مقالات وآراء

لم يتبقّ أمام نتنياهو الكثير من الوقت…

عمر عبد القادر غندور*

 

بعد أقلّ من أسبوع على وصول الرئيس دونالد ترامب الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، من الخطأ أن نتصوّر سياسة أميركية واضحة من الحرب «الإسرائيلية» الطاحنة على غزة ولبنان، ولا شك انّ الموقف سيكون مؤيداً لـ «إسرائيل» ولكن ربما بوتيرة مختلفة كاختلاف شخصيتي بايدن وترامب، أو هاريس وترامب.
بينما «إسرائيل» تعمل لإطلاق حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط واللجوء الى السلاح النووي، ولا يجب ان نستعجل سلوكاً عقلانياً من «إسرائيل» ومن نتنياهو وفريق عمله، خاصة الذين يقرّون ببأنهم لم يحققوا أهدافهم بعد…
ولا شك أنّ السلطات الأميركية الخفية المتمثلة بـ «القوة العميقة» ستقف إلى جانب «إسرائيل»، ولا أمل في ان يأتي شخص ما ليحلّ هذه القضية بوجود شرق أوسط غير الذي ننام ونستفيق على شخيره، وليس العالم العربي صاحب بُنية أمنية على الأقل على غرار ما هو موجود في أوروبا.
ويقول الحاخام الباهو مالي رئيس مدرسة «شيرة موسى» انّ الحرب مع حماس «ينبغي ان تسير وفقاً للوصايا الدينية، وعلى الإنسان اليهودي ان يكافح ليبقى على قيد الحياة»، ويعني بذلك «شعب إسرائيل» و «مَن يمكن ان يقتلك في النهار اقتله في الصباح، ولا تنسى اللواتي يمكن أن يلدنَ إرهابيّين هنّ من الأهمية بمكان… اقتل الطفل لانه قد يصبح عدواً لإسرائيل، واقتل امرأة لانها قادرة على حمل السلاح ولا تلتزم بأيّ مبادئ دولية، بل التزم بعقيدتك الدينية وحارب الجميع…!
ويقول غوغل ان عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال شهرين ونصف الشهر يفوق إجمالي عدد الأطفال الذين قُتلوا في جميع الصراعات حول العالم في السنوات الثلاث السابقة مجتمعة، وبحلول منتصف كانون الثاني 2024 قُتل ما يُقدر بعشرة آلاف طفل في غزة ودفن آلاف اخرون تحت الأنقاض !
وقبل أيام شهدت العاصمة الهولندية أمستردام أعمال شغب ومواجهات بين «إسرائيليين» ومواطنين عرب مهاجرين ومعهم مواطنون هولنديون داعمون للقضية الفلسطينية بعد استفزازات قام بها مشجعون «إسرائيليون» لفريق «مكابي تل أبيب» وأظهر مقطع فيديو هتافات تقول «الموت للعرب وعليهم سننتصر».
وبالعودة الى موضوعنا يرى متابعون انّ أمام الرئيس الأميركي المنتخب وقت محدّد قد يمنحه لنتنياهو لمتابعة عدوانه على غزة ولبنان سيكون بعده كلام آخر…
وتقول صحيفة «الفايننشال البريطانية» ان نتنياهو لن يقوم بتحرك كبير في لبنان وغزة حتى يوم تنصيب الرئيس ترامب، وانّ «الإسرائيليين» لن يتوقفوا عن قتال حزب الله حتى مع استمرار مفاوضات إطلاق النار، وانّ جيش الاحتلال سيواصل القتال في لبنان بما في ذلك توسيع وتعميق المناورة البرية رغم فشله في اختراق الحدود اللبنانية لأكثر من كيلو متر أو كيلو مترين رغم ضخامة القصف الجوي، ويدفع عشرات القتلى والجرحى الذين تنقلهم الطائرات الى مستشفيات الكيان، وما زال عاجزاً عن احتلال راميا وخلة وردة وعيتا الشعب والناقورة وعديسة ورب ثلاثين والطيبة ومارون الراس… بعد مضيّ أكثر من شهر، في الوقت الذي تتساقط فيه عشرات الصواريخ على كل مستوطنات الشمال وصولاً إلى صفد وعكا وطبريا وحيفا وتل أبيب للمرة الأولى في تاريخ الكيان…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى