أولىالكلمة الفصلعيد التأسيس

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان في عيد التأسيس: مقاومة أمتنا تعبّر عن شعوب العالم الحر قاطبة وعلى ضوء نتائج صمودها وإنجازاتها وحجم تضحياتها يرتسم مستقبلُ العالم خالياً من عنصرية مقيتة قاتلة يجسّدها كيان الاغتصاب الصهيوني

 

طبيعة الحرب العدوانية من الاحتلال على شعبنا تتفوّق بجرائمها ضد الإنسانية على كل الحروب والفظائع في التاريخ

القمة العربية ـ الإسلامية في الرياض يمكنها كبح جماح العدوانية الصهيونية بإعادة الاعتبار للموقف الجامع والموحّد تجاه العدوانية الصهيونية.. وهناك ضرورة قصوى لتشكيل الشعوب العربيّة جبهة شعبية عربية لمناصرة فلسطين والمقاومة

*عهدُنا لأبناء شعبنا، أن نبقى قابضين بيد من فولاذ على مبادئنا القومية، صراعاً ومقاومة، لانتصار أمتنا وخلودها

 

أصدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان بياناً بمناسبة 16 تشرين الثاني، عيد تأسيس الحزب جاء فيه:
في السادس عشر من تشرين الثاني من العام 1932، تأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي، فشكّل حدثاً فاصلاً بين زمنين، بين زمن كانت فيه الأمة خاضعة للإرادات الاستعمارية الغاشمة، مستلَبة الهوية، ومكبَّلة الإرادة والفعل، وبين زمن جديد رسمه الشهيد – القدوة أنطون سعاده بمعادلة «الحياة لا تكون بلا صراع». فاختصر تعريف الحياة كلّها بأنها تلك التي تتجسّد بوقفة العز، نصراً أو استشهاداً.
الحزب السوري القومي الاجتماعي “فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة بأسرها”، فكرة رائدة من أجل قضية عادلة، وحركة صراع معيارها “البطولة المؤمنة المؤيّدة بصحة العقيدة” تثبيتاً لهوية الأمة ووحدتها، وصوناً لحقها، وترسيخاً لقيم الحرية فيها، وذوْداً عن شعبها على تعاقب أجياله.
«ألف باء” التأسيس، عقيدة ناظمة لحركة صراعنا القومي في مواجهة يهود الداخل والخارج والاستعمار والإرهاب وكل مشاريع التجزئة والتفتيت. وفي هذه العقيدة قواعد فلاح أمتنا وارتقائها، أمة حرة سيّدة قوية، في “زمن تنازع الأمم البقاء”. وكلنا اعتزاز بمسيرة صراعنا العامرة بمحطات مضيئة، الزاهرة بتضحيات جسام، والمتميّزة بشهداء يشكّلون منارات أقلّ ما يُقال فيهم إنهم طليعة انتصاراتنا الكبرى.
منذ تأسيسه إلى اليوم، وحزبنا ثابت على نهجه، راسخ في خياره، وحاسم في قراره. مقاومة بالنار لا مساومة، وصراع وجوديّ ضد عدو يهوديّ صهيونيّ عنصريّ محتلّ لأرضنا، قاتل لشعبنا وغاصب لحقنا.
وهذا العدو الوجوديّ يستهدف أبناء شعبنا في لبنان، كما فلسطين المحتلة وكل مناطق سورية، بالعدوان ومجازر الإبادة الجماعيّة والتدمير الممنهج للبنى والمؤسسات. وهذا العدو المجرم قتل على مدى عام ونيّف نحو خمسين ألفاً من أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان والشام، جلّهم من الأطفال والنساء، وأضعافهم جرحى ومصابون، عدا عن جرائمه ومجازره منذ احتلال فلسطين.
إنّ طبيعة الحرب العدوانية التي يشنّها كيان الاغتصاب على شعبنا، ليست ككل الحروب التي شهدها العالم، بل إنها تتفوّق بجرائمها ضد الإنسانية على كل الحروب، وخلال عام، دمّر العدو الصهيونيّ مئات آلاف البيوت والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة، وأحرق المزروعات وجرّف الحقول، واستهدف الأطباء وطواقم الإسعاف وفرق الإعلام والصحافة، ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدوليّة، في ظلّ صمت ما يُسمّى المجتمع الدولي بمؤسساته المعنية حيال جرائم العدو الموصوفة.
هذه هي طبيعة الحرب الصهيونية الحاقدة على بلادنا وتاريخها وثقافتها الملأى بكلّ حق وخير وجمال. حرب تقودها غريزة عنصريّة معادية للإنسانيّة جمعاء، تستهدف محوَ تاريخنا وسحق وجودنا وتدمير مستقبلنا. وهذا ما يمنحنا حقاً طبيعياً مطلقاً على كافة المستويات القانونية والإنسانية بالمقاومة دفاعاً عن وجودنا، ولتحقيق النصر والتحرير، وصوناً لمستقبل الأجيال القادمة.
والمقاومة التي تخوضها أمتنا اليوم في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية، مقاومة تعبّر عن شعوب العالم الحر قاطبة. وعلى ضوء نتائج صمود المقاومة وبسالتها وإنجازاتها وحجم تضحياتها يرتسم مستقبلُ العالم خالياً من عنصرية مقيتة قاتلة يجسّدها كيان الاغتصاب الصهيوني. وهذه حقيقة ثابتة ودامغة، وإن تجاهلتها دول غربيّة بعينها ومؤسسات دولية تقف متفرّجة على القتل والدمار الذي يمارسه كيان الاغتصاب بحق شعبنا.
