مقالات وآراء

ويعود النازحون…؟

 

 علي بدر الدين

 

بعد الانتظار الذي طال وتبخُّر الآمال ونفاذ الصبر وحال العذاب واليأس والإحباط، لجأ اللبنانيون والنازحون منهم بطبيعة الحال، إلى ما يُسمّى بالخطّة ب، التي تتضمّن طرح أسئلة كثيرة عفوية وجادة وموجّهة، بدأت تتدحرج بسرعة كحجارة الجبل بفعل الانهيار الطبيعي أو بفعل فاعل، وتهطل كالمطر الغزير في عز «الكانونين» وتتدفق كالسيل الجارف الذي يتحوّل تدريجياً إلى طوفان المياه والنفايات والمخلفات التي تغطّي سنوياً طرقات بيروت وشوارعها والأحياء، من دون حياء المسؤولين وإصرارهم على الوعود الكاذبة والمخدِّرة.
من الأسئلة الجادة «هلّأ لوين؟ (الآن إلى أين) وكأنّ السائل أو السائلة (النازح والنازحة) بلغا مرحلة ما قبل دخول النفق المظلم.
الأسئلة المتداولة…
متى تتوقف الحرب «الإسرائيلية» على لبنان؟ متى العودة إلى الديار؟ إلى أين المصير؟ وهل صحيح كما قال النائب السابق وليد جنبلاط «إنّ مشروع أو مخطط تهجير الشيعة إلى العراق لا يزال قائماً»؟ وهل هناك اتفاق أو تسوية أو «باب ضو» في الأفق القريب؟ هل سننتظر تسلّم دونالد ترامب رئاسة أميركا في العشرين من كانون الثاني 2025 الذي سيسبقه المزيد من القتل والدمار والنزوح؟ هل سنقضي «الشتوية» خارج بيوتنا وقرانا ونبقى في أماكن نزوحنا حيث القهر والأثمان الباهظة والبرد؟ ولا ندري إلى أين المصير والمسير وإلى متى الكوابيس ستظلّ «تنخر» رؤوسنا؟
لماذا تقدّم لمن يريد مغادرة لبنان من طائفة معينة تتعرّض للإبادة من العدو «الإسرائيلي» المتوحّش تسهيلات وإغراءات مفاجئة ولم تحدث سابقاً؟ هل هي للدعم والمساعدة والمؤازرة لمواجهة الحرب «الإسرائيلية» وتداعياتها الكارثية الخطيرة؟ أم أنّ هناك وراء الأكمة ما وراءها؟
ما يحصل يتطلب أجوبة شافية وكافية من «أصحاب الحلّ والربط والصوت والصور وأدعياء المسؤولية عن البلاد والعباد علّهم يعرفون ما لا نعرفه، وهم بالتأكيد لا يعرفون أكثر ممن يعرفه معظم اللبنانين.
المهمّ ألاّ تكون الإجابة ممن يدّعون أنهم من المحلّلين السياسيين والعسكريين والاستراتجيين والاقتصاديين والديموغرافيين و… والمتخصصين بشؤون العالم، وهم سقطوا في الامتحان لأنهم فشلوا في تحليلاتهم وتوقعاتهم وتخيّلاتهم ولم يصدقوا. وشكراً لهم لأنهم «كفّوا ووفّوا» وحان نزولهم عن الشجرة وخروجهم من المشهد، لأنهم يزيدون الطين بلّة…

Related Articles

Back to top button