ميقاتي أمام قمّةِ الريّاض: للدفعِ معنا باتجاه وقفٍ فوريّ للعدوان على لبنان
جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النداءَ إلى الدولِ العربيّة والإسلاميّة والمجتمع الدوليّ بأسره للدفعِ معنا في الوصولِ إلى وقفٍ فوريّ للعدوان على لبنان وبدء تنفيذ القرار 1701.
نداءُ ميقاتي جاءَ خلالَ إلقائه كلمة لبنان، أمس في القِمّة العربيّة – الإسلاميّة في الريّاض وقال فيها «أخاطبُكم اليومَ من هذا المنبر باسمِ لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشُها هذه الأيّام»، مشيراً إلى أنَّ لبنان يمرُّ بأزمةٍ تاريخيّة مصيريّة غير مسبوقة تُهدِّدُ حاضرَه ومستقبلَه، فهو يعاني من اعتداءٍ إسرائيليّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعد القانون الدوليّ الإنسانيّ واتفاقيّات جنيف، التي وضِعت لحماية المدنيين في النزاعات المسلَّحة. وهذا الاعتداء يأتي ليُضاف إلى كمٍّ من التحديات البنيويّة والأزمات المتراكمة والملفّات الشائكة».
ولفتَ إلى أنَّ العدوانَ “الإسرائيليّ” المتمادي على لبنان تسبَّبَ بخسائر إنسانيّة فادحة “فتجاوزَ عددُ الضحايا حتّى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد والجرحى أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص. وقد تسبَّبَ هذا التصعيد بإجبار حوالى مليون ومئتيّ ألف لبنانيّ، على النزوح في غضونِ ساعات معدودة، ما أضافَ عبئاً جديداً على كاهلنا وعلى وضعنا الداخليّ المُثقَل بالأزمات المتتالية. وتأتي الآثارُ الاقتصاديّة لهذا التصعيد العسكريّ لتزيدَ من حجمِ المأساة”.
وشكرَ كلَّ الدول التي دعمَت لبنان وتدعمُه باستمرار، داعياً “إلى التكرُّم بمساندةِ الدولة اللبنانيّة والمؤسَّسات الدستوريّة والسياديّة والنقديّة والاستمرار مشكورين في إرسال المساعدات الإنسانيّة والغذائيّة والصحيّة العاجلة والملِّحة”.
كما دعا “بلدانَ الإقليم والعالَم إلى احترامِ خصوصيّة لبنان ودعمه كنموذجٍ تعدّديّ يُقتدى به في المجتمعاتِ التعدُديّة كافّة وهو يدعو أيضاً إلى الامتناعِ عن التدخُّل في شؤونه الداخليّة عبرَ دعمِ هذه الفئة أو تلك بل دعم لبنان الدولة والكيان”.
وأوضحَ أنّه “بانتظارِ الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى ديارهم، أعدَّ لبنانُ برنامجَ دعمٍ دقيقٍ وشفّافٍ لحُسنِ ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الإنسانيّة لإقامتهم الموقّتة وإخلاء المدارس لإعادةِ التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائيّة والصحيّة، والتحضير، وفورَ بلوغِ مرحلة وقف إطلاق النار، لعودة الأهالي إلى قراهم، وذلكَ بإعدادِ برنامجٍ للعودة. ونحنُ في صددِ إنشاء صندوقٍ تمويليّ يتغذّى من إسهامات الدول الشقيقة والصديقة بإشراف إدارة أمميّة على أن يكونَ الانفاقُ لإعادةِ الإعمار، خاضعاً للتدقيق الدوليّ الموثوق”.
واعتبرَ أنَّه “يبقى الأساس هو وقفُ العدوان المستمرّ على لبنان فوراً وإعلان وقف إطلاق النار، وإرساء دعائم الاستقرار المُستدام، مع تأكيدِ التزامِ الحكومةِ اللبنانيّة الثابت والراسخ بالقرار الدوليّ الرقم 1701 بكلِّ مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوّات الدوليّة لحفظِ السلام، والعمل على بسطِ سلطةِ الدولة اللبنانيّة على كاملِ الحدود المعترَف بها دوليّاً”، مجدّداً “نداءَنا إلى أصدقائنا من الدول العربيّة والإسلاميّة، وإلى المجتمع الدوليّ بأسره، للدفعِ معنا في الوصولِ إلى وقفٍ فوريّ لإطلاق النار وبدء تنفيذ هذا القرار كمدخلٍ لاستقرار دائم”.
وقال “يتمثَّلُ التحدّي الإقليميّ الأبرز في القضيّة الفلسطينيّة ومعاناة الشعب الفلسطينيّ الذي يرزحُ تحتَ الاحتلال ويُصارعُ لنيلِ أبسطِ حقوقه الإنسانيّة”، مجدِّداً الدعوةَ “إلى وقفِ إطلاق النار في غزّة والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم”.
وكانَ ميقاتي التقى العديدَ من الوفودِ المشارِكة في القمّة.