الوطن

حيّا النازحين وشهداء الجيش والشعب والمقاومة اللقاء الوطنيّ من أجل لبنان»: لإصدار مجلس الأمن قراراً يلزم العدوّ بوقف عدوانه فوراً

أكّد «اللقاء الوطنيّ من أجل لبنان» أنّ لبنان «يتعرّض لعدوانٍ إسرائيليٍّ همجيٍّ ووحشيٍّ يطال المدنيين الأبرياء على امتداد الجغرافيا اللبنانيّة، ويلاحق النازحين في أماكن نزوحهم، ويدمّر المباني والبيوت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ من دون واعز، ويرتكب المجازر المروّعة بحقّهم، في انتهاكٍ سافرٍ لكلّ المواثيق والأعراف الدوليّة والإنسانيّة، ويمارس الإبادة الجماعيّة فيمحي عائلات بكاملها على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمتٍ مدوٍّ وسكوتٍ قاتلٍ وإداناتٍ خجولة لا تردع، ودعمٍ من دولٍ كبرى وأخرى تدّعي الحضارة والإنسانيّة، فيما هي تغطي على الجرائم بتواطؤ صمتها وعدم إدانتها، ولا تقوم بأيّ جهدٍ لإيقاف هذه المجزرة المروّعة، بل وإرسالها الأسلحة والذخائر التي يقتل بها شعبنا، ويتعرّض فيها وطننا لتدميرٍ ممنهجٍ يطال مناطق عدة، ولا يستثني المستشفيات والمراكز الصحيّة والبلديّات ومراكز الدفاع المدنيّ والإسعافات والعاملين في القطاعين الصحيّ والإعلاميّ».
وأشار اللقاء في البيان الختامي الذي أصدره بعد اجتماعٍ عقده في قاعة قصر الأونيسكو استنكاراً للعدوان «الإسرائيليّ» المتواصل، إلى أنّ «هذا العدوان البربريّ والوحشيّ تسبّب بوقوع آلاف الضحايا من الشعب اللبنانيّ بين شهيدٍ وجريح، من الجيش اللبنانيّ والمقاومين والمدنيين، كما تسبّب بنزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم ومدنهم وقراهم إلى مختلف المناطق اللبنانيّة، كما أدى إلى تدمير آلاف الوحدات السكنيّة والتجاريّة والمؤسّسات الرسميّة، إضافةً إلى إتلاف العديد من الأراضي والمحاصيل الزراعيّة، كلّ ذلك في محاولةٍ لإخضاع لبنان وشعبه وفرض شروطٍ سياسيّةٍ عليه، كما صرّح قادة العدوّ أكثر من مرّة. لكنّ إرادة الشعب اللبنانيّ في الصمود والمقاومة كانت أقوى من العدوان، على الرغم من ضخامته وإجرامه. وإن خطورة هذا العدوان أنّه يأتي في سياق الانفلات الوحشيّ للعدوّ، وسعيه إلى تشكيل شرق أوسط جديد يهدف من خلاله إلى شطب القضيّة الفلسطينيّة وفرض الهيمنة الإسرائيليّة على المنطقة، ومحاولة إخضاع لبنان بالحديد والنار، والسيطرة على قراره وإخضاع سيادته للمقاييس الصهيونيّة وإدخال البلد في العصر الإسرائيليّ».
وأعلن أنّه «أمام كلّ هذه الوقائع، ودفاعاً عن مصالح لبنان وسيادته وكرامته الوطنيّة، تداعى وزراء ونوّاب ورؤساء أحزاب وشخصيّات وطنيّة لبنانية للقاء تشاوريّ بعنوان «اللقاء الوطنيّ من أجل لبنان» للتباحث في مخاطر العدوان الإسرائيليّ وانعكاساته على الوضع اللبنانيّ والعربيّ، وبعد التداول توافق المجتمعون على «إدانة العدوان الإسرائيليّ على لبنان وشعبه، وعلى الشعب الفلسطينيّ في غزّة والضفّة الغربيّة، ومطالبة مجلس الأمن الدوليّ بإصدار قرارٍ يلزم العدوّ بوقف عدوانه فوراً».
وأشادوا بـ«الموقف اللبنانيّ الرسميّ الموحّد والمتمسّك بسيادة لبنان على كامل أرضه، ودعمه في سبيل الوصول الى وقف العدوان بشكلٍ كامل، من دون المسّ باستقلال الوطن وسيادته»، مشيدين أيضاً «بصمود الشعب اللبنانيّ ومقاومته المشروعة، التي كفلتها المواثيق الدوليّة، وتأكيد حقّ لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته بمختلف الوسائل المشروعة والمتاحة، وعلى رأسها المقاومة».
ووجّهوا» تحيّة إكبارٍ وإجلالٍ لشهداء الوطن من الجيش والشعب والمقاومين الأبطال، الذين يبذلون دماءهم في سبيل عزّة الوطن وكرامته»، مؤكّدين «أهميّة الوحدة الوطنيّة في مواجهة العدوان والحفاظ على السلم الأهليّ ووضع الخلافات السياسيّة جانباً والعمل معاً لإفشال أهداف العدوان».
وأشادوا «بالاحتضان الشعبيّ الوطنيّ للنازحين في مختلف المناطق اللبنانيّة، والبناء على الروح الوطنيّة التي تجلّت في هذه المحنة للمستقبل، لأنّ لبنان الوطن بحاجةٍ لتعاون جميع أبنائه»، داعين «الدولة بكلّ مؤسّساتها ورموزها والجمعيّات الأهليّة لإيلاء موضوع النازحين الاهتمام اللازم، والعمل على توفير مستلزمات الصمود لهم، بما يكفل كرامتهم ويخفّف من مصابهم».
وطالبوا «الحكومة والأجهزة المعنيّة بتوفير الأمن للنازحين في أماكن نزوحهم، وعدم السماح لأيٍّ كان بإثارة الغرائز والفتن بينهم وبين إخوتهم في الوطن»، مؤكّدين «أنّ نزوح أهلنا من المناطق التي هجّروا منها هو نزوحٌ موقّت والعمل على إعادتهم إلى مناطقهم وقراهم وبيوتهم فور توقّف العدوان»، معتبرين أنّ «مسؤوليّة الدولة تقتضي البدء بإعداد خطط إعادة الإعمار من الآن وتأكيد بناء كلّ ما تهدّم، بما يضمن عودة الناس إلى بيوتهم مرفوعي الرأس».
وتوجّهوا بـ«الشكر لكلّ الدول والجهات الداعمة للبنان، سواء بالدعم السياسيّ أو الماديّ، ولا سيّما تلك التي وقفت وتقف اليوم معه، تعزيزاً لصموده في مواجهة استهداف سيادته وفرض الوصاية عليه». كما وجّهوا «تحيّة محبة وتقدير وإكبار لأهلنا الذين هجّروا من بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية، أصحاب الرؤوس المرفوعة والنفوس الأبيّة، الذين يدفعون الضريبة عن كلّ الوطن، ووعدنا لهم بأن يعودوا إلى منازلهم ومدنهم وقراهم بشموخٍ وكرامة».
وقرّر «اللقاء» تشكيل لجنة متابعة بهدف «مواكبة القرارات الصادرة عنه، خدمةً لأهلنا ووطننا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى