دبوس
أمستردام…
البصق على رجال الدين المسيحيين في شوارع القدس، الظهور على شاشات التلفزة والدعوة لقتل الأطفال الفلسطينيين، والذين حينما يكبرون “سيصبحون إرهابيين”، التغنّي والتفاخر في شوارع أمستردام مردّدين بأنّ المدارس يجب أن تسوّى بالأرض في غزة، إذ لم تعد لها فائدة، فلقد قتلنا جميع أطفال غزة… هل هنالك أسفل من هذا الكلام؟ ثم المجاهرة في المقابلات وعلى المنابر من قبل سياسيّي الكيان من الصف الأول، بأنّ دولة الكيان يجب ان تشمل دول عربيةً وأجزاء من دول عربية أخرى!
من أين يأتي هذا الكيان الشيطاني بكلّ هذه المقدرة على تحدي شعوب العالم من دون أن تتعالى الأصوات لوقفه عند حدّه؟ يرسلون ثلاثة أو أربعة آلاف من قطعانهم، ويُقال إنّ الكثير منهم ينتمون الى “الجيش الإسرائيلي”، ليشاهدوا مباراة فريقهم “مكابي تل أبيب” ضدّ فريق “أياكس” الهولندي، ثم يقوم هؤلاء بمهاجمة بعض البيوت التي تضع علم فلسطين على نوافذها أو شرفاتها، ويعتدون على بعض العرب المغاربة المهاجرين والذين يعملون كسائقي تاكسيات أجرة، ثم يطلقون عبارات الكراهية والعنصرية ضدّ العرب والمسلمين، ويهاجمون حتى الرسول الكريم، ثم يقوم مؤيدو فلسطين بردّة الفعل المناسبة دفاعاً عن قناعاتهم، ودفاعاً عن أنفسهم وعن دينهم وعن رسولهم، فيصبح في هذه الدولة الأوروبية المعتدي هو الضحية، والمعتدى عليه هو المذنب المعادي للسامية، والذي يستحق العقاب!
كيف يستطيع هذا الكيان وأتباعه من الصهاينة في دول الغرب أن يمتلك كلّ هذا النفوذ، ويستطيع ان يفعل ما يشاء كما يشاء؟ وتنصاع الحكومات والسلطات التشريعية والبوليسية والإعلام لما يريده، وتقوم بتزييف السردية وليّ عنق الحقيقة بلا خجل وبلا أخلاق، ومن دون أيّ قدر من العدالة والإنصاف؟
لا يوجد أيّ تفسير لهذه القوة والسيطرة، ومن دون معرفة التفاصيل، سوى أنهم يلجأون الى الابتزاز والمال للإمساك بكلّ مرابط القوة والسيطرة في أيّ بلد، فهم وبوسائلهم الخبيثة يمتلكون ملفات لكلّ مَن في السلطة، يستطيعون من خلالها السيطرة عليهم، وإجبارهم على الانصياع لإرادتهم، ومن لا يملكون مماسك عليه، يستطيعون بالمال شراء ذمته والسيطرة عليه، “لتفسدنّ في الأرض مرتين، ولتعلنّ علوّاً كبيراً”، رفعت الاقلام، وجفّت الصحف.