أولىعيد التأسيس

بيان عمدة الإذاعة بمناسبة العيد الثالث والتسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي: حزبنا حزب صراع وحزب أفعال وليس حزب أقوال وتمنيات.. ولقد ثبَت القوميون الاجتماعيون هذا النهج بالفعل على صفحات تاريخهم ـ تاريخ الأمة في كل ميدان ولا يزالون

 

أول الدوافع لنشوء الحزب السوري القومي الإجتماعي هو استعادة الأمة السورية سيادتها على نفسها في حرب المصير والوجود.

حدّد سعاده مفهوم الحركة السورية القومية الاجتماعية في خطابه المنهاجي الأول عام 1935: «فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها»

لتقدُّم شعبنا كله إلى المواجهة القومية العامة انتصاراً لمقاومته ولاستعادة حقوقه وكرامته وسيادته الحقيقة فلا يركن إلى المهادنة السياسية الغرارة والانهزامية ولا التنصل من مسؤولياته القومية

الخطر اليهودي هو خطر وجودي على كل أمتنا وعالمنا العربي. خطر يريد اقتلاع شعبنا من أرضه، لذلك يعمل على تجريف البشر والحجر. ليس في فلسطين فقط، بل على كامل أرضنا القومية

 

الحزب السوري القومي الاجتماعي:
حزب صراع وانتصار

الحزب السوري القومي الاجتماعي:
حزب صراع وانتصار
إن طرح سعاده قبل إنشائه الحزب لأسئلته المصيرية: «من نحن» و»ما الذي جلب على شعبي هذا الويل»، لم تكن مجرد أسئلة عابرة، إنما شكلت الموقف المصيريّ بعينه الذي طاول كامل وجودنا القومي برمّته: موقف انتشل الأمة من على حافة الموت ليضعها أمةً حيةً تحب الحياة وتحب الموت متى كان الموت طريقاً لحياةٍ أفضل أسمى وأرقى. وجاء تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي تعبيراً فعلياً وعملياً لينقل ناصية الأمور ويتحمل المسؤولية العظمى بإنقاذ الأمة ووضعها في ميدان الصراع والوجود بين مصافي الأمم.
لذلك فإن حزبنا حزب صراع وحزب أفعال وليس حزب أقوال وتمنيات. ولقد ثبَت القوميون الاجتماعيون هذا النهج بالفعل على صفحات تاريخهم – تاريخ الأمة في كل ميدان ولا يزالون.
وأنتم اليوم، أيها القوميون الاجتماعيون، امتداد لهذا الفعل ولن تكونوا إلاّ بهذا المستوى الصراعي.
إن إطلاق حركة الوعي لقضية مصيرنا القومي كله ووجودنا، أنهى حالة البلبلة والتخبط عبر تحديد هويتنا القوميّة وإيضاحها، ما جعل فهم الظروف الموضوعية التي أدت إلى فقدان السيادة القومية – فقدان سيادة الأمة على نفسها، جوهر المسؤولية القومية الملقاة على عاتق كل واحدٍ فينا. وهي أيضاً جوهر الصراع المصيريّ الذي به تحدّد بوصلة الانتصار وتحديد السيادة.
وعليه، كان أول الدوافع لنشوء الحزب السوري القومي الإجتماعي هو استعادة الأمة السورية سيادتها على نفسها في حرب المصير والوجود. ومن هنا حدّد سعاده مفهوم الحركة السورية القومية الاجتماعية في خطابه المنهاجي الأول عام 1935: «فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها». لذلك هي نهضة وثورة تستغرق أوضاع المجتمع من جذوره وترمي إلى التغيير الشامل وتستهدف بناء المجتمع القومي المدرك المتماسك في وجه كل مشاريع التجزئة والتفكيك.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،
عندما حدّد سعاده خطر الحركة الصهيونية اليهودية على أمتنا ووجودنا، معتبراً أن انتصار هذه الحركة ليس منوطاً بقوتها فقط، وبدعم القوى الخارجية لها وبمطامعهما: إنما «بتخاذل السوريين إذا تركوا الصهاينة ينفّذون مآربهم ويملكون فلسطين». في هذا التحديد إشارة واضحة إلى أن هذا الحزب الذي أنشأه وأسسه سعاده سينْصَبُّ على معالجة هذا «التخاذل» الداخلي لاستبداله بالأسس الصالحة لتوليد إرادة الصراع في سبيل الوجود والمصير. لأن كل مبادئ النهوض بالأمة لا يمكن تحقيقها إذا لم نصارع في سبيل إزالة هذا الاحتلال الوجودي الجاثم على صدر الأمة. وأن عوامل القوة تكمن في وحدة الأمة وفي المواجهة سبيلاً وحيداً للنهوض والتحرير معاً.
والآن نتساءل في ضوء هذا كله وفي ضوء واقعنا الحالي، منذ فجر التأسيس إلى ما يحصل اليوم:
– هل تبدّلت حال أمتنا وأصبحت أفضل ولم تعُد بحاجة إلى رسالة الحزب؟
– هل انتفت الحاجة إلى «الخطة النظامية الدقيقة» في وجه العدو؟
– هل سقطت الكيانية وتناقضاتها؟
– هل سقطت الحواجز الطائفية؟
– هل زالت النزعة الفردية؟
إن ما حصل ويحصل من حروب ومؤامرات على كيانات الأمة السورية يؤكد أن حال أمتنا ليست بأفضل حال. ومن هنا فإن دور حزبنا ورؤيته النهضوية وفي ضوء كل هذه التحديات، هو الضرورة القصوى لحل كل هذه الإشكاليات. لا بل هو ضمان الانتصار الدائم وعين الاستقرار والقرار لشعبنا وأجياله القادمة. لا بل هو الخطة التي تختزل طريق الانتصار وتصونها.
وأمام حتمية هذا الصراع الوجودي، نحن أمام خيار حتمية الانتصار ولا شيء سوى المواجهة والنصر.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،
نعود لنؤكد المثبت بالتجربة أن الخطر اليهودي هو خطر وجودي على كل أمتنا وعالمنا العربي. خطر يريد اقتلاع شعبنا من أرضه، لذلك يعمل على تجريف البشر والحجر. ليس في فلسطين فقط، بل على كامل أرضنا القومية. ونحن نعلم حقيقة هذه المؤامرة على أمتنا حتى منذ ما قبل «سايكس – بيكو» حيث لم تتوقف. وإنما انتقلت من مرحلة إلى أخرى عبر تفتيت المفتت واستهداف كيانات الأمة السياسية الواحدة تلو الأخرى بغرض تقسيمها إلى كانتونات طائفية وعنصرية لمزيدٍ من الإضعاف ما يسهل السيطرة عليها.
ومع استمرار حرب إبادة شعبنا في الجنوب السوري (فلسطين)، وحرب التهجير والتدمير التي تحصل اليوم في لبنان من هذا الكيان الغاصب الإرهابي التكوين بطبيعته، في محاولة منه للقضاء على المقاومة وعلى مقوّمات الحياة في لبنان معاً، يجب أن نعيد التأكيد بأن العدو الذي نحاربه ليس دولة تدافع عن نفسها ولها حقوقها كما يدّعي البعض، بل إنه كيان قام على اغتصاب الأرض والحقوق الطبيعية التي كانت أساساً قائمة وموجودة. وهذا الكيان لم ينشأ نشوءاً طبيعياً، لذا فإن الحرب العدوانية على لبنان هي لفرض الاستسلام على كامل أمتنا السورية واستكمال التجزئة المجتمعية بكانتونات طائفية ومذهبية وإثنية. وهذا ما بدأ منذ «سايكس – بيكو» وما زال مستمراً حتى اليوم.
وعليه، ندعو شعبنا كله بكل شرائحه وقدراته إلى المواجهة العامة انتصاراً لمقاومته، ولاستعادة حقوقه وكرامته وسيادته الحقيقة من منظور القوة، وليس بأفعال المهادنة السياسية الغرارة والانهزامية. وليس بالتنصل من مسؤولياتها عبر الهرب إلى عناوين خرقاء، فالتاريخ كما المستقبل لا يسجل مكاناً للضعف بل لتثبيت الوجود بالقوة.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،
يقول سعاده في 27 حزيران 1949 «إنّ لنا اتصالاً باليهود مشرّفاً هو اتصال الحرب والنار بيننا وبينهم ـ هو اتصال الأعداء بالأعداء» ليحدّد بأن نهج الكفاح المسلح والمقاومة هو النهج الوحيد الذي يجب أن نتعامل به مع هذا العدو. وهذا ما دأبتم عليه، مقاومة ذات بعد وطني وقومي تدرك حقيقة هذا الصراع وامتداده والتعامل معه. ولا تكبلها حدود مصطنعة. مقاومة تبدأ ليس فقط من لبنان لتحرير فلسطين وإنما مقاومة شاملة على كل الصعد والمستويات. وإن شهداء حزبنا العظيم الذين ارتقوا في ساح الصراع من الشام إلى لبنان وفلسطين والعراق هم أعظم دليل على وحدة هذا الصراع في مواجهة كل خطر وجودي.
وأمام حقيقة هذا الصراع تبرز عظمة نشأة حزبنا السوري القومي الإجتماعي ودوره الراهن استمراراً بالعمل على تشكيل جبهة قومية تتمتع بالعصبية الضرورية واللازمة لاستكمال هذا الصراع القومي الإجتماعي الوجودي مقترناً بالوعي والوجدان لتحقيق مصالح الأمة الرئيسة، وحقها في الدفاع عن هذه المصالح والحقوق واسترداد ما سلب منها.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،
اليوم وأمام هذه الأخطار الوجودية والاستحقاقات المصيرية أحوج ما نكون إلى وحدتنا ووحدة مجتمعنا، بعيداً عن النزعات الفردية. وما أشد احتياجنا لمزيد من العمل على بناء العضوية في الحزب الواعية لحقيقة وجودها، والمسؤولة انطلاقاً من الذات وصولاً للعمل المنظم للدفاع عن مصالح الأمة. وكما «شهداؤنا هم طليعة انتصارنا» فإن فهمنا لطبيعة الصراع القومي الإجتماعي في هذه الفترة العصيبة يحدونا لممارستنا للنضال المؤيد بصحة العقيدة ضمن حركة منظمة موحّدة كما أسسها سعاده طليعة في رسم التحديات ومواجهتها. وإن عدم فهمنا لهذه الحقيقة المسلّمة، سوف يؤدي إلى التخلف عن ركب المهام وامتشاق الواجب القومي. بهذا الإيمان الراسخ، وبهذه العقيدة الثابتة، يستمر السوريون القوميون الإجتماعيون جنود عقيدة ونظام وإيمان بالنصر، جنوداً في كل عمل وكل اختصاص، جنوداً في الميدان والإدارة جنوداً في الإذاعة وجنوداً في الثقافة وجنوداً في السياسة.
فكونوا يا رفقائي رسلاً أمناء لقضيتكم القومية، تحاربون التجزئة والانقسام الداخليين. كونوا سداً منيعاً ضدّ الدعوة إلى بعث النعرات الهدامة. أوصوا كل من تجتمعون بهم بالصمود والثبات على طريق الصراع توصلاً إلى تحقيق النصر العظيم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى