جعجع وتصريحه الملتبس!
عمر عبد القادر غندور*
حذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من النزوح الجماعي للبنانيين الشيعة إلى المناطق ذات الأغلبية السنية والمسيحية، ما يمكن أن يثير مشاكل هنا وهناك! في بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية قبل الحرب، ودعا الدولة اللبنانية الى تطبيق الاتفاقات المحلية والدولية وحلّ الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، داعياً حزب الله الى التخلي عن سلاحه في أسرع وقت ممكن لإنهاء حربه المستمرة منذ عام على «إسرائيل» وتجنيب لبنان المزيد من الموت والدمار…!
هذا التصريح انفردت به وكالة «رويترز»، ثم تناقلته بقية الوكالات تباعاً…
وقبل مناقشة ما جاء في بيان السيد جعجع الواضح في أبعاده ومراميه الجديدة القديمة، إسراعه الى التملص من هذا البيان، واتهم «رويترز» بعدم الأمانة في نقل التصريح لأنه لا يعبّر في بعض نقاطه بشكل صحيح عما قاله جعجع، وجاءت الترجمة التي تولتها «رويترز» وحرّفت بعض مضمون الأجوبة وافتقرت الى الدقة.
نحن لا نناقش السيد جعجع في مضمون تراجعه عن تصريحه واتهام الوكالة بتحريفه وعدم الأمانة في نقل التصريح، بل نردّ عليه بشأن خشيته من النزوح الشيعي الى المناطق السنية والمسيحية وما يمكن ان ينتج من مشاكل هنا وهناك!
ونرى أنّ مثل هذه الخشية المفتعلة يمكن أن تسيء الى الاحتضان الوطني النبيل الذي أظهره أهل السنة والجماعة والمسيحيون اتجاه اخوانهم من النازحين اللبنانيين، والذي يمكن ان يُبنى عليه في لملمة الخلافات السياسية التي ضربت لبنان في العقد الحالي، ونلفت السيد جعجع خاصة الى إشارته الى الانزعاج السني وهو مجرد تمنيات لا يمكن ان تتحقق لأن السنة والشيعة مسلمون ولا يختلفون في عدائهم لدولة الاحتلال الصهيوني، لأنهم أمة واحدة كما جاء في القرآن الكريم، مع تقديرنا الكبير لبقية الطوائف التي استضافت واحتضنت النازحين وأسّست لقيام لبنان جديد لا يفرّق بين أحد من أبنائه وليبقى رسالة تنوع وحضارة وشموخ…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي