على نهج السيد الشهيد الأصدق والأنقى…
رمزي عبد الخالق
إذا أردنا أن نعطي مثالاً نموذجياً عن الصدق في العمل الصحافي والإعلامي فلن نجد أفضل من إعلام المقاومة في لبنان، لأنّ هذا الإعلام يسير على هدي النهج الذي أرساه الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد الأغلى والأسمى سماحة السيد حسن نصرالله، وهل هناك أصدق وأنقى وأطهر من هذا السيد الجليل الذي لن يغادرنا أبداً…
في مرحلة ما كنا وبعض أساتذتنا وزملائنا من الصحافيين والإعلاميين نلوم أحياناً إعلام المقاومة على اتّباعه الأسلوب التقليدي في إصدار البيانات والمواقف، حيث الإصرار على إظهار الحقيقة كما هي من دون بروباغندا أو إثارة أو غير ذلك مما يجذب الجمهور، ويُماشي الزمن الحالي المليء بالتشويه على أكثر من صعيد، لكن مع الوقت تأكدَ لنا أنّ الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية هو الأبقى والأفعل، وهو ما يبني الثقة المُستدامة لدى المتلقّي سواء كان مع المقاومة، أو كان في خانة الخصوم والأعداء.
وها نحن اليوم في خضمّ هذه الحرب الوجودية الضروس، نجد المصداقية نفسها في بيانات المقاومة وغرفة عملياتها، حيث تعلن عن النتائج بكلّ دقة، أكان في المواجهات البرية المباشرة مع جيش العدو على امتداد الخط الحدودي من الناقورة إلى شبعا، أو في استهداف مواقع العدو في المستوطنات المقابلة للحدود وفي عمق الكيان بالمُسيّرات والصواريخ على اختلاف أنواعها.
لا مبالغة على الإطلاق حتى في إحصاء خسائر العدو، بل على العكس، إذ يؤدّي الحرص الزائد على المصداقية أحياناً إلى التقليل من خسائر العدو لأنّ المُعلَن عنه في بيانات المقاومة هو ما تمّت رؤيته والتأكد منه وربما توثيقه من قِبل المقاومين أنفسهم. هل هناك في العالم إعلام صادق كهذا الإعلام الزاخر بالصدق والصادقين…؟
مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف في مؤتمره الصحافي الأخير، في مجمع سيد الشهداء، استظلّ منبر السيد الشهيد، وكان كلّ ما أورده عبارة عن وقائع ملموسة وحقائق دامغة، سواء في إعلان الموقف الرسمي لحزب الله من كلّ القضايا والملفات المطروحة، أو في الحديث عن تفاصيل الوضع الميداني، حيث يسطر المقاومون أروع ملاحم البطولة التي لا يمكن لأحد أن يشكّك فيها، أولاً لأنّ قائلها هو محمد عفيف نفسه، وبالدرجة نفسها لأنّ موقع الكلام هو منبر السيد الأقدس وفي مناسبة أربعينه… وثانياً لأنّ العدو يعترف بخسائره حتى لو جاء الاعتراف متأخراً في بعض الأحيان، رغم أنّ بعض السذّج يقعون كلّ مرة في شرّ ما يُضمرون، ويضربون رؤوسهم بالحيطان، لأنهم يبنون على أخبار العدو الكاذبة قبل أن يقرّ هو بالحقيقة التي لا مفرّ منها.
أمام كلّ ما تقدّم ماذا يبقى من تلك الروايات المتهافتة التي خطّتها أقلام بعض «الباعة» في مهنتنا (مع الأسف الشديد) ممن يكتبون بحبرهم الأسود مثل قلوبهم، حتى لو كان كلّ ما يكتبونه كذباً وتلفيقاً وفبركات سرعان ما تنكشف الحقائق الواضحة الساطعة كالشمس الصفراء، ذلك أنّ المهمّ عندهم أن يبقى المُشغّل راضياً حتى لا ينقطع الشريان ويتوقف صدورُهم المُستعاد ويعودون إلى الموات مجدّداً.
هؤلاء الذين ينكرون الحقائق، ويتحدثون عن الإنكار، لا يمكنهم على الإطلاق أن يجدوا بياناً واحداً أصدره إعلام المقاومة فيه مغالطة أو مبالغة أو ما شابَه، حتى لو بحثوا عن ذلك طوال الأيام والليالي، لأنّ مَن يتابع إعلام المقاومة، من أيّ موقع كان، يعرف جيداً أنّ هذا الإعلام تمرّس على الصدق وعلى اعتماد الكلام المسؤول، لأنه يعبّر عن هذه المقاومة العظيمة التي تشرّف لبنان والأمة والعالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم أجمعين.
ختاماً… تحية لقائد الإعلام المقاوم الحاج محمد عفيف، الذي يتنكّب أعباء المواجهة بكلّ اقتدار وشجاعة وعلم ومعرفة، ومعه فريق عمله المقدام وهذه الكوكبة من الأساتذة والزميلات والزملاء، لا سيما في اللقاء الإعلامي الوطني، الذين يناضلون بكلّ فخر واعتزاز واستعداد دائم للبذل والعطاء، لمواكبة الأبطال في الميدان، في الجنوب وغزة وفلسطين، الذين يتعملقون هذه الأيام وينجزون ما عجزت عنه جيوش بحالها، ويحققون النصر الإلهي الحتمي والأكيد…