في راسخ إيماننا، وعميق قناعاتنا، المقاومة حقّ مشروع لشعبنا، وهي خياره الأوحد الثابت الأكيد. ولسنا بمتنازلين عن هذا الخيار مهما تطلّب من بذل وتضحية وبطولة. أما الذين يتوهّمون القضاء على المقاومة من خلال حرب إبادة قذرة تُستخدم فيها أسلحة قاتلة وفتاكة، هم على أعلى درجات الأميّة في تاريخ المقاومات التي واجهت دولاً عظمى وهزمتها.
أمّا ضعاف النفوس وفاقدو الإيمان، فقد استعجلوا الاستثمار في هزيمة افتراضيّة للمقاومة في فلسطين ولبنان، وبدأوا يروّجون سيناريوات ما بعد المقاومة، ويهللون لشرق أوسط جديد متصهين، نراه بعين اليقين وإرادة الثبات وهماً، وأضغاث أحلام. وشواهدنا صمود المقاومة وانتصاراتها في الميدان.
هؤلاء هم أنفسُهم يستعيدون شعارات “قوة لبنان في ضعفه”، يريدون منه أن يرضخ لمشيئة العدو. وبدل المطالبة بوقف الحرب العدوانيّة على لبنان، يطلبون تصفية المقاومة ونزع سلاحها. ويطالبون ضمناً بالسلطة ليس بالوسائل الديمقراطية والدستورية، بل على جناح الطائرات الصهيونية المعادية التي تقتل المدنيين. وهذا استعجال في غير محلّه، لا بل افتئات على قوة لبنان.
ما نؤكد عليه، أننا جميعاً في لبنان، معنيّون بتحصين الصمود، كل من موقعه وبالتناسب مع قوّته وقدرته وإمكانيّاته. وواجب الوجوب، صون السلم الأهلي وتحصين وحدة المواطنين والتمسّك بعناصر القوة كلها المتمثلة بثلاثيّة ذهبيّة تقدّم مجتمعة التضحيات والشهداء.
والواجب يدعونا إلى التشديد على ضرورة قيام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية، دولة قوية قادرة وعادلة، معزّزة بالثوابت والخيارات الوطنية وفي مقدّمها الالتزام بخيار المقاومة، وبحماية السلم الأهلي، والتصدّي لمشاريع الفدرلة والتقسيم، والتنسيق والتعاون مع سورية بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق المثبتة في الدستور، لما لسورية من دور وموقع، جعلا منها قلعة قوميّة للمقاومة وحاضنة لها، مما عرّضها لحرب كونية إرهابية.
وفي فلسطين، جميعنا معنيّون بمواجهة آلة القتل الصهيونية التي ترتكب المجازر. فلا يكتمل صمودنا إلا بالوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة، بعيداً عن كل اتفاقيات ما زادت عدوّنا إلا غطرسة وإجراماً.
العدو الصهيونيّ وبدعم غير محدود من الغرب الاستعماريّ، يحاصرنا بالنار والإجرام، يقتل أطفالنا ونساءنا والآمنين. وعلى وقع جرائمه الموصوفة ومجازره الوحشيّة، يريد فرض شروطه وأهدافه مستعيناً بموفد أميركيّ ينطق باسمه، في حين تنأى المؤسسات الدولية المعنية بنفسها عن تحمّل مسؤولياتها، واضعة القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية في ثلاجة الموتى، والسلم والأمن الدوليين في مهب الخطر.
وعليه، نرى أنّ القمة العربية ـ الإسلامية التي انعقدت قبل أيام في الرياض، بالمواقف التي تخللتها وبمضمون بيانها الختاميّ، تشكل عاملاً مهماً لكبح جماح العدوانية الصهيونية، إنْ من خلال إعادة الاعتبار للموقف الجامع والموحّد تجاه العدوانية الصهيونية، أو من خلال تشكيل آليات ضغط على القوى والمؤسسات الدولية كي تتوقف عن ممارسة سياسة ازدواجية المعايير، وأن تقف أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً مع الضحية وضد القاتل.
وفي هذا السياق نرى ضرورة قصوى في إطلاق يد الشعوب العربيّة لتشكيل جبهة شعبية عربية لمناصرة فلسطين والمقاومة. وهذا من شأنه أن يشكّل تأسيساً لإعادة ترتيب البيت العربي بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومستقبلها، خصوصاً بعدما ثبت أن مَن يقف مع العدو الصهيونيّ ويتبنّى إجرامه، ساقط من عالم الإنسانية.
في عيد تأسيس حزبنا العظيم، عهدُنا لسعاده الذي تعاقدنا معه على أمر خطير يساوي وجودنا كله.
عهدُنا لمن سبقنا على طريق الصراع، لشهدائنا الخالدين في وجدان الأمة، ولأبناء شعبنا، أن نبقى قابضين بيد من فولاذ على مبادئنا القومية، صراعاً ومقاومة، لانتصار أمتنا وخلودها.
عهدُنا لكل بلادنا، أن نبقى كما عرفَتنا، حزبها المقاوم الذي لا يساوم ولا يهادن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى