دردشة صباحية
عيد التأسيس
يكتبها الياس عشي
ما زال الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد مرّ على تأسيسه اثنان وتسعون عاماً، يشكّل ظاهرة يستحيل تكرارها، وسبب ذلك يعود إلى التراث الفكري الضخم الذي تركه أنطون سعاده، وإلى سعيه الدؤوب للوصول إلى حقيقة هذه الأمة، وتعميمها، كي تخرج من النظرية إلى التطبيق.
وإذا كان الحزب يسعى اليوم، كما فعل الزعيم سعاده، للوصول إلى الحقيقة وتعميمها، حقيقة الأمّة والوطن والمجتمع، فعليه أن يتذكّر ما قاله المفكّر القومي هشام شرابي في كتابه «المثقفون العرب والغرب»، حيث قال:
«ما قيمة استقصاء الحقيقة فيما يُداس الإنسان في وطنه، وتُغتصب بلاده يوماً بعد يوم»؟
هكذا، بكلّ بساطة، التقى هشام شرابي مع معلّمه الأول سعاده الذي أدرك، مذ كان فتيّاً، أن لا «حقيقة» إلا بإزالة اغتصاب الأرض، وتوحيد الأمة، والقضاء على الجهل والتخلف والفساد».
تُرى، والحزب السوري القومي الاجتماعي يحتفل اليوم بالذكرى الثانية والتسعين لتأسيسه، هل يعود إلى ساحة الصراع من جديد، كي يصل إلى «الحقيقة»؟ أم أنّ المنابر، والأصوات العالية والمبحوحة، والكلمات الأنيقة، صارت هي البديل؟