فضل الله: لن يأخذ نتنياهو بالسياسة ما يعجز عنه بالحرب وقرارنا المواجهة
أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو لن يأخذ بالسياسة ما يعجز عنه بالحرب ولن نقبل بأن يخضع لبنان للشروط الإسرائيليّة والعدوّ وكل من يعتقد أنّ الوحشيّة الإسرائيليّة تدفعنا للقبول بشروط العدوّ فهو واهم»، مشيراً إلى «أنّ قرارنا وقرار شعبنا هو المواجهة والمقاومة».
وقال فضل الله في مؤتمرٍ صحافيّ في مجلس النوّاب أمس، لمناسبة ذكرى أربعين استشهاد رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أسهم السيّد الشهيد بفكره النيّر وإدارته الرشيدة في تطوّر المقاومة على مختلف الصعد، ونموّ حزب الله وبناء مؤسّساته، ولم يتوان عن تحمّل المسؤوليّات التي أولاه إيّاها سيّدنا الشهيد، وقد بقي بعد استشهاد أميننا العام في ساحة المقاومة، وفي غرفة عمليّاتها في الضاحية الجنوبيّة، على الرغم من ضراوة الغارات، والخطر المحدّق بحياته في تلك الأيّام الصعبة وكان يصل الليل بالنهار، ولم يغمض له جفن كي تبقى راية المقاومة مرفوعة، وعملياتها متواصلة، حتّى لا يظنّ العدو أنّ قتله لسيّد المقاومة يمكن أن يطفئ جذوتها أو يضعفها».
ولفت فضل الله إلى أنّ «في أربعين السيّد العزيز والأخ الحبيب السيّد هاشم صفيّ الدين، نتطلع إلى رفاق دربه في المقاومة الذين يمضون برّوحٍ استشهاديّة في التصدّي لجيش الاحتلال على خطّ الحدود، بينما العدوّ ينتقل من مرحلة إلى أخرى بهدف تحقيق اختراقات تمكنّه من احتلال الأرض، لفرض شروطه بدم أطفالنا ونسائنا وبيوت أهلنا وأرزاقهم، فإنّ المقاومة تواجهه ببطولة، ومن ضمن إدارة مرنة تحدّدها طبيعة الميدان، وهي إلى اليوم تمنع الاحتلال من الاستقرار على أرضنا وقد حاول التقدّم من نقاطٍ عدّة فشل في الوصول إليها، بما في ذلك محاولة الوصول إلى أطراف بنت جبيل من جهة يارون ومن جهة عيترون وظهور عيناثا، ومنعته المقاومة من تحقيق هدفه، وأحبطت محاولات تسلّله إلى خراج بلدة عيناثا».
وأكّد أنّه «بعدما استنفد العدوّ حربه بمعناها العسكريّ بعد فشله في الحملة البريّة الأولى أو في إيقاف الصواريخ عن كيانه المحتلّ، يعلن عن مرحلةٍ ثانية وهي لن تجلب له صورة النصر التي يبحث عنها»، مشيراً إلى أنّه «يتعمّد ارتكاب المجازر ضدّ المدنيين وإيذاء الناس في مختلف المناطق وخصوصاً بيئة المقاومة لدفعها للصراخ أولاً، ولا هدف له سوى التدمير كما يرى العالم بأسره وهو ما نراه كلّ يوم في الضاحية وبقيّة المناطق اللبنانيّة لدفع بلدنا إلى الاستسلام لشروطه السياسيّة وعلى الرغم من حجم الخسارة الكبرى على المستوى المدنيّ والعمرانيّ، فإنّ شعبنا لا خيار أمامه سوى مواصلة المقاومة والصمود في وجه الوحشيّة الإسرائيليّة».
وشدّد على أنّ نتنياهو “لن يأخذ بالسياسة ما يعجز عنه بالحرب، وبلدنا لن يخضع لشروط العدوّ، وهو لن يتمكّن بالقتل والتدمير أن ينتزع منّا أرضنا أو نسمح له بالمسّ بسيادتنا الوطنيّة من خلال شروطه وضغوطه لفرض واقع جديد على لبنان وجنوبه بالتحديد، وواهم هذا العدوّ أو من يعتقد أنّ هذه الوحشيّة الإسرائيليّة، يمكن أن تدفعنا للقبول بشروط العدوّ، بل اليوم نحن أكثر من أيّ وقت مضى تمسّكاً بمقاومتنا وبحقّنا المشروع في الدفاع عن بلدنا لمنع احتلاله أو إخضاعه لشروط العدوّ”.
وأكّد “أنّ واحدة من الأولويّات الأساسيّة لدى حزب الله هي التخفيف من عبء النزوح، ومع تقديرنا العالي لكلّ الجهد الوطنيّ الذي يبذل، فإنّ حزب الله ومن خلال تشكيلاته كافّة وبناءً على خططه المعدّة سلفاً، وكان مسؤولًا عنها سماحة السيّد هاشم ويشرف على تطبيقها بعد مصادقتها من السيّد حسن نصر الله، فإنّ حزب الله عمل على استيعاب موجة النزوح الواسعة سواء في مراكز الإيواء أو في البيوت، وتولّى تأمين أغلب المستلزمات الأساسيّة، لتكون مراكز النزوح قادرة على استقبال أهلنا، وسعى كي يكون هناك مكان لكلّ نازح، ووضع في خدمة أهله إمكاناته على المستويات كافّة، ونحن إلى الآن لم نعلن في الإعلام عمّا نقوم به لأنّ هذا هو أقلّ الواجب إتّجاه هذا الشعب الصابر ولأنّ ما يهمّنا أن تصل المعونة إلى النازح، وبأيّ طريقة مناسبة، ونتعاون مع الجميع على قاعدة المسؤوليّة الوطنيّة والإنسانيّة إتّجاه أهلنا”.
وأوضح “أنّ المقاومة وهي تبذل الدّم من أجل بلدها في مواجهة العدوّ فإنّها حريصة كلّ الحرص في الداخل على الحفاظ على السلم الأهليّ والتماسك الوطنيّ، وهذا بحدّ ذاته يسقط أهداف العدوان ومحاولات المتربّصين بلبنان، لاقتناص الفرص وسعيهم للاستثمار السياسيّ على حساب الوطن”.