحاملة الطائرات الأميركية في منطقتنا المسماة (إسرائيل).
وبعد أن ذهبت كامالا بقيَت ام كامل والزنانة، وهذا البقاء لن يطول بسبب فعل البطولة في الميدان وما يسطره الناس من ملاحم الصمود في غزة ولبنان الذين لا يأسفون على رحيل كامالا ولا يرحبون بمجيء ترامب الذي لن تزيد سياسته ومشاريعه وصفقاته الداعمة للاحتلال أهل فلسطين ولبنان إلا إصراراً على الاستمرار بالمقاومة حتى تحقيق النصر ووقف العدوان…